عندما تتمكن من الإحساس بما هو خلف أعين البشر لن ترى فرقاً، فالأصل واحد ولكن هي الأشكال تتغير، وعندما تسلم بأن الأشواك التي في طريقك كلها فرص للتحدي واختبار مستويات أعلى من الرحمة والتسامح، يحدث ذلك التحول المنتظر في الوعي، ستدرك بأن كل تجربة جديدة ما هي إلا خطوات على طريق الحب، فأنت عندها تقرر المضي قدماً في مرحلة جديدة نحو نقط الضوء وتسلط نوره على كل ما كان مظلماً في الداخل.
إن كل الأشواك التي مررت عليها في الرحلة، إنما كانت في طريقك لكي تفتح أبواب قلبك وتوسع نطاق وعيك على كل الحياة، فقلب المحب لا يتحطم ومهما كانت التجارب قاسية في ماضيك، فهي لغرض واحد فقط، هو أن تقودك خطوة أخرى إلى مستوى أعلى من الوعي، وتحول قلبك بطريقة أكثر عمقاً بالفعل، فكل تجربة قاسية في الحياة يكون فيها من الوعي ما يكفي لكل إنسان يطمح بأن يصحو من جديد في زمن الظلمة، وإلى التحرر من الأثقال التي تجرها معك في كل زمن من حياتك، إن الوقوف عند مثل هذه التجارب لهو دليل جيد يدلك أين أنت على خارطة الرحلة التي أنت سائر فيها، ولكنك عندما تواجه الظلام بخوف وقلق، أو أحكام مسبقة، فعندها ستتعرض للسقطة التي ستمنعك من السير في الأرض بإعمال كل «حواسنك».
كل تجربة في الحياة هي فرصة كبيرة لاستلام حب أعمق وشفاء أكبر للنفس من أثقال ما تحمله، ففي اللحظة التي يتواجد فيها ذلك الإحساس الداخلي الذي يتبنى قبول الآخر، سيبدأ تحررك من التعارضات في زوايا خارطة الطريق وستتمكن حينها من السير قدماً من جديد؛ وهكذا يمكنك السير بمعانيه الظاهرية والباطنية، السير حتى تزول الغشاوة التي تعمي القلب.
علي العرادي
اختصاصي تنميه بشرية