أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن منح برنامج الحكومة الثقة الشعبية بإقراره من مجلس النواب، وما سبقها من ثقة ملكية سامية يجعل الحكومة «حكومة شعب، وممثلة للإرادة الشعبية»، مشيراً إلى أن «حكومة الإرادة الشعبية ستعمل على تنفيذ ما جاء في برنامجها لأنه أمانة أمام الله والملك والشعب».
وقال سموه لدى زيارته مجلس النواب أمس تعبيراً عن التقدير لإقرار المجلس لبرنامج عمل الحكومة، إن «أفق طموح الحكومة لن يحصره برنامج بل سيتعدى ذلك في ظل ما يتوافر من إمكانيات لتحقيق المزيد لهذا الشعب العزيز»، موضحاً أن «عمل الحكومة ليس محدوداً ببرنامج العمل فقط، فخدمة البحرين وشعبها ليس لها حدود».
وأضاف سموه مخاطباً النواب، «إن إقراركم لبرنامج عمل الحكومة ثقة شعبية وبرلمانية نعتز بها وسبقتها ثقة ملكية سامية غالية نفخر بها لتكون بذلك هذه الحكومة «حكومة شعب» و»ممثلة للإرادة الشعبية» وهو ما يزيدنا إصراراً على بذل المزيد من الجهد والعطاء لنكون دائماً عند ثقة ملكنا وشعبنا، لذا جئتكم شاكراً لتوجهاتكم لخدمة الوطن، ومقدراً الأجواء الحضارية والديمقراطية التي تميزت بها مناقشتكم لبرنامج عمل الحكومة، وما أظهرته من تلاق للأهداف والرؤى الحكومية البرلمانية من أجل مصلحة الوطن وازدهار شعبه».
وأشار سمو رئيس الوزراء إلى أن «ما تملكه البحرين اليوم من أدوات ومؤسسات دستورية هي نتاج رؤية ثاقبة لملك حكيم وفقه الله سبحانه وتعالى في تبني نهج ديمقراطي وتنظيم مؤسساتي حاز على موافقة الشعب وإعجاب العالم ويجب أن نعمل سوياً للحفاظ على هذه الإنجازات ونعزز من مكتسباتها».
وشدد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على «أننا اليوم أمام مرحلة مهمة من العمل الوطني بعد الموافقة على برنامج عمل الحكومة في يوم سيظل ماثلاً في الذاكرة الوطنية وهذه المرحلة تتطلب تعاوناً أوثق بين حكومة الشعب ومجلس الشعب لتحويل ما جاء في برنامج عمل الحكومة إلى إنجازات لهذا الشعب»، لافتاً إلى أنه «لا حجاب ولا ستار يحول يوماً دون تعاون السلطتين الوثيق فعزم كليهما لهذا التعاون أكبر من التحديات» ودعا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى أن «تكون مملكة البحرين الهدف الأسمى للجميع، وأن تتضافر الجهود لإنجاح التوجهات الحكومية النيابية المشتركة لرفعة هذا الوطن وتنمية شعبه، لافتاً إلى أن «المرحلة المقبلة ستكون مليئة بالمحطات المضيئة في ظل المعطيات التي تؤكد على رغبة الجميع في التعاون البناء الذي يعظم الإنجازات الوطنية».
وحث سموه على «التركيز في هذه المرحلة على تعزيز الأمن والاستقرار وأن يكون ذلك أولوية لدى السلطتين، لضمان أن تتوافر للتنمية والبرامج الحكومية الأجواء التي تسهم في إنجازها وإنجاحها»، داعياً إلى «تعاون الجميع وتكاتف الجهود لتحسين مستوى معيشة المواطن والارتقاء بالخدمات المقدمة له صحياً وإسكانياً وتعليمياً وفي المجالات الأخرى الحيوية والأساسية».
وأكد سموه أن «ما جرى من توافقات نيابية حكومية يؤكد أن البحرين بخير وماضية إلى الأمام بقوة في مسيرة النهضة وبمشاركة جميع أبنائها، وأن حجم المنجز الوطني سيتضاعف خلال المرحلة المقبلة بمشيئة الله بفضل وتيرة التعاون والتنسيق المتميز بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لما فيه خير الوطن ونمائه».
من جانبه أعرب رئيس مجلس النواب أحمد الملا عن «الترحيب بصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على تشريفه بزيارة مجلس النواب، وتواصل سموه المستمر مع أعضاء المجلس، ما يؤكد حرص سموه على تعزيز التعاون، بين السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية، خدمة للوطن والمواطن، في ظل القيادة الرشيدة، لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى».
وقال الملا: «إننا على ثقة بأن كل التوافقات التي توصلت إليها الحكومة والنواب ستظهر على أرض الواقع بعد توجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء للمسؤولين والوزارات للتنفيذ».
وهنأ الملا الحكومة وشعب مملكة البحرين على موافقة مجلس النواب على برنامج عمل الحكومة تفعيلا للمادة (46) من الدستور، واصفاً إياه بـ»اليوم الوطني والتاريخي».
واكد أن «البرنامج أصبح اليوم برنامج مملكة البحرين للسنوات القادمة، إثر مشاورات متواصلة واجتماعات مثمرة، وتجربة رائدة، خاضها الجميع، بإرادة وطنية، وعزم قوي، وهدف مشترك، فكانت التجربة الأولى الناجحة، التي ستؤسس لأعراف وطنية وديمقراطية، تسير بخطى ثابتة، من أجل مستقبل البحرين».
وأشار الملا إلى أن «برنامج عمل الحكومة، يعد برنامجاً طموحاً»، معرباً عن ثقته في أن توجيهات سمو رئيس الوزراء السديدة للوزراء ستعمل على ترجمته إلى موضع التنفيذ، وأن أولويات النواب في الملف الإسكاني والخدماتي والمعيشي وغيرها، هي بالطبع أولويات لدى الحكومة».
وخلص الملا إلى القول: «إننا جميعاً نضع المواطن البحريني في سلم أولويات عملنا المشترك»، مؤكداً «مواصلة مجلس النواب التعاون المشترك مع الحكومة للقيام بدوره الرقابي والتشريعي، من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات والمكاسب».