بغداد - (وكالات): قتل 32 شخصاً أمس في هجومين في بغداد، أحدهما هجوم انتحاري داخل مطعم، وذلك قبل ساعات من سريان رفع حظر التجول الليلي المفروض منذ سنوات في العاصمة العراقية. ورغم أن العاصمة العراقية تعتبر بمنأى عن هجمات كبرى يشنها الجهاديون، إلا أنها تشهد اعتداءات تستهدف بشكل خاص قوات الأمن. ووقع الهجوم الأكثر دموية في مطعم شرق بغداد بعد أن فجر انتحاري حزامه الناسف ما أسفر عن سقوط 23 قتيلاً و43 جريحاً. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الأكثر دموية في العاصمة منذ أشهر. إلا أن التفجيرات الانتحارية عادة ما ينفذها في العراق المتطرفون ومن بينهم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الذي سيطر في يونيو الماضي على مناطق شاسعة من شمال وغرب بغداد.
وفي هجوم آخر يمكن أن يكون انتحارياً أو نتيجة تفجير قنبلة على جانب احد الطرق، في المنطقة التجارية وسط بغداد أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 28.
ويستهدف المسلحون عادة الأماكن المكتظة مثل المقاهي والمطاعم والأسواق والمساجد لإيقاع أكبر عدد من الضحايا. وتشن هذه الهجمات خلال النهار أو في وقت مبكر من المساء عندما يكون معظم الناس خارج منازلهم. لكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمر برفع حظر التجول الليلي اعتباراً من منتصف ليل أمس الأول من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها في العاصمة قدر الإمكان.
وكان الهدف من فرض حظر التجول وضع حد لأعمال العنف الدامية في منتصف عام 2003. لكن ساعات حظر التجول تغيرت على مر السنين وفي الآونة الأخيرة حددت من منتصف الليل حتى الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي.
وقال بيان صادر عن مكتبه إن رئيس الوزراء أمر بإعادة فتح الجادات الرئيسية في العاصمة لتسهيل تنقل المواطنين وبجعل الكاظمية والأعظمية شمال بغداد مناطق منزوعة السلاح. وتسبب الحواجز التي تقيمها قوات الجيش والشرطة في بغداد ازدحامات خانقة ما يثير غضب العديد من العراقيين. وفي حين تواصل القوات الكردية والعراقية المدعومة من ميليشيات حليفة بطرد التنظيم المتطرف الذي استولى العام الماضي على مناطق واسعة في العراق خصوصاً غرب وشمال البلاد، من بعض المناطق، عثر على مقبرة جماعية جديدة في قطاع تم تحريره مؤخراً. وقال المتحدث باسم وزارة الشهداء في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي إن «الفريق الخاص للوزارة قام أمس الأول بفتح قبر جماعي ضم رفات 23 شخصاً قتلوا الصيف الماضي على أيدي مسلحي تنظيم داعش». وأضاف أنه «تم العثور على هذا القبر الجماعي من خلال مخبر عربي شاهد الحادثة وقتها»، موضحاً أن هذه المقبرة الجماعية تقع في قرية برديان شرق ناحية زمار غرب الموصل. وأوضح فؤاد عثمان أن «بعض الجثث وكلهم رجال كانت أيديهم مقيدة بأصفاد بلاستيكية وأن الجميع قتلوا بالرصاص وبعدها دفنوا في الموقع».
من ناحية أخرى، أعلن الجيش الأمريكي أن القوات التي تقودها الولايات المتحدة شنت 15 غارة جوية ضد أهداف «داعش» في العراق و11 في سوريا مضيفاً أن 9 أهداف في سوريا تركزت حول مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا والتي تمت استعادتها من مقاتلي التنظيم المتطرف الشهر الماضي.