إغلاق سفارة واشنطن بصنعاء والسفير الأمريكي يغادر اليوم
مقتل 4 قاعديين في غارة أمريكية بحضرموت

عواصم - (وكالات): تمكن مسلحون حوثيون يرتدون ملابس عسكرية بمساعدة قوات من الجيش والأمن موالية لهم من السيطرة على مدينة البيضاء وسط اليمن دون مقاومة، وقد انتشرت دوريات عسكرية مشتركة من هذه القوات في مواقع استراتيجية بالمدينة، فيما أكدت مصادر متطابقة مشاركة في الحوار السياسي الذي تجريه الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة أن الأطراف تبحث صيغة اتفاق يبقي على البرلمان الذي حله الحوثيون بشكل أحادي مع تشكيل مجلس رئاسي.
وأفادت مصادر محلية بأن القوة العسكرية المشتركة دخلت المدينة، وهي عاصمة محافظة البيضاء، مستخدمة آليات ودبابات الجيش من اللواء المشاة 139 ومستعينة بقوات الأمن الخاصة في منطقة رداع التابعة للمحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن آليات ودبابات عسكرية تمركزت في عدد من المواقع المطلة على المدينة من المدخل الشمالي. كما انتشرت دوريات عسكرية للجيش والحوثيين في عدد من شوارع المدينة والمواقع المهمة، مثل معسكر قوات الأمن الخاصة وإدارة أمن المحافظة ومبنى المحافظة، وذلك دون أي مقاومة أو مواجهات.
وأكدت مصادر محلية أن المحافظة تشهد في الوقت الراهن هدوءاً حذراً، مضيفة أن هناك تخوفاً كبيراً لدى المواطنين عقب سيطرة الحوثيين على المحافظة من هجمات يشنها تنظيم القاعدة الذي ينتشر في قرى محافظة البيضاء ومدينة رداع التابعة لها.
في شأن متصل، قال موظفون يمنيون في السفارة الأمريكية في صنعاء إن السفير الأمريكي أبلغ العاملين أن السفارة ستغلق وسط تزايد الاضطرابات منذ استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته الشهر الماضي.
وأضافوا أن السفير أبلغهم أنه سيغادر اليوم، وأن واشنطن قد تطلب من تركيا أو الجزائر رعاية مصالحها في اليمن بعد غلق السفارة. في موازاة ذلك، أكدت مصادر متطابقة مشاركة في الحوار السياسي الذي تجريه الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة أن الأطراف تبحث صيغة اتفاق يبقي على البرلمان الذي حله الحوثيون بشكل أحادي مع تشكيل مجلس رئاسي. وذكرت المصادر أن هناك توافقاً مبدئياً على هذه الصيغة بين جميع الأطراف، بما في ذلك الحوثيون الذين يشاركون في المحادثات، إلا أن هؤلاء لم يؤكدوا التوصل إلى اتفاق. وقال الأمين العام لحزب العدالة والبناء الليبرالي عبدالعزيز جباري، أن «الاتفاق المبدئي ينص على إبقاء البرلمان وتوسيع مجلس الشورى». وبحسب الصيغة المطروحة، يوسع مجلس الشورى ليضم 300 عضو بدلاً من 200 حالياً، فيما يشكل مجلس رئاسي «من 5 أعضاء أو 7 أعضاء بما يضمن تمثيل جميع التوجهات السياسية».
وبدروه أيضاً، قال الأمين العام للتجمع الوحدوي أحمد كلز أن مجلس النواب ومجلس الشورى الموسع سيشكلان الحكومة.
من جهته، قال مصدر حزبي آخر «إن هناك اتفاقاً مبدئياً بين القوى السياسية التي حضرت بالكامل ما عدا الحزب الناصري على تشكيل مجلس رئاسي مكون من 7 أشخاص أو 5 أشخاص تمثل فيه جميع القوى».
وأضاف «على أن يتم قبول استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي من قبل البرلمان ويؤدي مجلس الرئاسة الجديد اليمين أمام البرلمان». وبحسب المصادر، يمكن أن يتم الاتفاق في وقت لاحق على الضمانات وعلى الجانب الأمني والعسكري.
ويفترض أن تستأنف المحادثات برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة جمال بن عمر.
وكانت القوى السياسية اليمنية استأنفت الحوار برعاية الأمم المتحدة من أجل الخروج من الأزمة، وذلك بالرغم من اتخاذ الحوثيين تدابير أحادية لإعادة ترتيب السلطة.
وبعيد بدء المحادثات، أعلن الحزب الناصري انسحابه النهائي من الحوار مؤكداً أن الحوثيين يرفضون سحب «الإعلان الدستوري» الذي فرضوه الجمعة الماضي ونص خصوصاً على حل البرلمان وتشكيل لجنة أمنية لإدارة البلاد بانتظار تشكيل مجلس رئاسي.
وتعتبر واشنطن اليمن بلداً رئيسياً في استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب، ويخشى من أن يؤدي الفراغ في السلطة والانفلات الأمني إلى تعزيز قوة تنظيم القاعدة.
وسيطر الحوثيون في 21 سبتمبر الماضي على صنعاء ووقعوا في اليوم ذاته على اتفاق للسلام وتقاسم السلطة مع باقي الأحزاب، إلا أن تنفيذ الاتفاق قد فشل.
وفي 20 يناير الماضي سيطروا على دار الرئاسة، ثم أبرموا اتفاقاً جديداً مع الرئيس هادي، لكنه فشل مجدداً ما دفع بالرئيس الى الاستقالة مع الحكومة.
وفشلت مشاورات سياسية سابقة أجراها المبعوث الأممي جمال بن عمر بين مختلف الأحزاب اليمنية في التوصل إلى حل للأزمة الناجمة عن استقالة الرئيس وحكومة خالد بحاح.
من ناحية أخرى، قتل 4 عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة في غارة جوية نفذتها طائرة من دون طيار يعتقد أنها أمريكية في محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، حسبما أفاد مصدر عسكري. وأعلن تنظيم القاعدة الخميس الماضي أن حارث النظاري المعروف بمحمد المرشدي والقيادي والعضو في «اللجنة الشرعية» للتنظيم، قتل قبل ايام مع 3 عناصر في غارة شنتها طائرة أمريكية دون طيار على محافظة شبوة جنوب اليمن.