تكريم الله سبحانه وتعالى لبني آدم عام وشامل، وهو يلقي بظلاله على المسلمين وغير المسلمين.. فالجميع يحمل في البر والبحر، والجميع يرزق من الطيبات، والجميع مفضلٌ على كثير من خلق الله عز وجل..
وقد انعكست هذه الرؤية الشاملة لكل البشر وعلى كل قول أو فعل لرسولنا، وهذا ما يفسر لنا الطريقة الراقية الفريدة الرحيمة التي تعامل بها الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم مع المخالفين له والمنكرين عليه.
أبدأ هذا المقال بهذا الشرح لتوضيح أن الدين الإسلامي الحنيف هو دين (الرحمة)، وهذا ما يجب أن ينعكس على جميع تصرفات من يتكلم باسم الدين، ولكن يبدو أن الواقع عكس ذلك.
لقد كان مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة أمس على يد تنظيم الدولة الإسلامية برهاناً جديداً على وحشية هذا التنظيم الذي لا يمت للإسلام بصلة، فهذا التنظيم يمارس أشكالاً من الإرهاب دون وجود من يصده، وهو ما يؤدي إلى تشويه الدين يوماً بعد يوم.
لسنا في الجانب السياسي من الموضوع، ولكن العالم بأسره ضج أمس بهذه الصورة البشعة من القتل، فليست الأردن وحدها المعنية بهذا المصاب الجلل، بل إن الدول العربية كلها معنية بهذا الشأن، فالمسلمون كالجسد الواحد.
إن الشريعة الإسلامية تأبى الظلم في كل صوره، والنهي عن ذلك واضح في آيات وأحاديث لا تحصى، وهو مرفوض إلى يوم القيامة.
رحم الله الطيار الشهيد، وألهم ذويه الصبر والسلوان.
فاطمة محمد