الأسد: نتلقى رسائل من التحالف عبر أطراف ثلاثة
عواصم - (وكالات): استأنفت الإمارات العربية المتحدة مشاركتها في الضربات الجوية مع قوات الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، بعد أن كانت توقفت لنحو شهر إثر أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أعدم حرقاً، حيث قصفت مواقع للتنظيم بمقاتلات من سرب «إف 16» المتمركزة في إحدى القواعد الجوية بالأردن، فيما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مقتل الأمريكية كايلا جين مولر التي كانت محتجزة لدى التنظيم الإرهابي في سوريا. وقبل شهر من الذكرى الرابعة لانطلاق الثورة في سوريا، قال الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع «بي بي سي» إن بلاده تتلقى معلومات حول الضربات الجوية التي تتم في سوريا، عبر أطراف ثالثة، من دون أن يكون هناك حوار مع الولايات المتحدة بهذا الشأن.
وأعلنت قيادة القوات المسلحة في الإمارات في بيان أن مقاتلات «من سرب إف 16 المقاتلة المتمركزة في إحدى القواعد الجوية بالأردن قامت بضربات جوية استهدفت مواقع لتنظيم «داعش» الإرهابي».
وبحسب الإعلان الرسمي، فإن المقاتلات حققت «أهدافها وعادت سالمة إلى قواعدها».
ولم تحدد الإمارات مكان الأهداف التي قصفتها مقاتلاتها.
وأكدت القيادة العسكرية الأمريكية مشاركة الطيران الأردني والإماراتي في الغارات التي تم شنها خلال الساعات الأخيرة في سوريا.
وعلم أن توقف الإمارات عن المشاركة في الغارات سببه خلاف مع واشنطن حول كيفية تأمين فرق إنقاذ تكون جاهزة لإنقاذ أي طيار قد تسقط طائرته في سوريا أو العراق. وأعربت الإمارات عن رغبتها في نشر الطائرات الأمريكية من نوع «ي 22 اوسبري» القادرة على التحليق العامودي والأفقي في العراق على مقربة من العمليات العسكرية في العراق وسوريا بدلاً من نشرها حيث هي حالياً في الكويت. ويبدو أن واشنطن وافقت جزئياً على هذا الطلب حيث نشرت في شمال العراق فرقاً متخصصة بإنقاذ طيارين في مناطق قتال.
وكان الطيار الأردني معاذ الكساسبة أسر إثر تحطم طائرته من نوع إف 16 قرب مدينة الرقة بينما كان يشارك في الغارات ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ووزع التنظيم في 3 فبراير الجاري شريط فيديو مرعباً يتضمن مشاهد إحراقه بعد حبسه في قفص.
ودفع هذا العمل الوحشي بالأردن إلى تكثيف غاراته ضد مواقع التنظيم الإرهابي.
من ناحية أخرى، أكد الرئيس الأمريكي مقتل الأمريكية كايلا جين مولر التي كانت محتجزة لدى «داعش» في سوريا.
وقال أوباما في بيان «ستعثر الولايات المتحدة على الإرهابيين المسؤولين عن أسر ومقتل كايلا وتقدمهم للعدالة مهما استغرق ذلك من وقت».
من جهة ثانية ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك حوار بين الأمريكيين والسوريين بشأن غارات التحالف، قال الرئيس الأسد في مقابلة مع «بي بي سي» «ليس هناك تعاون مباشر»، مضيفاً أن هناك عملية نقل لرسائل «من خلال أطراف ثلاثة».
وأوضح الأسد «هناك أكثر من طرف، هناك العراق وبلدان أخرى، تقوم هذه الأطراف أحياناً بنقل الرسائل العامة، لكن ليس هناك شيء على المستوى التكتيكي».
وتابع «ليس هناك حوار، هناك معلومات، لكن ليس هناك حوار»، معتبراً أن الأمريكيين «داسوا بسهولة على القانون الدولي في ما يتعلق بسيادتنا ولذلك فإنهم لا يتحدثون إلينا ولا نتحدث إليهم».
ورداً على سؤال عما إذا كانت الضربات الجوية التي يقوم بها تحالف دولي والتي قتل فيها مئات المقاتلين الجهاديين، تعود بالفائدة على حكومته، قال الأسد «كان يمكن أن تكون هناك بعض الفائدة لو كانت اكثر جدية وفعالية وكفاءة، بينما هي ليست كذلك».
وفقد النظام السيطرة على قسم كبير من الأراضي في سوريا حيث حقق تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف تقدماً ملموساً وبات يطغى على النزاع بين المعارضة السورية والنظام والذي يدخل عامه الخامس في 11 مارس المقبل.
غير أن الأسد استبعد في المقابلة أن تنضم بلاده إلى صفوف الائتلاف.
في موازاة ذلك، نفى الأسد أن تكون قواته تستخدم البراميل المتفجرة في استهدافها للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وبدا النظام السوري بإلقاء براميل متفجرة من طائراته في أواخر عام 2012، قبل أن يرفع من وتيرة استخدامها في العام الماضي حين تسببت موجة كبيرة من هذه البراميل في فبراير الماضي بمقتل مئات الأشخاص في مناطق متفرقة من سوريا.
والبراميل المتفجرة عبارة عن خزانات مياه أو براميل أو أسطوانات غاز يجري حشوها بخليط من المواد المتفجرة والحديد من أجل زيادة قدرتها على التدمير.
من جهة أخرى، جدد الأسد نفيه أن تكون دمشق استخدمت أسلحة كيميائية طوال مدة النزاع الذي قتل فيه أكثر من 210 آلاف شخص.
وأخرجت سوريا من أراضيها 1300 طن من المواد الكيميائية في إطار اتفاق روسي أمريكي أتاح تجنب تدخل عسكري أمريكي، وذلك بعد اتهام دمشق باستخدام غاز السارين في هجوم خلف 1400 قتيل في أغسطس 2013. كما نفى الأسد أن تكون قواته استخدمت غاز الكلور، قائلاً «لا، بالتأكيد لا».
ويقدر بما بين 350 و500 عدد الأشخاص الذين تعرضوا لهجمات بالكلور في 3 قرى بشمال سوريا في إدلب وحماة في أبريل ومايو 2014.