حذر استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة د.عبدالرحمن الغريب من «إهمال علاج التهاب اللوزتين لدى الأطفال والكبار»، مشيراً إلى أن «الالتهابات قد تنتقل إلى القلب والمفاصل والكلى»، مؤكداً أن «استئصالهما يخضع لتشخيص الطبيب المختص».
وأضاف في تصريح لـ «الوطن» أن «استئصال اللوزتين لا يخضع لسن معينة أو لشرط محدد، بل يعتمد الأمر على الحالة المرضية، فربما نلجأ لاستئصال اللوزتين لرضيع عمره 6 أشهر، عندما نكتشف أنهما تتضخمان وتسببان اختناقاً للرضيع».
وأوضح أن «التهاب اللوزتين هو أحد المشاكل التي قد تواجه الغالبية العظمي للأطفال والكبار على حد سواء، في وقت ما على مدار حياتهم، وتعتبر من التجارب والحالات المرضية المؤلمة للغاية، حيث تسبب صعوبة شديدة في البلع، وعدم القدرة على تناول الطعام الصلب، بالإضافة إلى الإصابة بالصداع، وفي بعض الأحيان، قد يصاحب التهاب اللوزتين، حمى وارتفاع في درجة الحرارة».
وذكر أن «التهاب اللوزتين، يحدث نتيجة الإصابة بفيروس أو بكتيريا، حيث تقع اللوز في الجزء الخلفي من الحلق، أحدهما على الجانب الأيمن، والأخرى على الجانب الأيسر، وتكمن الفائدة الرئيسة للوزتين في حماية الجسم من الجراثيم التي تحاول الدخول إليه عن طريق الأنف أو الفم، لكن في بعض الأحيان، أثناء قيام اللوزتين بعملهما في حماية الجسم من البكتيريا والفيروسات، قد يتعرضا للإصابة، ويتحولان إلى مستودع للجراثيم والصديد، وبالتالي يعاني الشخص من التهاب اللوزتين».
ولفت إلى أن «أعراض التهاب اللوزتين، تشمل صعوبة في بلع أي شيء خاصة الأطعمة الصلبة، بالإضافة إلى شعور المريض بالضعف، والصداع إلى جانب الحمى، وألم في الجسم، وفقدان الشهية، وتورم واحمرار اللوزتين، وقد يشعر المريض أيضاً بألم في أذنه، ويمكن ملاحظة صديد أو قيح أصفر أو أبيض اللون على لوزتي المريض، إضافة إلى رائحة النفس الكريهة».
وتطرق د.الغريب للحديث عن أسباب الإصابة بالتهاب اللوزتين، موضحاً أن «السبب الرئيس هو إصابتهما بعدوى بكتيرية أو فيروسية، وفي حالات التهاب اللوزتين الشديد، قد ينصح الطبيب بضرورة استئصال اللوزتين بواسطة عملية جراحية».
وقال إن «هناك اعتقاد شائع وخاطئ أن اللوزتين مكون ضروري في كافة مراحل حياة الإنسان، وهذا غير صحيح، فوظيفة اللوزتين ووجودهما في البلعوم ضمن جهاز الحلقة الليمفاوية في الفم، يكون من أجل التعرف على الميكروبات والجراثيم داخل جسم الإنسان، ولإعطاء إشارات ما بتكوين مضادات، وتحفيز جهاز المناعة للإنسان، وهذا يحدث في بداية عمر الطفل، حيث ينتهي دور اللوزتين بعد بلوغ الطفل السنة الثانية من عمره، وبعد ذلك يكون الجسم قد استكمل جهازه المناعي في الدم والنخاع والعظام، وبالتالي لا يحتاج إلى اللوزتين، ومن ثم بقاء اللوزتين دون مشاكل لا يجبرنا على استئصالهما، طالما لا تسببان أية مشكلة، لكن نلجأ إلى استئصالهما عندما تتحولان إلى مستودع للجراثيم والصديد والالتهابات المتكررة، لان ذلك يمنع تحولهما إلى بؤرة صديد، تنتشر من خلالهما الالتهابات الى أجزاء الجسم خاصة القلب والمفاصل والكلى».
وذكر أن «هناك صعوبة في استئصالهما عند الكبار، لأنه ربما يكون المريض مصاباً بأمراض أخرى، وفي تلك الحالة، لابد من إجراء الجراحة في ظروف خاصة، كما إن فترة النقاهة للكبار بعد إجراء الجراحة تكون أطول منها في مرحلة الطفولة».