نظم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية IISS – فرع الشرق الأوسط – الذي يتخذ من البحرين مقراً له أمس أول ندوة ضمن سلسلة جديدة تحت عنوان الرؤى العالمية لعام 2015 «العوامل الجيوسياسية والجيو-اقتصادية للمنظمات الإجرامية العابرة للحدود»، وأدارها المدير التنفيذي الجديد لفرع المعهد بالشرق الأوسط السير جون جينكنز الذي أكد أن الهدف من الندوة كيفية التعامل مع قضايا الساعة الحرجة التي تستدعي التحرك الفوري من قبل الحكومات، مشيراً إلى أن وجود هذه النخبة من المتحدثين لمناقشة تلك المحاور مجهود مشترك يصب لصالح البرامج الاقتصادية والسياسية للحكومات.
وأضاف السير جينكنز أن «هذه الندوة جديدة من نوعها وتأتي ضمن سلسلة من المحاضرات السياسات الاقتصادية»، مشيداً بدور البحرين في هذا المجال وبالدور الكبير الذي تبذله من خلال هذا المعهد في استضافة تلك الفعاليات وأيضاً في استضافه حوار المنامة سنوياً.
من جهته، قال مدير برنامج التهديدات العابرة للحدود والمخاطر السياسية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية نايجل إنكستر إن « لحكومات وخاصة بالعالم الثالث تطورت في طريقة التعامل مع التهديدات بصورة أفضل عن عام 2014 بعد اتخاذ التدابير اللازمة لمحاربة الإرهاب وخاصة بعد تمكن الفئات الإرهابية وتطورها من خلال استخدام عالم التكنولوجيا في تنفيذ جرائمها الإرهابية».
وأضاف أن «ضرر الإرهاب اليوم لا يقتصر على الخسائر المادية بل تعدى ذلك ليشمل أفكار الشعوب والتأثير على الأفراد وحتى الحكومات من حيث الفاعلية والإنتاج»، مشيراً إلى أن «ما يجعل الفكر الإرهابي أكثر خطورة هو أن الإرهابيين أخذوا يعززون أفكارهم الهدامة بوسائل التكنولوجيا»،
وتابع أن «بعض الحكومات نجحت في أخذ التدابير اللازمة في محاربة هذا الفكر الإرهابي وهي خطوة مهمة جداً في القضاء على الإرهاب».
وتحدثت الباحثة فيرجينيا كومللي زميلة المعهد المتخصصة في أبحاث الأمن والتنمية عن خطورة الجرائم المنظمة والعمليات الإرهابية على تنمية الدول، مشيدة ببعض القوانين التي وضعتها عدد من الدول للحد من هذه العمليات.
وقالت إن «الإرهابيين اليوم أخذوا يلعبون دوراً مادياً في المناطق التي يسيطرون عليها كما هو الوضع مع «داعش» في العراق».
وشددت الباحثة فيرجينيا على أن «الإرهاب ومحاربته أصبح أكثر صعوبة فقد استطاعت بعض الجماعات الإرهابية من تكوين شبكات إرهابية متشعبة وتتعامل بطريقة جماعية في أكثر من دولة مما يجعل الأمر صعباً على الجهات الأمنية من ملاحقتها في ضوء استخدامها لوسائل الاتصالات الحديثة وكذلك وسائل الإعلام الاجتماعي حتى أصبح الإرهاب غامضاً يصعب تحديد هويته وإيجاد الحلول للقضاء عليه».
بنجامين بري وهو عميد متقاعد وباحث أول في مجال الحروب البرية وزميل المعهد الدولي للدراسات للاستراتيجية تحدث عن الحركات الإرهابية التي تتخذ من التكنولوجيا وسيلة لها لبلوغ غايتها الإرهابية متخذاّ على سبيل المثال تنظيم «داعش» حيث تطرق إلى الدعم المادي الذي تحصل عليه تلك الجماعات فيما يخص بالتبرعات وسلسلة الجرائم التي ترتكبها سواء التهريب أو الخطف ومواصلتها في البحث عن وسائل ومصادر اقتصادية متنوعة أخرى لارتكاب جرائمها. وتناولت الندوة عدة محاور تتعلق بحركة وازدهار الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، كما تشمل هذه المحاور التكنولوجيا، وحركة البضائع والبشر، وعوامل إضعاف الدول، والأزمات الإقليمية الشديدة، ضمن جملة العوامل التي ساهمت في تنامي شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود على الصعيد الدولي.
وسلطت الندوة الضوء على الفرص الجديدة التي حصلت عليها الشبكات الإجرامية الدولية بفعل الظروف المواتية، وموارد الدخل التي اكتسبتها، وشركائها الجدد في تحصيل المنفعة، كما ناقشت خطورة التحديات التي تمثلها الجريمة المنظمة العابرة للحدود على منطقتيّ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإقليميّ الصحراء الكبرى وشرق أفريقيا، وهي المناطق التي عانت من ضعف أو انهيار بنية بعض الدول فيها، وعانت شعوبها من الحروب والصراعات الأهلية.