كتب ـ جعفر الديري:
مؤرخون كثر، يخلطون بين تاجر اللؤلؤ مُقبل عبد الرحمن الذُكير وابن أخته المؤرخ مُقبل عبد العزيز الذكير، المنحدرين من أسرة معروفة في عنيزة بالقصيم (شمال وسط إقليم نجد في المملكة العربية السعودية).
ذلك ما يؤكد عليه لـ “الوطن”، وليد عبدالرحمن مقبل عبدالعزيز الذكير حفيد المؤرخ المعروف، مشيراً إلى أن تاجر اللؤلؤ عبدالرحمن عني بابن أخته عبدالعزيز عناية كبيرة، وتعهده بالرعاية وسهل له الطريق لطلب العلم حتى عد أحد المؤرخين والمثقفين المعروفين على مستوى الخليج.
وبحسب الباحث والإعلامي السعودي عبد الرحمن الشبيلي، فإن “هذين العلمين يتردد ذكرهما في كتب تراث منطقة الخليج، وفي نقولات التاريخ المعاصر، لكنهما لم ينالا ما يستحقانه من العناية بسيرتهما، مع أن الثاني، يعد من مؤرخي القرن الماضي، فيما يتصل بأحوال الجزيرة العربية، وقد دوّن الحوادث بطريقة الرصد التقليدي المطوّر، في مخطوط لم يستكمل مقوّمات النشر والتحقيق بعد”.
الكاتب خالد البسام يذكر في كتابيه “خليج الحكايات”، و”رجال في جزائر اللؤلؤ”، أن مقبل الذكير كان يسمّى “فخر التجّار”، وأنه أسهم في مناهضة جهود التنصير، التي كانت تقوم بها البعثات (الإرساليّات) المسيحية الإنجليزية في البحرين مطلع القرن الماضي، فأسس النادي الأدبي الإسلامي في المنامة بالتعاون مع يوسف كانو، واستأجر مقراً له في ميدان مقابل للإرسالية الإنجليزية، انبثقت عنه مدرسة إسلامية، شارك في إدارتها الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع الذي تولّى مديرية المعارف العامة في السعودية، ولعل من أبرز ما ذُكر عنه في مجال الثقافة، مبادرته لإنشاء أول مكتبة عامة بنجد في مسقط رأسه (عنيزة)، جلب لها الكتب في الثلث الأول من القرن الميلادي الماضي، غير أن اعتراضاً على محتوى بعضها، أدّى إلى نقلها إلى الرياض.
أما المؤرخ مُقبل عبد العزيز الذكير، فقد توفي كما يشير إلى ذلك الشبلي، العام 1941 عن 63 عاماً، وهو الأشهر في ميدان التاريخ، وتذكر بعض المصادر أن والده ربما كان ممن شارك في معركة المليدا بالقصيم (1891). له مخطوط نشر بشكل محدود، ولم يحقق بأكمله بعد، وهو بعنوان: “مطالع السعود في تاريخ نجد وآل سعود”. وقال الشيخ عبد الله عبد الرحمن البسام - الذي وضع هذا المخطوط ضمن موسوعته (خزانة التواريخ النجدية، الجزء السابع 1999) - إن مسوّدة المخطوط كانت محفوظة في مكتبة الحرم المكي الشريف، وإن مؤلفها قد قام قديماً بتبييضها في نسختين، اختفت الأولى في المملكة، أما الثانية فقد حملها محمد الحمد القاضي إلى العراق بهدف طبعها لكنها صودرت على الحدود، وقد أثنى البسام على أسلوبه وعلى موضوعيّته في تحليل الأحداث، كما نقل البسام عن الشيخ محمد العبودي أن للذكير مخطوطة لمعجم عن بلدان نجد موجودة في جامعة بغداد، وكان الشيخ البسام المتوفّى العام 2003، قد ترجم للذكير مفصّلاً في موسوعته: “علماء نجد خلال ثمانية قرون”.