لن تستطيع أن ترى أين هو طريق الحب ما لم تملك الجرأة على الإحساس، ما لم تحطم الأبواب، ما لم تخرج من سجنك، وما لم تهاجر كل يوم.
إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور، قد نقول إننا بفطرتنا رحالة في هذه الحياة منذ الأزل، والهجرة هي سبيل البقاء على الطريق وسبيل العودة للزمن الأول، ولكن هل فكرنا في أن رحلتنا هي معنى من معاني الهجرة، وهل فكرنا لماذا تتوقف الرحلة على كونها رحلة من مكان معروف إلي مكان آخر مجهول، أو حتى من معنى معروف لمعنى آخر مفقود، هل فكرنا لماذا لا تكون أحياناً هجرة من معروف تعارفنا عليه وتقبلناه لمعروف آخر هو الأصل.
لا يكون إنساناً حقاً من يفرط في قلبه، أو يفرط في ضميره، فلا يدخل النور قلب من أغلق شبابيكه، فيكون كخشبة مسندة، يتحرك دون وعي ودون فهم، ويردد كلمات دون وعي ودون فهم، ويرتدي أرديةً دون وعي ودون فهم، ويقول كلمات مكررة دون وعي، ودون فهم، فلاجدوى من الأفعال إن كانت دون المعنى الذي هو الأصل.
علي العرادي
اختصاصي تنمية بشرية