الملكة رانيا تشارك في الاحتجاجات المناهضة لـ «داعش»
الأردن: الغارات الجوية ضد التنظيم الإرهابي بداية الانتقام
«داعش» يعاقب رجل دين اعترض على قتل الكساسبة حرقاً
عواصم - (وكالات): تظاهر أكثر من 10 آلاف أردني تتقدمهم الملكة رانيا زوجة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بعد صلاة الجمعة أمس وسط عمان للتنديد بعملية إعدام الطيار معاذ الكساسبة على يد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، فيما توعد الأردن بملاحقة التنظيم الإرهابي بعد يوم واحد من قيام عشرات المقاتلات الأردنية بشن غارات على معاقل التنظيم في الرقة شمال سوريا، مؤكداً أن الضربات الجوية «ليست سوى بداية الانتقام» لقتل الكساسبة. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا أمام المسجد الحسيني وسط عمان أعلاماً أردنية وصوراً للطيار الأردني ولافتات كتب عليها «دماء شهيدنا البطل معاذ الكساسبة لن تذهب هدراً أيها الجبناء» و«كلنا معاذ» و«معاذ شهيد الحق» و«نسر الأردن إلى جنات الخلد يا شهيد» و«نعم للقصاص والقضاء على الإرهاب».
كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «كلنا الأردن» و«لو لم أكن أردنياً لأحببت أن أكون» و«وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه» و«كلنا فداء للوطن» و«نقف صفاً واحداً خلف القيادة الهاشمية وخلف قواتنا المسلحة» و«الأردن نموذج للإسلام المعتدل» و«لبيك عبد الله رمز الصمود».
وهتف المتظاهرون «يا داعش صبرك صبرك في عمان نحفر قبرك» و«يا دواعش يا أنذال شعب الأردن كله رجال» و«يا إرهابي يا خسيس شعب الأردن مش رخيص» و«يا ويل الليي يعادينا عالكرك يلاقينا» في إشارة إلى محافظة الكرك جنوب عمان مسقط رأس الطيار. وسار المتظاهرون، الذين ينتمون لأحزاب أردنية ومنظمات المجتمع المدني ونشطاء، من المسجد الحسيني باتجاه ساحة النخيل على بعد كيلومتر واحد. وتوعد الأردن بملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية، وقال وزير خارجية ناصر جودة في مقابلة مع محطة «سي ان إن» الأمريكية إن الضربات الجوية التي نفذتها عشرات المقاتلات الأردنية ضد معاقل التنظيم «ليست سوى بداية الانتقام» لقتل الطيار الأردني.
وأكد أن هذه «ليست سوى بداية الحرب الأردنية على الإرهاب والأردن سيلاحق التنظيم أينما كان وبكل ما أوتي من قوة». وأضاف أن «كل عنصر من عناصر «داعش» هو هدف بالنسبة لنا لكنهم كما نعلم جميعاً، يخفون هوياتهم بشكل متقن، فهم ليسوا سوى ثلة من الجبناء».
وأشار جودة إلى أن الأردن حاول إنقاذ الطيار الأردني بعد أسره. ولدى سؤاله عن استعداد الأردن لاحتمال خوض حرب برية ضد التنظيم قال جودة إن «هناك عوامل كثيرة يجب التفكير فيها فهناك المسار العسكري الحالي كما أن لدينا مهمة هي ضمان أمن المنطقة، إضافة إلى أهداف على المدى الطويل تتضمن محاربة أيديولوجيا هذا التنظيم».
وأغارت «عشرات» المقاتلات الأردنية على مواقع للتنظيم الإرهابي في عملية شنتها عمان انتقاماً لمقتل طيارها الذي أحرقه التنظيم. وأعلن الجيش في بيان أن الطائرات «هاجمت مراكز تدريب للتنظيم الإرهابي ومستودعات اسلحة وذخائر وتم تدمير جميع الأهداف التي هوجمت».
وأوضح أن العملية تمت «وفاء للشهيد الطيار معاذ الكساسبة وفي عملية اطلق عليها اسمه ورداً على العمل الإجرامي الجبان الذي نفذته عصابة الغدر والطغيان».
وفي واشنطن، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن طائرات أمريكية واكبت طائرات أردنية فوق سوريا حيث شنت ضربات انتقامية ضد «داعش» رداً على إحراق الطيار الاًردني حياً. وقال المسؤول ان 20 طائرة «اف 16» أردنية أغارت على «داعش» بمصاحبة طائرات «اف 16» و«اف 22» أمريكية تولت حماية المقاتلات الأردنية خلال مهمة، في حين تولت طائرات أمريكية تزويدها بالوقود والمراقبة في مهمة دعم إضافي. وبث التنظيم شريط فيديو تناقلته مواقع جهادية الثلاثاء الماضي يظهر فيه إعدام الكساسبة الذي أسره في 24 ديسمبر الماضي. وتوعد الملك الذي قطع زيارته لواشنطن وعاد إلى عمان «برد قاسٍ»، مؤكداً أن دم الطيار «لن يضيع هدرا». ويضم التحالف ضد الدولة الاسلامية بقيادة الولايات المتحدة العديد من الدول العربية بينها السعودية والأردن اللذان يشنان غارات جوية في سوريا منذ سبتمبر الماضي. من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «داعش» أحال رجل دين اعترض على قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً إلى المحاكمة بعد أن نحاه عن منصبه. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن رجل الدين عبر عن اعتراضه خلال اجتماع للهيئة الشرعية المحلية في بلدة الباب في محافظة حلب.
وأدان رجال دين مسلمون قتل الطيار على نطاق واسع بل أن بعض الشخصيات المرتبطة بالقاعدة قالت إنه يتنافى مع الإسلام.