كتبت ـ شيخة العسم:
«الوسط تطالب بهوامش أوسع للحريات، وعدم تكبيل الكلمة وتقييدها، وبالمقابل تفزع من كلمة حق»، هكذا عبر كتاب رأي وأعمدة رداً على دعوى كيدية رفعتها صحيفة الوسط ضد الكاتبة الصحافية بـ«الوطن» سوسن الشاعر، وقالوا «لا لتكميم الأفواه، والكلمات لا تقبل الترحيل للمشانق ودخول أروقة المحاكم».
واستغرب الكتاب أن تلجأ صحيفة ـ يفترض بها أن تنادي بإعلاء شأن الكلمة المسؤولة ـ لمقاضاة صحافية لمجرد رأي وكلمة حق صدحت بها.
وأكد الكتاب «الماضي ليس ببعيد، والصحيفة افتضحت إبان الأزمة وهي تفبرك الصور والأخبار، وهي اليوم تلجأ لحيلة العاجز بمقاضاة كاتبة رأي، لمحاكمة كلمة».
ووصفوا حال الصحيفة في حربها المعلنة ضد الشاعر بـ«جعجعة بلا طحين».
الحقيقة لا تعجب الجميع
وقال الكاتب الصحافي هشام الزياني «غالباً ما تطالب المؤسسات الإعلامية بالشفافية وحرية الرأي والتعبير، ولكن عندما يصل الانتقاد إليها نجدها تستنفر لمقاضاة من مس بها أو انتقدها، والدعوى ضد الزميلة سوسن الشاعر كيدية لإخراس من ينتقد صحيفة الوسط».
وأعرب الزياني عن اعتقاده أن كتاب الرأي والصحف لا يوافقون على رفع دعوى ضد الشاعر بسبب مقال رأي، لافتاً إلى أن الدعوى المرفوعة من صحيفة الوسط لا تسيء للشاعر، بل تسيء للوسط.
من جانبه قال الكاتب الصحافي فيصل الشيخ «لا شك أن الدعوى كيدية ضد الكاتبة سوسن الشاعر، فقط لأنها قالت الحقيقة، وما حصل اليوم يعتبر إساءة للصحيفة نفسها لا لسوسن الشاعر المشهود لها بولائها وحبها للوطن وأهله».
وأضاف أن «الوطن» كصحيفة لها دور مؤثر وبارز وخصوصاً خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة إبان الأزمة.
وأوضح «الناس اليوم يعرفون ويميزون الإعلام المخلص المحب لوطنه والإعلام المغرض المشوه لصورة الوطن»، مردفاً «رفع الدعوى على الوطن أمر يرفع من شأن الصحيفة، ونحن ككتاب بصحيفة الوطن لن نسمح بأي كلام يمس بأمن الوطن دون أن نفضحه». وأضاف أن بعض الكتاب ينتقدون الأداء الحكومي من منطلق خوفهم على الوطن وحبهم له، لا طعنا ورمياً لسهام مسمومة.
وصاية على الآخرين
واستنكرت فاطمة الصديقي رفع صحيفة الوسط دعوى ضد صحيفة الوطن والكاتبة سوسن الشاعر.
وقالت إن ما قاربته الكاتبة سوسن الشاعر وانتقادها للصحيفة، هو ذاته نقد تمارسه «الوسط» تجاه الآخرين. هناك كتاب أعمدة يفرضون نوعاً من الوصاية على بعض فئات المجتمع، ما يشكل بحد ذاته انتهاكاً لحقوق الإنسان وسلباً لإرادته، فهناك حقوق مكتسبة ينبغي عدم التدخل فيها، وهذا ما حاولت الشاعر إيضاحه في مقالها.
وأضافت «عندما يسيس الدين، ويحاول البعض أن يلبسه لبوساً آخر، فمن واجب الكاتب إيضاح الحقائق والوقائع وعدم التستر عليها». وأكدت أن البحرين تتمتع بحرية الرأي والتعبير، وهو ما دفع الشاعر وغيرها من الكتاب إلى التعبير عن آرائهم بحرية وشفافية وأريحية، لأن القانون كفل للكاتب ذلك، ولا ينبغي للوسط أو غيرها أن تنزعج من الرأي الآخر.
ووصفت رفع الجريدة لدعوى ضد الكاتبة سوسن الشاعر بـ«الانتهاك» لحرية الرأي والتعبير، ومساساً في حرية الفكر المستقل، لافتة إلى أن الشاعر معروفة بوطنيتها وبأنها ضمير الوطن الحي، لأنها تتناول قضايا كثيرة تمس المواطن وكلمة الحق تقولها صريحة لا مواربة فيها، في صحيفة تعتبر من أكثر الصحف مصداقية وموضوعية.
مشانق الكلمات
من جانبه قال الكاتب الصحافي حسين التتان، إن الدستور البحريني وكافة المواثيق الدولية والمحلية أقروا بضرورة حماية حرية الكلمة والتعبير، ولا يمكن القفز على هذا المبدأ وتعريض الإعلاميين وكتاب الرأي للمضايقات أو المحاكمات.
وأضاف «الكلمة لن تتوقف، سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، لأن المبدأ يقول إن لكل إعلامي وكاتب رأي كلمة، ويجب على الجميع تقبلها، ومحاولة تكميم الأفواه ومصادرة الرأي لا يمكن أن نتقبلها أو أن نتقبل ترحيلها للمشانق والمحاكمات، ومن واجب الجميع رفض سلوك يحد من حرية التعبير في البحرين، وأن يتعود خصوم الكلمة على القبول بالرأي الآخر، لا أن ينقلوا خلافاتهم إلى قاعات المحاكم».
وأبدت الكاتبة الصحافية فاطمة عبدالله خليل، استنكارها الشديد من موقف «الوسط» المتناقض، ففي حين تتطاول على الجميع، تحت مسمى الصراحة والشفافية وحرية الرأي والتعبير، تقف بوجه «الوطن» لتكميم الأفواه وتكبيل الحريات.
وأضافت أن الشارع البحريني والمؤسسات الإعلامية لم تنسَ بعد فضيحة التزوير والتلفيق التي طالت الوسط إبان أزمة البحرين.
وأكدت أن الشاعر برهنت بمواقفها المشرفة أهدافها الوطنية وإنجازاتها المحمودة، متسائلة بالمقابل «عن الأدوار الوطنية المشرفة لصحيفة الوسط عبر تاريخها».