84 مليون مصاب بالسرطان حول العالم بحلول 2015معدلات الإصابة بالسرطان تتضاعف خلال العقدين المقبلينالسرطان أكبر مسبب للوفاة في أرجاء العالمغالبية المرضى بالشرق الأوسط يراجعون الأطباء بعد فوات الأوانقال رئيــس قســم الجراحــة بكليــة الطــب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي د. زياد النائب إن «البحرين تسجل أكثر من 500 إصابة جديدة بالسرطان سنوياً، حيث يبلغ عدد مصابي السرطان نحو 20 ألف مريض»، مشيراً إلى أن «التقنيات الحديثة تحاصر المرض وتزيد نسبــة الشفــاء وتقلل الوفيات».وأضاف د. زياد النائب أن «قصص نجاح محاربة مرض السرطان والانتصار عليه، تقف على مسافة قريبة من أرقام مرعبة على الصعيد المحلي والعالمي عن عدد المصابين سنوياً، ووحده الأمل ومعه العلاجات الأخذة بالتطور تلعب الدور الفاصل في هذه المواجهة».وذكر أن «السرطان أكبر مسبب للوفاة في أرجاء العالم، فقد تسبّب في وفاة 7.6 مليون نسمة - نحو 13% من مجموع الوفيات - وتقف سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وراء معظم الوفيات التي تحدث كل عام».المرتبة الأعلى للوفاةوأشار د. زياد النائب إلى أن «السرطان يحتل المرتبة الأعلى من ضمن 4 أسباب رئيسة للوفاة في إقليم شرق المتوسط، ومن المتوقع أن يتضاعف معدل الوقوع خلال العقدين القادمين، حيث يرتفع العدد التقديري للحالات الجديدة المصابة بالسرطان من 456 ألف في عام 2010 إلى ما يقرب من 861 ألف في عام 2030، وهي أعلى زيادة نسبية بين جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية، على مستوى العالم».وذكـر د. النائــب أن «التطــورات التــي طالــت علاجــات السرطانـــات بأنواعهــا المتشعبــة، وارتقاء تقنيات العلاج والأدوية في السنوات القليلة الماضية ربما لا تقدم ضمانات كافية تحــد من نسبــة الإصابــة بالسرطان، لكنهــا تطرح تقنيات حديثة يمكنها محاصرة المرض في بدايته واكتشافه باكراً، مما يعني ارتفاع احتمالية الشفاء، وبالمقابل تقليل عدد الوفيات».ولفت إلى أنه «من الممكن استعمال تقنية «ALA 5» الحديثة في الكشف عن أورام كثيرة كأورام المسالك البولية، ومثل سرطانات المثانة الكلية والبروستاتا وكذلك أورام القولون والمعدة والدماغ وعنق الرحم، والرحم عند النساء، إذ يعتمد الجهاز على المسح الضوئي باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، بعد تناول المريض جرعة من مركب «ALA 5»، وهو أحد أنواع الأحماض الأمينية غير الأساسية، وتعتمد طريقة الكشف على فكرة أن الخلايا السليمة تأخذ ما تحتاجه من هذا المركب الأميني وتطرد الباقي خارجها لتكوين الهيموجلوبين في الإنسان، فيما تجمع الخلايا السرطانية غير السليمة هذه المادة، مما يسهل الكشف عليها بالأشعة فوق البنفسجية، حتى في بداية تكونها، والتي يصعب الكشف عليها بالطرق التقليدية، مما يسهل على الطبيب الجراح استئصال كافة الخلايا السرطانية، لأنها تعطي وهجاً وردياً غامقاً، بما فيها تلك الخلايا السرطانية التي لا ترى بالعين المجردة، مما يُمّكن من استئصال الورم السرطاني كاملاً وبخلاياه المنتشرة، وهو الأمر الذي يعطي المريض فرصة أكبر في الحياة الطبيعية دون الخوف من عودة الورم مرة أخرى أو على الأقل في فترة قريبة من إجراء عملية الاستئصال، وهذا تحديداً ما لا يتوفر في التقنيات التقليدية الراهنة».سرطان الثدي الأكثر انتشاراًوقال د. النائب إن «سرطان الثدي الأكثر تسيّداً وانتشاراً في الشرق الأوسط، ويليــه سرطان المثانة، ثم سرطان الرئة، فالفم، فالقولون»، موضحاً أن «الحقيقة المؤسفة هي أن الغالبية الكبرى من مرضى السرطان في منطقة الشرق الأوسط لا تراجع طبيباً إلا بعد فوات الأوان، أي عندما يصبح العلاج الجراحي غير ذي جدوى، لذلك نؤكد أهمية الفحص الدوري واكتشاف المرض بشكل باكر حتى يسهل علاجه».ولفت إلى أن «المرضــى في دول الخليـج لديهم فرص جيدة للحصول على الرعاية الصحيـــة وإجــــراء الفحوصـــات المبكــرة وتشخيص طبيعة الورم في الوقت المناسب، قياساً بدول كثيرة لا يجد فيها المرضى الرعاية الصحية بالجودة ذاتها المتوفرة في بلدان دول مجلس التعاون الخليجي».وقال إن «منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان، تحيي اليوم العالمي للسرطان هذا العام تحت شعار «ليس خارج نطاق قدراتنا»، لتحذر من أن عدد ضحايا مرض السرطان سيصل إلى نحو 84 مليون شخص بحلول عام 2015 إذا لم يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات للحيلولة دون ذلك».وقال إن «التنبؤات العلمية تشير إلى أن عدد الوفيات من جراء السرطان سيرتفع من 8.2 مليون حالة وفاة سنوياً إلى 13 مليون حالة سنوياً، ويتصدر التحول السريع في أنماط المعيشة في العالم النامي لائحة الأسباب الرئيسة لهذه الزيادة، وينعكس ذلك أيضاً بصورة أكبر على البلدان الصناعية، إضافةً إلى زيادة معدلات التدخين والسمنة وارتفاع معدلات التقدم في العمر». وأوضح أنه «عادة ما تحدث معظم إصابات ووفيات السرطان بسبب عوامل خطر سلوكية وغذائية رئيسة مثل ارتفاع معدل كتلة الجسم والسمنة، وعدم تناول الفواكه والخضروات بشكل كاف، وقلّة النشاط البدني، والتدخين بكل أشكاله، إضافة إلى عوامل أخرى كالنمو السكاني والشيخوخة، والنظام الغذائي غير الصحي، والتلوث البيئي سيؤدي إلى ارتفاع أكبر في عبء السرطان، ومن المرجح أن يزداد انتشار عوامل الخطر نتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مما يضع ضغوطاً ثقيلة على البرامج الصحية ويتسبب في معاناة بشرية جسيمة».ودعا د.زياد النائب إلى «تأكيد الحاجة الماسة إلى مزيد من الالتزام بالوقاية والكشف المبكر لتكميل العلاجات المحسنة والتصدي للتزايد المقلق في عبء السرطان على الصعيد المحلي والخليجي والعالمي».
970x90
970x90