فريد رمضان: علي خليفة تجربة متفردة
هدير البقالي : استطاع أحمد الحداد استرجاع قصائد «عطش النخيل»
عيسى هجرس: «عطش النخيل» أجمل ماكتب خليفة
الدكتور محمد جواد رضا: خليفة زاوج بين «عطش النخيل» و«أنين الصواري»
أحمد الواصل: «أصحابنا» منحت خالد الشيخ مزيداً من الثقة
خالد الشيخ يتجاوب لنزعة خليفة الشمولية
كتب - علي الشرقاوي :
لأن الشعر العامي هو لهجة الأم .. والبيت .. والريج الذي تربينا على كلماته ومفرداته فإن تجربة الشاعر علي عبدالله خليفة من خلال الشعر الشعبي أو الموال البحريني هو من أعاد الروح للهجة العامية في جل ما كتبه من أشعار مقروءة أو مغناة بدءاً بتجربته الثرية في «عطش النخيل» إلى ما جاء من بعدها في العديد من التجارب.. هنا نكمل التجوال للمرة الثانية في تجربته الجميلة: يواصل خليفة القول إنه : ولقد مر تكويني الثقافي، الذي هو عدة تجربتي الشعرية، بمحطات حياتية كل منها حفر في ذاكرتي ما أراد وأسلمني إلى محطة أخرى. والذي يعنينا هنا منها محطتان مهمتان جاءتا عند بداية حياتي وأنا طفل دون السادسة من العمر. هاتان المحطتان الأوليان متداخلتين، وأجدني لا أعرف الآن أيهما تسبق الأخرى، فكأني وأنا فيهما قد وضعت رجلاً هنا ورجلاً هناك في آن واحد، وهما محطتا الفصحى والعامية. فلقد نشأت في بيت مغرم نهاراً بمناسبة وبدون مناسبة برواية وترديد الأشعار الشعبية من مجزوء القصائد ونثار الأبيات المتفرقة والمواويل والبوذيات والأزجال ونصوص الأغاني الشعبية، ويجري التفاخر والتنافس بين أفراد هذا البيت بعدد وأجود ما يحفظون منها عن ظهر قلب، فكان من الطبيعي الانخراط في التلقي والحفظ والترديد. وفي الليل كان خيالي الصغير يعبأ بالحكايات الشعبية والأساطير وأحزان النساء المترعات بالوجد. فلقد رضعت الشعر الشعبي تماماً مع أول قطرة من صدر تلك الأم البسيطة التي كانت بالنسبة لي حتى آخر ساعة لها في الحياة مستودعاً لا ينضب من تلك المادة. وهي التي أصرت وأنا في السادسة على أن أتلقى في الكتاب مبادئ القراءة وأن أظل به حتى أحفظ القرآن الكريم وأجوده. وهنا كانت محطتي الأخرى وكان أول لقاء لي مع الفصحى في أبهى وأغنى وأكرم معانيها وأرفعها بلاغة وأكثرها إعجازاً. وماتزال سورة مريم وسورة الرحمن بكل ما فيهما من فن القول واتساق الجرس وفخامة الإيقاع وإعجاز المعاني محفوظتين عندي عن ظهر قلب كما تلقيتهما من ذلك المصدر. ولم أكن وقتها أعي ماذا كان يعني لي حفظ وترديد آيات الذكر الحكيم على يد المرأة المعلمة الشديدة التي لا تقبل بأي اعوجاج في اللسان أو ارتجاج في النطق أو تهاون في التشكيل، وأن لكل حرف في أي كلمة حقه المعلوم في النطق والتنغيم والترخيم والأداء الكلي للفظة المحددة. الآن فقط أدرك قيمة ذلك التأسيس الأول وتلك النعمة التي حظيت بها مبكراً وأسعفتني كثيراً في فن كتابة الشعر وفي فن إلقائه وفي تعلم اللغة العربية على أصولها النظامية بالمدارس من بعده والاستزادة بالقراءة والاطلاع لاحقاً..
تقاطع الشعر والتشكيل
ويري الروائي فريد رمضان
ولقد كانت تجربة الفنان ناصر اليوسف في بداياتها تعبر بشكل مباشر عن البيئة، وقد عبرت رؤيته المتواضعة في ذلك الوقت عن انطلاق شفيف في تجسيد البيئة الشعبية بشكل انطباعي نجح في فترات لاحقة من عمره من تجريد هذه البيئة ورسمها بالحفر ببلاغة فنية نجح فيها بقدر كبير. ولقد كانت تجربته في التجريد في ديوان علي عبدالله خليفة (عطش النخيل) حين رسم الشعر بالريشة، وكانت أول تجربة يتقاطع فيها الشعر بالتشكيل.
ما قيل عن تجارب علي خليفة
في أول مجموعة شعرية صدرت له في بيروت عام 1969 بعنوان «أنين الصواري» عبر خلالها عن هموم ومشكلات عمال الغوص على اللؤلؤ في البحرين والخليج العربي، فكان أول من طرح قضية الإقطاع البحري في الاقتصاد الخليجي الموازي للإقطاع الزراعي إن لم يكن أشد شراسة منه. ولقد نبه بذلك القارئ العربي إلى وجود أبشع صور الاستغلال البشري وراء شهرة البحرين باللؤلؤ الطبيعي قبل اكتشاف النفط.
في مجموعته الشعرية الثانية «عطش النخيل» الصـــادرة في بيـــروت عــام 1970 طرح الشاعر من خلال تجاربه الشعورية قضية استمرار الإقطاع الزراعي في خليج النفط معبراً عن معاناة الفلاح البحريني مؤكداً هوية البحرين العربية في وقت كانت فيه تحت الامتحان الدولي لدحض أطماع شاه إيران آنذاك، ما جعل من تلك الأشعار وقتها أغان شعبية وطنية.
في «إضاءة لذاكرة الوطن» الصادرة عام 1973 عن دار الآداب ببيروت امتزج هم الشاعر بمعطيات الحركة الوطنية البحرينية التي قادت النضال ضد الاستعمار البريطاني قبل الاستقلال فكان صوت الشاعر في هذه المجموعة الشعرية صوت الضمير الوطني الذي يسجل مواقف الشهداء والمناضلين ويقدم شهادات توثيقية للانتفاضات الوطنية التي حفل بها تاريخ كفاح الشعب البحريني من أجل الحرية والاستقلال . فجاءت قصائد تلك المجموعة الشعرية بمثابة ملاحم وطنية التصقت بضمير الشعب وكانت خير معبر عن تطلعاته. في مجموعته الشعرية «عصافير المسا»، الصادرة في البحرين عام 1983 يقدم الشاعر تجربة جديدة في طرح النتاج الشعري المكتوب باللهجة المحكية، إذ يقدم ديوانه في ألبوم مسجلاً بصوته على أربعة أشرطة «كاسيت» مع موسيقى مؤلفة تأليفاً خاصاً للإلقاء الذي يجيد الشاعر فنونه وذلك بمشاركة خمسة من أبرز الملحنين من البحرين وقطر والكويت إلى جانب النص المطبوع في كتاب، وهي التجربة التي تميزت بأبعادها الغنية في الوسط الفني، وقد غنى الفنان خالد الشيخ والفنان عبدالله الرويشد والفنان أحمد الجميري قصائد متنوعة من هذه المجموعة الشعرية ظلت تردد في كل أرجاء الوطن العربي.
بمجموعته الشعرية الخامسة «في وداع السيدة الخضراء» الصادرة عن دار الغد بالبحرين عام 1992، ينتقل الشاعر إلى هم إنساني أوسع يتصل بعلاقة الإنسان بالطبيعة التي أخذت معالمها تنكمش أمام مد «الإسفلت» و«الإسمنت» و«الكنكريت» وفي أسى شفيف يودع الشاعر زمن الخضرة المتمثل في آلاف النخيل التي تــعــطش حتى الموت لتحل محل الحقول البنايات الزجاجية والإسمنتية التي تشكل المدنية الحديثة، وقد عبر الشاعر عن غربته الروحية وسط هذا المد المضيع، رافعاً الصوت ضد كل ما يمسخ إنسانية الإنسان داعياً إلى الإبقاء على القيم الروحية والجمالية
بداخله حيث الخضرة في هذه المجموعة ترمز إلى براءة وعذرية العالم بأسره والتي تشارف على الرحيل في وداع مأساوي.
وفي «حورية العاشق» مجموعته الشعرية السادسة الصادرة عام 2000 م عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت ينشغل الشاعر بهموم إنسانية عديدة تشكل حيرة الإنسان العربي المعاصر أمام تحديات الوجود بأكمله، حيث يقدم الشاعر تجارب روحية ووجدانية تلامس قدرة الإنسان في الاحتفاظ بنقائه وصدقه وبراءته لتظل قامته العربية الأصيلة مرفوعة في وجه الظلم والاستلاب وعوامل القهر والهيمنة الأقوى . وقد أطلق الشاعر في ختام هذه المجموعة صرخته اللافتة ذات المغزى البعيد بأنه إذا كان الإنسان البسيط المستلب غير قار على مقاومة التلوث المادي والأخلاقي فعليه أن يحافظ على نقاء ذاته ضد تلوث العالم.
وفي ديوانه «لا يتشابه الشجر» تبدو جلية درجة النضج التي وصل إليها الشاعر عبر مسيرة شاقة من الكد والتمرس في فن التعبير بالشعر، حيث امتلك الشاعر كل أدواته الفنية وراح يجود في نتاجه نازعاً نحو التأمل في الطبيعة ومحاولة سبر أغوار البشر من حوله في تجارب حياتية مضنية يعادل فيها العذاب لذة الكشف عن المكنونات والتعرف على الحقائق. وفي هذه المجموعة الشعرية المتميزة غزارة في الإنتاج وتنوع في المضامين بتعدد التجارب الشعورية.
تجربة مع الفنان مبارك نجم «لي شخصياً تجربة فريدة اعتز بها في تلحين موال» أحبك في السما نجمة ظهر تمشي على بالي أحد مواويل مجموعتي الشعرية «عطش النخيل» الصادرة في 1970، والذي غناه جعفر حبيب عام 1979، وأحسست حين سماع الأغنية لأكثر من مرة أن الملحن تفاعل مع النص، وتفهم بعده العاطفي وتمثله تمثلاً جيداً وعميقاً، جاوز الأسلوب التقليدي المتبع محلياً في أغنية جميلة بلحن جديد وأداء موفق وبصوت مدرب، تقوم على الاشتراطات الثلاثة المتوازية والمتوازنة ألا وهي الكلمات واللحن والأداء وبدا لي أن هذا شأن الفنان مبارك نجم مع بقية النصوص الناجحة التي تولى تلحينها وأخذت طريقها إلى الذيوع، ناهيك أن أعماله العديدة التي لم يكتب لها أن ترى النور حتى الآن وأظنها كثيرة».
الحداد أيام السبعينات
تقول الفنانة والصحافية هدير البقالي» في حفل غنائي لزمن المواويل الشعبية الأصيلة، استرجع الفنان أحمد الحداد بصوته الشجي وبأوتار العود «يا مسافرين الصبح صوب اللي وداه»، «عذاري لين متى تسقين النخل ذاك البعيد»، «ياللبنجري»، «ياللقيظ مرحب تعب»، وأعاد الحداد قصائد ديوان «عطش النخيل» ، للشاعر علي عبد الله خليفة بنفس هارموني متناغم مع الموسيقى، الحداد لم يكن خائفاً من الصعود على المنصة والجلوس على الكرسي، وتصفح الدفتر الموسيقي بل من مواجهة الجمهور الذي كان حاضراً، ومنصتاً إليه تارة، ويردد معه تارة أخرى، كان ذلك في مركز عبدالرحمن كانو الثقافي يوم أمس الأول.
وقال الفنان أحمد الحداد لـ «البلاد»، «ابتعدت عن الساحة الفنية، لظروف كثيرة، منها وظيفتي المرتبطة بالطيران، ولست متفرغاً للفن».
وعن مشاركته قال «بالطبع مشاركاتي قليلة، فأنا ابتعدت عن الفن، لتغير الجمهور الذي أصبح لا يريد فناً أصيلاً، واتجه إلى الأغاني السريعة التي بها إسفاف وابتذال كثير».
وعن المواويل قال «إن فن الموال صعب وما من أحد يستطيع إتقانه، قليلون هم الذين يثرون الساحة الغنائية فيه، وعلى الجمهور أن يستمعوا إلى أغنية تعبر عن حياتهم، وتشرح عن الإيجابيات والسلبيات في البلد وكيف يمكن أن نعالجها ونتحرك بالأغنية إلى الأمام، وتكون في مستوى الأغاني الأخرى، والموال يمكن أن يؤدي بأي لون سواء أكان تراثياً وغيره، والكلمة تصل بذلك إلى مستوى جيد ويرغب بها الجمهور».
بدوره، قال الشاعر عيسى هجرس عن المواويل الحقبة التي خرج منها الحداد كعطش النخيل، في فترة السبعينات، وتعتبر من أجمل ما كتبه الشاعر علي عبد الله خليفة في مسيرته الشعرية للشعر الشعبي المتداول، والحداد عندما اختارها ليس لوقت معين، بل صالحة لكل وقت وزمان، والتجربة تثبت أن هذه المواويل تتنفس وموجودة، لكن الحداد تصدى لها بتجربة لحنية ضمن برواز يظهرها للناس، والقصيدة ممكن أن تظل قصيدة إذا لم يلحنها أحد، أما في مرحلة تلحين المواويل التي أجادها الحداد، التي لاقت ترحيباً، كانت من أنجح ما يكون. «مشموم وين الشعر لقى البسايل سود»، والمواويل تعيش في وجدان الإنسان البحريني منذ ذلك الوقت طالما هناك شعب يشعر برائحة الفن والأدب، وهذه الكلمات الرمزية التي بها، توحي أشياء كثيرة كعلاقته مع المسؤول أو مع نظام، أو ببلد، أو استعمار، إذ تتحدث عن حالة إنسانية، فالمواويل مثل قطعة الذهب، أجمعت الدراسات التي تناولت أشعاره على امتلاكه موهبة شعرية خلاقة ظلت تتوهج عبر مراحل تطورها، ومازالت ثرية في عطائها حتى الساعة.
ثنائية الوجع ورجع الوجع عند علي عبدالله خليفة
يقول الدكتور محمد جواد رضا مثلما صنعت يد الله البحرين من ماءين متخالفين ... هذا ملح أجاج ... وهذا عذب فرات سائغ للشاربين... كذلك يفعل علي عبدالله خليفة في أشواقه الروحية فيزاوج بين «عطش النخيل» و«أنين الصواري» ، ليطلع من المزاوجة ثنائية الشراكة الفطرية بين التعب والحزن في وحشة الإنسان المبدع من الكون والمجتمع.
النخلة عمة الإنسان ... هكذا سماها الرسول عليه الصلاة والسلام، والصواري هن محامل أشرعة الإبحار وراء الأمل طلباً للفرح المغيب عن تجربة الوجود. وعطش النخل هو عطش الإنسان:
إلى الحب
إلى معرفة الذات
إلى العدل
إلى وعي حقيقة التفرد في الكون بالانفصال عنه والوحشة منه وأنين الصواري هو صراخ الباطن المتحرق تطلعاً إلى اليقين.
وستكون محنة اللغة في القيم هي الملح الأجاج الذي سيشرق بشربه علي عبدالله خليفة، لقد علموه أنه يحيا في مجتمع هو «كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً» ، ثم فاجأ الواقع بشيء آخر:
ضايــع كـــلام الليـــل لا تصــدق يسمعونـــك
رفجــان لكــن لــي كبــــر حملـك يبيعونـــك
وعلموه أنه في مجتمع أهله «يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة»، ثم تكشف له من هذا المجتمع شيء آخر:
ويــن اشتــري لـــك دوا محــد يبيــع أبــلاش
ويـــن اشتـــري لـــك دوا والـكـــل فـــي شـانــه
مــات النخـــل يـــا ولـــد والأرض عـطـشـانــــه
أصنـــع لجــرحـــك دوا مـــا مــن دوا ببـــلاش
وعلموه أن الوفا يجزي فصدق ما قالوا له وعاش عليه حتى أخرجه من الحلم ما يوقظ الناس من الأحلام:
ناديت يا أهـل الـــوفـــــا.. يا ليـــل.. يا مـالــــــي
مركـب غرامــي طبـــع وخســرت كل مـالــــي
لشـــراع مـــا بـــه أمـــل وجنــــاح أنــا مـالــــي
إيــش الـحـــول يــــا ربــع والمــاي فــي يــوفـــي
عـلمـتـهـــم يــــا قـلــب دوم العـطــــا يـــوفــــي
ظنـك اليمــن كبـــر ... بعـد التعـــب يــوفــــي
مـــا كــل زرع طـــلـــــع يعطيـــــك رسـمـــالــي
خالد الشيخ يدخل عطش علي خليفة
يقول المتابع والصحافي أحمد الواصل
.. ما كان لخالد الشيخ أن يقف عند هذا فهو يتجاوب لنزعة الشمولية الموسيقية لديه حين يقدَم شريطاً يختبر قدراته اللحنية في الأنماط الإيقاعية البسيطة (كالعاشوري والقادري) عبر شريط «عطش النخيل - 1990» (أشعار: علي عبدالله خليفة) حيث قدم صوت: «أصحابنا»، لكنه بات واثقاً من خلال شعرية فن الزهيري في وعظيته موضوعاً ليست بحاجة لنص توشيحة، فقد استقدم الصيغة اللحنية لقالب التوشيحة ودفعها تواجه مصيرها مع تقاسيم كمنجة لا قانون أو عود ساخراً منها عندما قال لعازف الكمان: «هاه يا بو فهد عاشت روحك» مقلداً عبارات كانت تقال للإيقاعيين في تسجيلات الصوت القديمة حيث لم يكن يعترف بالعازفين ربما لم يكونوا موجودين حينها.
شيئ من مواويل علي عبدالله خليفة
«مهمـا تطير»
لا تروح.. لا تبتعد.. لا تطير عن داري
محد يفيدك أبد.. محـد ترى يداري
واسمع كلام الذي عـالم بكم داري
لاتزيد قلبك شقـا .. ما يحتمل لكسور
لا تبيع واقف عدل إبطايحٍ مكسور
عندك خطاوي الجـدم محد بنى لك سور
مهما تطير وتصد .. مالك سوى دَاري
«يـا ليت»
قـالوا : شرابك عسل !! .. قلت : الظمـا في الروح
قالوا شبابك زهـر !! .. قلت : الزهـر مجروح
قالوا : حسافه القــمر بعد التـمـام يروح !
يا ليت فـَي الضحى يبقـَى شهر نـازل
شفنـي أطير السمـا ثم أنكسر نـازل
ودي أبوس الشمس في أي لمنـازل
لكن وين الذي يعطي جسد للـروح
«أرض الصبر»
أرض الصبـر والوفـا يا خــوي راعيها
ذيب الفـلا يدعي حقـه ف مراعيها
أنخـيك، وانت الذي بالحق راعيهـا
لزماً تصون البحر ويا النخـل والـدار
جابل ، مهب الهوا عكس اتجاهك دار
واحمي لبن طفلتك لا يمتـلي باكـدار
غوث الشدايد ترى .. في زنود راعيها
.... ليش انطـفَت نـارنـا....
ليش انطفت نارنا وخاب الرجـا معـنـا ؟
عشـاق أرض وبحـر والضيم جمعـنه
تدري الفـقر والألم يا خـوي لمعـنه
شوفي ضعـف يا اللخو ، لو ما بقى لك لون ؟
قاعد على النـار تبجي ضيعـتك ، وشلون ..
غيرك خـرف نخلتك .. خـلـى العذق هلـون ؟؟
هد الكدر وانتفـض مافي الكدر معنى
.... وين أشتري لك دوا....
وين أشتري لك دوا؟ محـد يبيع إبلاش
وبلاد ما ينطفي فيها الظـما.. تبلاش
حظ الوفـي ينكسر ويقـوم حظ الـلاش
وين أشتري لك دوا والكل في شانه ؟
مات النخـل يا ولـد، والأرض عطشانه
وجروح عمري اكثَرت.. ما صاد نيشانه
إصنـع لجرحك دوا، ما مـن دوا ببلاش
.... ناديت....
ناديت يا اهل الوفـا، ياليـل، يا مـالي
مركَـب غرامي طبـع وخسرت كل مـالي
لشراع ما به أمـل وجنـاح أنـا مـا لي
ايش الحول يا ربع والمـاي في يوفـي
علمتهم يا قـلـب دوم العـطـا يوفي
ظنك إليمن كبـر .. بعد التـعب يوفي
ما كل زرع طلع .. يعطيك رسمال