وصف رئيس مجموعة حقوقيون مستقلون سلمان ناصر الشكوى المرفوعة من صحيفة الوسط على «الوطن» بـ»نتاج ممارسة نهج فكري أحادي لا يتقبل النقد أو إبداء وجهات نظر أو طرح قناعات أخرى»، مشيراً إلى أن «مثل هذه الشكاوى تؤسس على تكميم الأفواه، بشكل خارج عن السياق العام، إذ إن الشاكي هنا صحيفة من المفترض أن تؤمن بالرأي والرأي الآخر».
وقال ناصر، في بيان أمس، إن «الصحيفة الشاكية تعتد برأيها وتعتقد أنه أفضل ما توصل إليه الفكر، ولا تستأنس بأي رأي يخالفها كونه صدر من طرف آخر قد يختلف معها فكرياً أو اجتماعياً أو سياسياً، مع أن الرأي الآخر قد يكون أكثر نضجاً وبمكانه الصحيح».
وأضاف أن «صحيفة «الوطن» أسست للفكر الاجتماعي الحديث بالمفهوم الصحافي بالبحرين، من خلال تواصلها مع جميع مكونات المجتمع بحيادية ودون تمييز»، داعياً الوسط إلى «تقبل الرأي والرأي الآخر». وأكد ناصر أن «صحيفة «الوطن» تعد اليوم إحدى الصحف الجامعة التي تقوم على نشر الأخبار دون تمييز سواء كان حزبياً أو فئوياً أو قبلياً أو مذهبياً»، داعياً إلى «التصدي لتكميم الأفواه من خلال إقناع الآخر بأن حرية المعلومة متاحة للجميع وأن المتلقي هو من يحدد مدى أهميتها من عدمه، أما احتكار النقد ونشر المعلومة لأطراف دون غيرهم هذا لا يستقيم مع العمل الصحافي وحرية التعبير التي كفلها الدستور والقانون الدولي».
وتابع ناصر أن «الرأي الآخر مفيد في كل الأحوال، إذ قد يسهم في التنبيه إلى مكامن الخلل والقصور والخطأ في بعض الأفكار، وقد ينشأ عنه طرح أكثر نضجاً، بل إنه قد يشكل لدى صاحب الرأي فرصة أفضل لبلورة فكرته الأصلية ومعرفة مختلف جوانبها».