الإفراج عن منظر السلفية الجهادية بعد توقيفه بتهمة الترويج للإرهاب
لجنة برلمانية تطالب الحكومة البريطانية بدور أكبر في قتال «داعش»
«جلوبال تايمز»: «داعش» أعدم 3 من أعضائه الصينيين

عواصم - (وكالات): أغارت طائرات سلاح الجو الملكي الأردني أمس على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في الرقة شمال سوريا، للمرة الأولى منذ أن قتل التنظيم المتطرف الطيار الأردني معاذ الكساسبة، فيما زار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بيت عزاء الكساسبة، لتقديم العزاء لعائلته.
وقال مصدر حكومي إن «طائرات سلاح الجو الملكي أغارت على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية وعادت إلى قواعدها سالمة». من جهته، بث التلفزيون الرسمي بث خبراً عاجلاً مفاده أن «مقاتلات سلاح الجو الملكي عادت بعد تنفيذ مهمتها وهي تحلق في سماء عمان والكرك». وأشار لاحقاً إلى أن «صقور سلاح الجو الملكي نفذوا عدة هجمات لضرب أوكار تنظيم «داعش» الإرهابي». وحلقت الطائرات فوق بيت عزاء الطيار معاذ الكساسبة الذي قتله التنظيم حرقاً، في مسقط رأسه في الكرك جنوب عمان في حين كان عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني يقدم العزاء لذويه. ودخل الملك ديوان آل الكساسبة في الكرك جنوب عمان يرافقه رئيس الوزراء عبد الله النسور ورئيس هيئة أركان الجيش مشعل الزبن وقدم العزاء لوالد الطيار، بحسب التلفزيون الرسمي.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في شريط فيديو تناقلته مواقع جهادية على الإنترنت إنه أحرق حياً الكساسبة الذي كان يحتجزه منذ 24 ديسمبر الماضي. وقطع الملك إثر ذلك زيارته لواشنطن التي توجه إليها الاثنين الماضي وعاد إلى عمان أمس الأول واجتمع فور وصوله مع كبار المسؤولين وقادة الأجهزة الأمنية في القيادة العامة للقوات المسلحة. وتوعد العاهل الأردني تنظيم الدولة الإسلامية خلال الاجتماع «برد قاس»، مؤكداً أن دم الطيار «لن يضيع هدراً». وطالب صافي الكساسبة والد الطيار، التحالف الدولي بتدمير تنظيم الدولة الإسلامية. وقال إن «على دول التحالف وغير دول التحالف أن تنهي «داعش»».
وأضاف أن «هؤلاء كفرة إرهابيون لا يعرفون الإنسانية ولا حقوق الإنسان وعلى المجتمع الدولي أن يسعى إلى تدمير التنظيم». أما جواد شقيق الطيار أن «هذه المجموعة المارقة والخارجة عن كل أعراف الإنسانية يجب أن تدمر وتنهى». ودعا «جميع دول العالم إلى تدمير هذا التنظيم الإرهابي الذي لا يعرف ملة ولا دين».
وجاء في بيان للجيش في وقت لاحق «وفاءً لشهيدنا البطل النقيب الطيار معاذ الكساسبة، وفي عمليةٍ أُطْلِقَ عليها اسمُ الشهيد معاذ، ورداً على العمل الإجرامي الجبان الذي نفذته عصابةُ الغدرِ والطغيانِ ونال مِنْ جَسَدِ الشهيدِ الطهورِ، قامتْ عشرات الطائرات مِنْ مقاتلات سلاحِ الجوِّ الملكيِّ الأردنيِّ بتوجيه ضربات جوية متتالية، ودكِّ معاقلِ وجحور تنظيمِ داعشِ الإرهابيِّ حيث هاجمت مواقع تشتمل على مراكز تدريب للتنظيم الإرهابيِّ ومستودعات للأسلحة والذخائر وقد تم تدمير جميع الأهداف التي هوجمت وعادت الطائرات إلى قواعدها سالمةً بحمدالله».
وقال الكساسبة إن «الملك أبلغه بأن 30 طائرة شاركت في الغارة على معاقل داعش في سوريا».
من جهتها، قالت صحيفة الرأي الحكومية في افتتاحيتها إن «الأردن يخوض هذه الحرب لحماية عقيدتنا وقيمنا ومبادئنا الإنسانية وإن حربنا لأجلها ستكون بلا هوادة وسنكون بالمرصاد لزمرة المجرمين ونضربهم في عقر دارهم». وأضافت أن «دم الشهيد معاذ الكساسبة لن يذهب هدراً ورد الأردن وجيشه، سيكون قاسياً لأن هذا التنظيم الإرهابي لا يحاربنا فقط بل يحارب الإسلام الحنيف وقيمه». وتشارك المملكة منذ سبتمبر الماضي في ضربات التحالف الدولي الجوية ضد التنظيم الإرهابي. وأعلنت عمان أمس الأول إعدام الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي طالب التنظيم بإطلاق سراحها، والعراقي زياد الكربولي المنتمي للقاعدة شنقاً، غداة إعلان قتل الطيار الأردني حرقاً.
والريشاوي هي انتحارية عراقية شاركت في تفجير 3 فنادق في عمان عام 2005، وقد طالب تنظيم الدولة الإسلامية بإطلاق سراحها مقابل الصحافي الياباني كينجي غوتو قبل أن يقتله. إلا أن الأردن كان يصر على أن يكون إطلاق سراحها مقابل الإفراج عن الكساسبة.
أما الكربولي، فقد اعتقلته القوات الأردنية في مايو 2006 وأصدرت محكمة أمن الدولة حكماً بإعدامه في مارس 2007. واعترف الكربولي في شريط بثه التلفزيون في مايو 2006 أنه قتل سائقاً أردنياً في العراق واستهدف مصالح أردنية. من جانبه، قال المحلل السياسي، ومدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، أن «الرد على جريمة حرق الطيار النكراء يجب أن يرقى إلى مستوى الجرح الغائر في قلوب كل أردني». وأضاف أن «الدولة ستنتزع حق الكساسبة من القتلة» متوقعاً أن «الرد لن يقتصر على إعدام قاتلين اثنين فقط، ثأر الدولة سيكون بتصعيد حربها على التنظيم ومطاردة قاطعي الرؤوس ومشعلي النيران في أوكارهم وجحورهم».
من جانب آخر، أفرجت السلطات الأردنية عن عصام البرقاوي المعروف باسم أبو محمد المقدسي، منظر تيار السلفية الجهادية في الأردن بعد أكثر من 3 أشهر على توقيفه بتهمة «الترويج لأفكار إرهابية».
وفي بريطانيا، أعلنت لجنة الدفاع في البرلمان في تقرير نشر أمس إن الحكومة «قادرة وعليها أن تلعب دوراً أكبر» داخل الائتلاف الدولي لمحاربة «داعش».
ولكن اللجنة قالت إنها لا تدعو إلى نشر قوات قتالية على الأرض، وهو خيار استبعده في الوقت الحالي رئيس الوزراء ديفيد كاميرون مثل عدد كبير من شركائه في الائتلاف.
في المقابل، قال البرلمانيون إن بريطانيا تملك الخبرة والموارد اللازمة لكي تلعب «دوراً أكبر لتحليل التهديد الذي تمثله داعش والمساهمة في خطة لدحره ومساندة القوات العراقية وتشجيع الحل السياسي».
وتشارك بريطانيا داخل الائتلاف الدولي عبر ضربات عسكرية في العراق تشنها مقاتلات تورنادو كما يوجد عسكريون بريطانيون في العراق لتدريب القوات الكردية.
وقال رئيس اللجنة روري ستيوارت في بيان إن «داعش يسيطر على أراض توازي مساحة المملكة المتحدة ويؤوي عدداً من المقاتلين الأجانب يقدر بعشرين ألفاً. ولكن الدور الذي تلعبه المملكة المتحدة لمقاتلتهم لايزال متواضعاً». وأعربت اللجنة عن أسفها لأن قيادة الأركان البريطانية لم تتمكن أو ترغب في تحديد أهداف واضحة لاستراتيجيتها في العراق. واعتبرت أن «المملكة المتحدة لم تنفذ حتى الآن سوى 6% من الغارات» على التنظيم واستغربت عدم وجود خبراء عسكريين بريطانيين في مسرح العمليات قد يكون دورهم حاسماً.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن «داعش عصابة قتل شريرة ووحشية ترتكب أعمالاً همجية لا توصف باسم الدين».
وفي الصين، ذكرت صحيفة «جلوبال تايمز» الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني إن «داعش» قتل 3 صينيين ممن انضموا إلى صفوفه للقتال في سوريا والعراق ثم حاولوا الهرب. وذكرت الصحيفة في وقت سابق أن نحو 300 صيني يقاتلون مع الدولة الإسلامية بعد أن سافروا إلى تركيا.