عواصم - (وكالات): أعلنت الإمارات العربية المتحدة أمس أن سرباً من مقاتلات «إف 16» تابعاً لسلاح الجو الإماراتي سيتمركز في الأردن، بتوجيهات من رئيس الدولة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لدعم «البلد الشقيق» في ضرباته ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الذي يحتل أراضي واسعة في العراق وسوريا، فيما قال وزير الداخلية الأردني الفريق الركن حسين المجالي إن الضربات الجوية الأردنية ضد معاقل التنظيم المتطرف هي «بداية عمليات مستمرة للقضاء عليهم ومسحهم نهائياً».
والإجراء الذي اتخذه نائب قائد القوات المسلحة الإماراتية وولي عهد أبو ظبي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يرمي إلى «دعم المجهود العسكري للقوات المسلحة الأردنية الباسلة ومشاركتها الفاعلة في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي المتوحش الذي أظهر للعالم بشاعته وانتهاكه لكل القيم الدينية والإنسانية بارتكابه جرائم نكراء فضحت ادعاءاته وحركت في نفوس أبناء الشعوب العربية مشاعر الغضب والاشمئزاز»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية.
وأضافت الوكالة أن «مبادرة دولة الإمارات لدعم الموقف الأردني الرسمي والشعبي تنبع من إيمان عميق بضرورة التعاون العربي من أجل استئصال الإرهاب فعلاً وقولاً وتعزيز أمن واستقرار ووسطية الأمة عبر التصدي الجماعي والفاعل لهذه العصابات الإرهابية وفكرها الضال وممارستها الوحشية».
وأوضحت الوكالة «يأتي ذلك تعبيراً عن وقوف دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً إلى جانب الأردن الشقيق على مختلف الأصعدة والميادين وتأكيداً لتضامنها الثابت والمتواصل مع الأخ والشقيق ولدور الأردن الطليعي وتضحياته الجسيمة لصالح أمن المنطقة واستقرارها والتي جسدها الشهيد البطل معاذ الكساسبة».
وفي الأردن، قال مصدر بالجيش الأردني إن الإمارات قررت إرسال سرب مقاتلات إف 16 للتمركز في المملكة للمساعدة في تكثيف الضربات الجوية ضد «داعش» انتقاماً لمقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
في شأن متصل، قال وزير الداخلية الأردني الفريق الركن حسين المجالي في تصريحات نشرت أمس إن الضربات الجوية الأردنية ضد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية هي «بداية عمليات مستمرة للقضاء عليهم ومسحهم نهائياً». وأضاف المجالي في مقابلة مع صحيفة «الرأي» الحكومية أن «ما قام به نسور قوات سلاح الجو الخميس الماضي لتدمير منشآت ومراكز تدريب جماعات داعش الإرهابية ومستودعات الأسلحة هو بداية عمليات مستمرة للقضاء عليهم ومسحهم نهائياً».
وأضاف أن «الثأر هو عنوان الدولة الأردنية ضد هذا التنظيم الإرهابي الذي سننال منه أينما كانوا».
وأوضح المجالي أن «تاريخ الأردن يشهد أنه لا ينسى ثأره أبداً مهما طال الزمن، وأن قوة الدولة الأردنية غير خاضعة لاختبار وأن لدينا القوة في التعامل مع الحدث مهما كان كدولة قوية لا تجرب ولا يصعب عليها خيار مهما كان». وأكد أن «يوم اغتيال الشهيد الطيار البطل معاذ الكساسبة بات تاريخاً مفصلياً في الأردن بحجم الجريمة البشعة التي ارتكبت من قبل تنظيم عصابات إرهابي جبان». من جانب آخر، أشار المجالي إلى «إجراءات خاصة تأخذها وزارة الداخلية قبل دخول أي شخص إلى أرض المملكة تتمثل بالتدقيق أمنياً على أعلى مستوى».
في الوقت ذاته، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن بلاده ماضية في حربها ضد التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
وقال الملك عبد الله خلال استقباله الأمير السعودي تركي بن طلال والوفد المرافق الذي ضم شيوخ عشائر وقبائل من المملكة العربية السعودية التي تزور المملكة من أجل تقديم العزاء بمقتل الطيار الأردني أن «الأردن ماض في محاربة التنظيمات الإرهابية وفكرها المتطرف والدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف».
من جهته، دان الأمير تركي «ما قامت به عصابة داعش الإجرامية الجبانة من أعمال شنيعة ولا إنسانية، لا تمت للدين بصلة». في غضون ذلك، أعلن دبلوماسي في نيويورك أن مجلس الأمن الدولي سيتبنى الأسبوع المقبل قراراً يهدف إلى تجفيف كل مصادر تمويل تنظيم الدولة الإسلامية سواء كانت النفط أو تهريب الآثار أو الفديات. واستكملت صيغة أولى للنص الذي أعدته روسيا بعد مناقشات مع الأمريكيين والأوروبيين قبل أن يوزع على الدول الـ15 الأعضاء في المجلس.
ومن جانب آخر، نفذت مقاتلات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني غارات جديدة ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت وكالة الأنباء الأردنية في خبر عاجل إن «مقاتلات من سلاح الجو الملكي الأردني قصفت مواقع لعصابة تنظيم داعش الإرهابية وعادت جميعها إلى قواعدها سالمة». وأغارت «عشرات» المقاتلات الأردنية الخميس الماضي على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في عملية شنتها عمان انتقاماً لمقتل طيارها الذي أحرقه التنظيم. كما نفذت مقاتلات سلاح الجو الملكي غارات جديدة ضد «أهداف منتخبة» لمواقع التنظيم.
وتشارك عمان منذ سبتمبر الماضي في ضربات جوية يشنها حلف دولي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحتل مناطق شاسعة من العراق وسوريا.
وكان التنظيم بث شريط فيديو تناقلته مواقع جهادية يظهر فيه إعدام الكساسبة الذي أسره في 24 ديسمبر الماضي بإحراقه حياً. من جانب آخر، أعلنت واشنطن أنها لا تملك أي دليل على مقتل رهينة أمريكية في غارة جوية للتحالف الدولي شمال سوريا، بعد إعلان «داعش» في هذا الشأن. وزعم «داعش» في بيان بثته مواقع جهادية أن «طيران التحالف قام بقصف موقع خارج مدينة الرقة، وتأكد لدينا مقتل أسيرة أمريكية بنيران القذائف الملقاة على الموقع». وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي برناديت ميهان «نحن قلقون من هذه المعلومات». لكنها أضافت «ليست لدينا في الوقت الحاضر أي إشارة ملموسة تؤكد ما أورده تنظيم الدولة الإسلامية» حول مقتل الرهينة الأمريكية التي قال التنظيم أنها تدعى كايلا جان مولر.