أكد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، أن الحرب على الإرهاب حرب لحماية الإسلام ومبادئه السمحة وتعاليمه المعتدلة، من أعمال تنظيم «داعش» الإرهابي الإجرامية والوحشية.
وقال العاهلان خلال جلسة مباحثات في قصر بسمان الزاهر بالعاصمة الأردنية عمان أمس، إن المؤسسات الدينية وبمقدمتها الأزهر الشريف، تلعب دوراً في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، وحماية الأجيال من مخاطر الفكر المتطرف.
وتناولت المباحثات العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة والوثيقة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتنميتها على الصعد المختلفة، بما يخدم المصالح المشتركة للمملكتين وشعبيهما.
وقدم جلالة الملك المفدى تعازيه وتعازي حكومة البحرين وشعبها، إلى العاهل الأردني وشعب الأردن الشقيق، باستشهاد فقيد الأردن الشهيد الطيار معاذ الكساسبة، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه ويسكنه فسيح جنانه.
وجدد جلالته استنكار البحرين وإدانتها الشديدة للعمل الإجرامي لتنظيم داعش الإرهابي بإعدام الطيار معاذ الكساسبة، مؤكداً تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب الأردن الشقيق، في اتخاذ ما يراه من إجراءات إزاء التنظيم الإرهابي.
وأكد جلالته عمق ومتانة العلاقات الأخوية البحرينية الأردنية، وتميزها بتاريخ طويل من الأخوة والتفاهم والتنسيق المشترك على المستويين الرسمي والشعبي.
وأشاد جلالته بالمواقف المشرفة التي تقفها دوماً المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين تجاه البحرين، ودورها في دعم القضايا العربية وتعزيز التضامن العربي وجهود تعزيز السلام.
وقال جلالته إنه لمن دواعي الالتزام والتقدير للشعب الأردني الشقيق، وبمقدمتهم جلالة الملك عبدالله الثاني أبن الحسين في أن يكون جلالته بينهم اليوم، كأهلٍ وعزوة، لتقديم خالص العزاء والمواساة لمصاب كبير ألم بالأردن، وامتد أثره حزناً واستنكاراً واحتساباً عند الله عز وجل إلى البحرين وأهلها، باستشهاد فقيد الأردن الشهيد الباسل الطيار معاذ الكساسبة، رحمه الله أدخله فسيح جنانه، ومن سبقه من شهداء الواجب.
وأكد العاهل المفدى أن زيارته للأردن تأتي للنظر في تطوير وتعزيز جميع خيارات التعاون والتنسيق المشترك، التي يعود فضلها إلى المواقف الداعمة للمغفور له صاحب الجلالة الملك حسين بن طلال، وفي مقدمتها تلبيته لرغبة صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، في أن تكون الأردن بخبراتها وإمكاناتها العسكرية المتقدمة، خير عون وداعم عند تأسيس قوة دفاع البحرين، التي تعتبر بفخر نموذج متطور في التنظيم والجاهزية الدفاعية عبر التزود بأحدث العلوم العسكرية والمعرفية.
وشدد جلالته على استمرار هذا التلاحم والتعاون المتبادل بين البلدين الشقيقين منذ خمسينات القرن الماضي وحتى اليوم، ليشمل كافة المجالات العسكرية والأمنية والطبية والثقافية والتعليمية والإعلامية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وحكومته، الذي حرص على استمرار مسيرة التعاون المشترك من منطلق ذات الحرص الذي جمع بين قادة البلدين على مر السنين، ما يزيد جلالته قناعة بأهمية استمرار هذه العلاقات وتنميتها بما يعود بالنفع والخير على الشعبين الشقيقين.
وكرر جلالة الملك المفدى خالص تعازيه للجميع، معرباً عن مدى فخره بما تشهده الأردن اليوم، من تلاحم وتضامن ولحمة، طالما عُرف بها الشعب الأردني الشقيق في مواجهته للأزمات والمحن، حفظاً وصوناً لوحدة صفه واستقرار وطنه.
وسأل العاهل المفدى، المولى عز وجل أن يحفظ الأردن من كل شر ومكروه.
وأكد العاهلان حرصهما المشترك على تنمية العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين لما فيه الخير لشعبيهما الشقيقين، وأبديا ارتياحهما التام لمسار هذه العلاقات وما تشهده من تقدم وتطور في المجالات كافة.