عواصم - (وكالات): أعلن الأردن أمس استعداده التام لإطلاق سراح الانتحارية العراقية المحكوم عليها بالإعدام ساجدة الريشاوي مقابل إطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة المحتجز لدى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» منذ نهاية ديسمبر الماضي، مؤكداً أنه طالب بإثباتات بأن طياره لا يزال على قيد الحياة.
ونقل التلفزيون الرسمي الأردني عن وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني قوله إن «الأردن مستعد بشكل تام لإطلاق سراح السجينة ساجدة الريشاوي إذا تم إطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة وعدم المساس بحياته مطلقاً». وأكد المومني، وهو أيضاً المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، أن «موقف الأردن كان منذ البداية ضمان حياة ابننا الطيار معاذ الكساسبة».
ولم يتطرق المومني في تصريحاته بأي إشارة إلى الرهينة الياباني كينجي غوتو الذي يحتجزه أيضاً التنظيم الجهادي وهدد بقتله مع الكساسبة خلال 24 ساعة ما لم يتم الإفراج عن الريشاوي، في تسجيل نشر أمس الأول. ويعتقد أن الصحافي المستقل كنجي غوتو أسر أواخر أكتوبر الماضي.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن بلاده تريد إثباتاً بأن الطيار الأردني لا يزال على قيد الحياة.
وكتب الوزير الأردني في تغريدة باللغة العربية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قبل نحو ساعة من انتهاء المهلة التي حددها تنظيم الدولة الإسلامية «طلبنا من فترة إثباتات على صحة وسلامة البطل معاذ ولم تأتِ».
واضاف في تغريدة ثانية «من يقول إن الريشاوي أطلق سراحها وغادرت الاردن، هذا الكلام غير صحيح ولقد قلنا من البداية إن إطلاق سراحها مرهون بالإفراج عن ابننا معاذ». وقال نائب وزير الخارجية الياباني ياسو هيدي ناكاياما في تصريحات للصحافيين في عمان «نحن لن نتخلى عنه أبداً، وأنا أحاول ضمان عودة الرهينة الياباني غوتو، إلى بلده آمناً. نحن لن نتخلى عنه أبداً».
وأكد مسؤول حكومي اردني ان عمان ما زالت تفاوض لتأمين سلامة الطيار الأردني المحتجز لدى «داعش»، نافياً الإفراج عن جهادية عراقية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إن «المفاوضات لا تزال جارية، الأردن لا يزال يفاوض» لتأمين سلامة الطيار معاذ الكساسبة. وأضاف «نحن نعطي الأولوية لأي أمر في مصلحة الطيار الأردني وسلامته»، نافياً تقارير تحدثت عن نقل ساجدة الريشاوي العراقية المحكومة بالإعدام في الأردن من سجنها استعداداً لإطلاق سراحها ضمن صفقة مع التنظيم. وتحدثت وسائل إعلامية يابانية عن تسليم الأردن الريشاوي لأحد شيوخ عشائر الدليم غرب العراق تمهيداً لتسليمها للتنظيم المتطرف ضمن صفقة للإفراج عن الرهينة الياباني.
وساجدة مبارك عطروس الريشاوي «44 عاماً» انتحارية عراقية شاركت في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في 9 نوفمبر 2005، لكنها نجت عندما لم ينفجر حزامها الناسف، ولجأت بعدها إلى معارفها في مدينة السلط غرب عمان حيث قبضت عليها السلطات بعد 3 أيام. وكان تنظيم الدولة الإسلامية أعلن الأسبوع الماضي قطع رأس الرهينة الياباني هارونا يوكاوا، وطالب بالإفراج عن الريشاوي للإفراج عن الرهينة الثاني، بعدما كان طالب في السابق بمبلغ 200 مليون دولار لإطلاق سراح الرهينتين اليابانيين.
وكان والد الطيار الأردني طالب سلطات بلاده بالاستجابة لمطالب التنظيم وإطلاق سراح الريشاوي حفاظاً على حياة ابنه. وقال صافي الكساسبة للصحافيين خلال وقفة احتجاجية مساء أمس الأول أمام مقر رئاسة الوزراء وسط عمان «نطالب بإعادة معاذ، طلبنا واحد فقط لا غيره، إعادة معاذ بأي ثمن كان». من جانبه، ناشد جودت الكساسبة شقيق الطيار تنظيم الدولة الإسلامية أن «يعتقوا رقبة أخي معاذ وهو مسلم سني، إكراماً لله ولرسوله». وأضاف جودت أن «معاذ عسكري ينفذ واجبات عسكرية تطلب منه ولم يكن بيده حيلة لرفض الأوامر، والرفض يعتبر خيانة عظمى والسجن مصيره». وقبض التنظيم الجهادي على الكساسبة في سوريا في 24 ديسمبر الماضي بعد تحطم طائرته «أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرقة السورية»، بحسب عمان.
ودانت اليابان تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية الجديدة بقتل الرهينة الياباني وقال رئيس الوزراء شينزو ابي للصحافيين في أعقاب اجتماع وجيز لحكومته «إنها تهديدات دنيئة تماماً، اشعر بغضب شديد».
وأضاف «إنه وضع صعب جداً وطلبت من الوزراء التحرك بشكل موحد من أجل التوصل إلى الإفراج عن غوتو في أسرع وقت» من قبضة الجهاديين.
وهدد تنظيم الدولة الإسلامية بقتل الرهينة الياباني كنجي غوتو والطيار الأردني معاذ الكساسبة في تسجيل نشر أمس الأول على مواقع تعنى باخبار التنظيمات الجهادية. وظهر في التسجيل كنجي غوتو وهو يحمل صورة لمعاذ الكساسبة ويقول في رسالة صوتية «اي تاخير من قبل الحكومة الاردنية يعني انها ستكون مسؤولة عن مقتل الطيار الاردني ثم مقتلي».
وفي تسجيل فيديو نشر في 20 يناير الماضي طالب التنظيم اليابان بفدية من 200 مليون دولار في مهلة 72 ساعة للإفراج عن غوتو وهارونا يوكاوا. لكنه بعد عدم امتثال اليابان أعلن السبت الماضي في فيديو آخر أنه أعدم يوكاوا. من ناحية أخرى، قال الجيش الأمريكي إن الولايات المتحدة والدول المشاركة معها في التحالف الدولي شنت 13 ضربة جوية قرب مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة في اطار حملتها المتواصلة لطرد قوات «داعش»