الرياض - (وكالات): خطفت القمة السعودية الأمريكية التي عقدت في قصر عرقة بالرياض أمس الأول العناوين الرئيسة للصحافة العالمية، وتصدرت نشرات الأخبار في مختلف قنوات التلفزة الفضائية، وأعادت زخم التحالف الاستراتيجي بين البلدين الكبيرين، خاصة وأنها القمة الأولى التي تعقد بين خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وقال خبراء مهتمون في قضايا الشرق الأوسط إن نهج الإدارة الأمريكية الحالية أصبح واقعياً، إذ إنها تحاول فعل ما يمكن أن تقدر عليه في الوقت الحالي، ومن المنطقي جداً، اختيارها العمل جنباً إلى جنب مع السعوديين، وعلى الأخص، فيما يتعلق بدحر الإرهاب وبصفة خاصة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، الذي يسيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا.
وأشار الخبراء إلى أن القمة السعودية الأمريكية شكلت نقطة انطلاق جديدة في علاقات واشنطن والرياض معتمدة في ذلك على الخبرة العريقة في علاقات التحالف الاستراتيجي الممتدة لأكثر من 70 عاماً بين البلدين، كما أنها سواء بسواء أعادت الزخم للدور السعودي في الإقليم.
وختم أوباما أمس الأول، زيارة امتدت لساعات، قطع زيارته للهند وتوجه إلى الرياض للتعزية بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، حيث تحولت الزيارة إلى زيارة عمل كثيفة الأجندة بين الرياض وواشنطن، اللتين لطالما «شهدت علاقتهما توتراً بشأن القضايا التي تتعلق بإيران وسوريا والتغييرات السياسية».
وكان العنصر الأبرز الذي قاد إلى التوتر بين الحليفين الاستراتيجيين ينصب على البرنامج النووي الإيراني وتقارب واشنطن مع طهران، وكذلك مع رفض أوباما المصادقة على استخدام القوة العسكرية ضد الرئيس بشار الأسد بعد مزاعم استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.
وأوردت صحيفة «فايننشال تايمز» اللندنية، أمس تقريراً بعنوان «أوباما يسارع لتوطيد العلاقات مع السعودية»، تناولت فيه ما قاله الرئيس الامريكي لشبكة «سي إن إن» الامريكية «إنه من المهم بالنسبة لنا، الأخذ في الاعتبار العلاقات الحالية القائمة بين البلدين والتحالفات المبرمة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تعد معقدة جداً، لنثبت بأن لدينا مصالح استراتيجية مشتركة مع السعودية».
وفضلاً عن محاربة لإرهاب والأزمة السورية، فإن انهيار الأوضاع في اليمن، وهو أمر مقلق لكل من الرياض وواشنطن، كان على أجندة «قمة سلمان - اوباما».
وتفاقم القلق الأمني الأمريكي الأسبوع الماضي بسيطرة الحوثيين الذين تدعمهم إيران على الحكومة في اليمن في انتكاسة لجهود واشنطن لاحتواء جناح القاعدة هناك، والحد من النفوذ الإقليمي لإيران.
كما ان انهيار الحكومة اليمنية شكّل مصدر قلق للسعودية لأن بينهما حدودًا مشتركة طويلة وبسبب التقدم الذي أحرزته إيران المنافسة الرئيسية للمملكة السنية على النفوذ الإقليمي.
وذكر مسؤول أمريكي أن الزعيمين بحثا قضايا اليمن وإيران، ولم يعبر الملك سلمان عن تحفظات بشأن المحادثات النووية الأمريكية مع إيران لكن قال إنه لا ينبغي السماح لطهران بإنتاج أسلحة نووية.
من جهة أخرى، فإن موضوع الطاقة كان هو الآخر أحد الموضوعات التي تناولتها القمة، فقد ذكر المسؤول الأمريكي على اطلاع على المحادثات إن العاهل السعودي عبر عن رسالة مفادها استمرارية سياسة الطاقة التي تنتهجها السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وأضاف أن الملك سلمان أشار إلى أن السعودية ستواصل لعب دورها في إطار سوق الطاقة العالمية، وانه ينبغي ألا يتوقع أحد تغييرًا في موقف بلاده.
إلى ذلك، نشر عدد من الصحافيين المرافقين للرئيس الأمريكي في زيارته للرياض صوراً مع تعليقاتهم وانطباعاتهم حول استقبال الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس الأمريكي وجلسة المباحثات التي عقداها، وأحداث أخرى خلال الزيارة.
وحسب تقرير لـ «اخبار 24»، فقد عرض الصحافيون قائمة طعام المأدبة التي أقامها خادم الحرمين الشريفين لضيفه الرئيس أوباما والوفد المرافق، والتي تضمنت مقبلات ومشويات لحوم ودجاج عربية، ومأكولات بحرية، فضلاً عن الجريش والقرصان، أما الحلوى فكان من بينها «أم علي» وسلطات فواكه.
ونشر الصحافيون صوراً لمسجد أثناء وقت أذان الصلاة في الرياض، وحاملي العود والطيب في قصر عرقة، وموكب أوباما ذي الـ 70 سيارة والذي وصف بالموكب الضخم، والفرقة الموسيقية التي تعزف السلامين الوطنيين، ثم أعلام البلدين ترفرف على مطار الرياض.
ومن التعليقات برز تعليق على صورة أوباما وهو يسير في قصر عرقة، حيث علق أحدهم على الثريات المصنوعة من الكريستال التي تظهر في الصورة، بينما وصف آخر الممرات في قصر عرقة بأنها من أفضل الممرات التي رآها في حياته من حيث روعة الأرضيات.
كما أظهر المرافقون صوراً للقاء بين وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس وميشيل أوباما حرم الرئيس الأمريكي في بهو الاستقبال، وصوراً عديدة لاستقبال الملك سلمان للرئيس الأمريكي في المطار، واجتماعهما في قصر عرقة، ثم توجههما لجلسة مباحثات ثنائية بعد الغداء.
وعلق أحدهم على ظل طائرة الرئاسة الأمريكية «اير فورس وان» وهي على وشك الهبوط في الرياض بأنه يرى مساحة ضخمة من الأراضي الصحراوية، ولفت أحدهم في حفل الاستقبال في قصر عرقة إلى وجود صورة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود والملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأظهرت إحدى الصور رئيس الاستخبارات الأمريكية «سي آي ايه» جون برينان في قصر عرقة، كما نشرت عدة صور لتحية الوفد المرافق لأوباما لخادم الحرمين الشريفين وأظهرت الصور أوباما وهو يقدمهم بنفسه لخادم الحرمين مثل جيمس بيكر، والسيناتور الجمهوري جون ماكين وغيرهما.
وأبدى أحد المرافقين ملاحظة على بوابات قصر عرقة، حيث قال إنها تشبه إلى حد كبير بوابات «استوديوهات بارامونت السينمائية» في هوليوود.
كما نشرت صورة لحديث جانبي لأوباما والسفير الأمريكي بالرياض جوزيف وستفال، وأبرزت صورة أخرى أوباما وهو يصافح وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس قبل لقائها بخادم الحرمين الشريفين.