أنقرة - (وكالات): ندد رئيس المحكمة الدستورية هاشم كيليتش، الذي يعتبر أعلى قاض في تركيا بالتدخل المتزايد للحكومة المحافظة في الجهاز القضائي، وقرر التقاعد قبل شهر من بلوغه السن القانونية.
وقال هاشم كيليتش أمام الصحافيين في أنقرة باسف «إن القضاء ليس أداة للثأر. وليس سلطة يمكن استخدامها لتلبية طموحات سياسية. كل ذلك لا يعود سوى بالأذى للبلاد».
وأضاف كيليتش «إن الجميع يعلمون آراء القضاة والمدعين العامين في أي قرية في البلاد. لا يجوز الاستمرار مع قضاء مماثل»، معلناً قراره الاستفادة من حقه بالتقاعد قبل شهر من موعده.
وقد انتخب قضاة المحكمة الدستورية زوهتو ارسلان ليحل مكان كيليتش . ووصفت الصحافة التركية أرسلان بأنه مقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بلا منازع منذ 2002.
ويأتي هذا التغيير على رأس أعلى سلطة قضائية في البلاد في وقت يكثف فيه الرئيس رجب طيب أردوغان منذ سنة حملات التطهير في الجهاز القضائي المتهم بأنه مخترق من قبل حركة الداعية الإسلامي فتح الله غولن.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله إن التهديد الذي تشكله حركة غولن على أمن تركيا أخطر من تمرد حزب العمال الكردستاني الذي يعتبره «إرهابياً».
وقال أردوغان لعدد من الصحافيين الذين يرافقونه في زيارته إلى كولومبيا «على الصعيد الدولي اليوم، لم تلحق المنظمة الإرهابية «بي كي كي» أضراراً بتركيا كما فعل «النظام الموازي»» لغولن.
واتهم الرئيس التركي حليفه السابق غولن بإقامة شبكة من «العلاقات القذرة» مع المجتمع الدولي بهدف تشويه سمعة الحكومة المحافظة التي تحكم البلاد منذ 2002.
وغولن المقيم في الولايات المتحدة منذ 1999 يشرف على مجموعة واسعة من المدارس والمنظمات غير الحكومية ووسائل إعلام وشركات، دعم أردوغان أثناء خوضه مواجهة مع الجيش والنخبة العلمانية في البلاد.
لكن أردوغان رجل تركيا القوي أعلن الحرب الشاملة على غولن قبل عام إثر الكشف عن فضيحة فساد لا سابق لها طالت محيطه المباشر.
ويتهم الرئيس التركي غولن بفبركة هذه الاتهامات للإساءة إليه وبإقامة «نظام مواز» بهدف الإطاحة به، وشن حملة تطهير واسعة في صفوف الشرطة والقضاء كما بدأت التحقيقات حول المقربين من حركة الداعية.
ويشكل حزب العمال الكردستاني منذ عقود العدو الأول للسلطات في تركيا، وقد أسفر تمرده عن مقتل نحو 40 ألف شخص منذ عام 1984.
وبدأت أنقرة منذ خريف عام 2002 محادثات سلام مع زعيم العمال الكردستاني عبد الله أوجلان القابع في السجن لكن من دون نتيجة حتى الآن.