بغداد - (وكالات): أكد ناجون من مجرزة ديالى، شمال العراق، قيام ميليشيا شيعية بإعدام 77 شخصاً من سكان قرى سنية خلال العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، الأمر الذي دفع برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى إجراء تحقيق عاجل. ووفقاً لشهود ومسؤولين، وقعت المجزرة الاثنين الماضي في قرية بروانة بعد أن تمكن الجيش وفصائل شيعية مسلحة متحالفة معه من طرد أنصار «داعش» من معاقلهم شمال محافظة ديالى. وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء رافد جبوري إن «رئيس الوزراء أمر بإجراء تحقيق عاجل بالموضوع». واتهم زعماء سنة ميليشيات شيعية بإعدام القرويين في قرية بروانة شمال قضاء المقدادية. وبروانة هي القرية الوحيدة التي لم يفرض التنظيم المتطرف سيطرته عليها من أصل 22 قرية انسحب الجيش منها. وخلال العملية العسكرية التي شنها الجيش مطلع الأسبوع، نزح سكان القرى التي كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية إلى بروانة. وقال شهود إن المسلحين أقدموا على إعدام هؤلاء الأشخاص الذين فروا من تلك المناطق، بعد عزلهم عن سكان القرية الأصليين. وأضافوا أن ميليشيات شيعية دخلت بروانة مساء الاثنين الماضي وطلبت التأكد من هويات الرجال في بداية الأمر لكنهم أقدموا على إعدامهم بعد ذلك بأسلحة خفيفة.
وقالت النائب عن محافظة ديالى ناهدة الدايني «لقد أعدموا 77 شخصاً، مؤكدة أن «ميليشيات شيعية بحماية قوات الأمن أقدمت على هذا العمل». بدوره، قال علي الجبوري وهو من سكان قرية حمادة المجاورة، لكنه لجأ إلى بروانة منذ اجتياح المتطرفين قريته في يونيو الماضي إن «مسلحين دخلوا القرية واقتادوا بعض الرجال إلى إحدى نواحيها».
وأضاف علي وهو أب لطفلة واحدة «قاموا بالتدقيق في أسماء الرجال وبعدها سمعنا إطلاق نار ومن ثم بدأت النساء تصرخ».
وتابع الرجل الذي كان شاهداً على الحادث أن «مختار القرية ذهب ليتفقد ما حدث، فشاهد 35 جثة في منزل واحد، وعثر على 40 جثة أخرى في مكان قريب خلف المنزل». وتابع «عاد إلينا قائلاً «اتركوا كل شيء واهربوا لأنهم سوف يقتلوننا»، فهربت مع بعض الرجال باتجاه البساتين، ووصلت إلى المقدادية الساعة الواحدة بعد منتصف الليل».
بدوره، قال جمال محمد وهو مدرس في القرية إن السكان رحبوا بقائد العمليات والمحافظ الذين وصلوا العاشرة صباحاً.
وأضاف أن «السكان استقبلوهم بالأهازيج والتصفيق فيما ألقيت عليهم الحلوى، وطالبناهم بإعادتنا إلى قرانا بعد هزيمة الدواعش».
وأشار محمد وهو من الشهود الذين فروا بعد عملية الإعدام إلى أنه «بعد مغادرة القادة وصلت نحو 70 سيارة تابعة للحشد الشعبي». وقال إن «بعض هؤلاء كان يحمل أجهزة حاسبوب محمولة وبدأوا بإدخال أسماء الرجال للتأكد من هوياتهم. وبعد دقائق، أطلقوا النار على الرجال، وهربنا إلى البساتين».
وأعلن الجيش وقوات الحشد الشعبي المتحالفة معه تحرير محافظة ديالى من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.