كتب - جعفر الديري:
عدا عن حديث رئيس التحرير علي عبدالله خليفة، وموضوع وحيد عن “طواش اللؤلؤ والأنغام الفنان أحمد الفردان” لإبراهيم الدوسري، خلى العدد الجديد (28) لمجلة الثقافة الشعبية، من مواضيع خاصة بمملكة البحرين، مفسحاً المجال لمواضيع تعنى بتراث الدول العربية.
اشتمل العدد على مواضيع مثل “البناء الشكلي للقصيدة الشعبية الجزائرية”، “الأمثال الشعبية الدمشقية برؤى نقدية”، “طقوس الخصوبة في المجتمع المصري”، “العرس التقليدي في المغرب “التبلاج” أقدم عمليات “تسمين” الأنثى في الصحراء”، “الخصائص المميزة للإيقاعات الشعبية التونسية”، “الصناعات التقليدية وفنون العمران الرقة نموذجاً”، “مفهوم البركة في الثقافة الشعبية المغربية عند إدوارد فسترمارك”، “المعنى والمغني في المألوف التونسي برول بدا الرّبيع من نوبة الموموم أنموذجاً”، “السجاد المغربي تقاليد الصنعة أمام تحديات الزمن – العولمة”، إلى جانب “دراسات في التراث الشعبي من سلطنة عمان”.
رئيس التحرير كتب في مقدمة العدد أنه أمام مجمل الظروف الحياتية التي تحيط بكل مظاهر الثقافة الشعبية في أيامنا هذه وبالذات منها الفنون الغنائية، ليس بمقدور أي كان أن يوقف زحف المتغيرات التي تطرأ دون شك على هذه الفنون من كافة نواحيها، مشيراً إلى أن أقرب ما يمكن تمثله هو فن الغناء البحري المتصل بمهنة اللؤلؤ كأغنية عمل يؤديها البحارة على ظهر السفينة بمصاحبة مغني البحر “النهام” بصوته الرخيم يصدح بالمواويل والأهازيج.
ويضيف علي عبدالله خليفة: عندما انتهت صناعة الغوص عن اللؤلؤ لم يجد النهام مكاناً يؤدي فيه أغاني البحر سوى الـ(دار) الشعبية التي كانت يوماً ملاذ البحارة للسمر بعد انتهاء موسم الغوص ومع مرور الزمن خبأ هذا دور هذه الأمكنة وأغلق أغلبها ومات مغنو البحر جيلاً بعد جيل، ولم يتبق سوى الأحفاد في جيل جديد من محبي هذه الفنون يحاول تقليد من سبقة لكن بمعايشة أخرى وبجودة أقل وبمعرفة متواضعة لا يمكن أن تقارن بما كان.
ويشير إلى أن هناك في المقابل فنوناً شعبية ارتبطت بالحياة العامة المستمرة ووظيفتها مازالت قائمة إلى اليوم، وهناك من يصر على أن تستمر كمعنى لشيء أعمق لدى قطاع عريض من الناس كالرجولة والعزة والكرامة الإنسانية لارتباط هذه الفنون بجذور قبلية أو لتفردها لتكون رمزاً رجولياً ووطنياً للدلالة على اعتداد وقوة الجماعة كفن العرضة، الذي اشتهرت به البيئة البدوية في الجزيرة العربية يؤديها شيوخ وشباب القبائل بالسيوف والبنادق على أنغام الطبول والدفوف والـ”طويسات” المعدنية، كرقصة حربية للتنادي والاحتشاد لمواجهة الخصوم تلك الأيام، وتنشد بها الأشعار المحفزة للنهوض والالتحاق بالركب.
ونقرأ لإبراهيم الدوسري، عن الفنان أحمد الفردان، أنه بدأ مشوار عشقه للفن منذ الطفولة، ونمى هذا العشق وتفتحت براعمه، حتى صار همه اليومي الاستزادة في معرفة تفاصيل فنون الغناء الشعبي والموسيقى والغناء بأنواعه المختلفة، حتى غدت شخصيته الفنية القيادية محبوبة من جميع الفنانين، الذين عاصروا مسيرته الفنية الرائدة وبدأت تتناسل مشاريعه وأحلامه الفنية الموسيقية وكانت باكورة تلك المشاريع والأحلام إنشاء فرقة موسيقى أسرة هواة الفن العام 1956، وإسهامه في تأسيس فرقة الأنوار الموسيقية العام 1964 مع رفيق دربه الفنان الراحل عيسى جاسم، وقيادته لأول فرقة غنائية شعبية تمثل البحرين في أول مشاركة في مهرجان (الدنمارك) للفنون الشعبية العام 1972، وتوالت إسهاماته الفنية والقيادية في إبراز اسم البحرين في المحافل والمهرجانات العربية والدولية.