حوار - أحمد العنـزور:كانت لمشاركة الفارس العالمي الشهير فرانكي ديتوري في سباق كأس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة – ولي العهد وقع السحر على السباق – جماهير غفيرة من محبي السباقات، والجميع يتمنى صورة تذكارية مع الفارس الذي يعد أحد أبرز الأسماء في تاريخ الفرسان الذين كتبوا تاريخاً يصعب على الكثيرين تكراره، وصف كأحد أفضل الفرسان المحترفين في العالم وأفضلهم شهرة، جاء لمهمة واحدة وضعها نصب عينيه، ألا وهي الفوز بالسباق الكبير وإثبات مكانته العالمية كفارس من زمن آخر كما يحب أن يوصفه محبيه، وكان له ما أراد، وبعد أن أتم المهمة على أكمل وجه.ديتوري سليل عائلة عرفت بامتهانها ركوب خيول السباقات، فوالده الذي نقل إليه المهنة نفسها هو الشهير جيان فرانكو ديتوري الذي صال وجال في ميادين السباقات الإيطالية، ارتبط فرنكي بالخيل منذ سن الثانية عشر حين اشترى له والده مهراً ليتدرب عليه، وحين بلغ الثالثة عشرة قرر ترك المدرسة للتفرغ لمستقبله كفارس لخيول السباقات، وفي السنة التالية أرسله والده إلى بريطانيا ليتعلم على يد المدرب الشهير لوكا كوماني في نيوماركت سنة 1985، ولم تمض فترة طويلة قبل أن يصبح فرانكي الجوكي المفضل للمدرب كوماني.اشتهر فرانكي دون غيره من فرسان السباقات بأنه الأول في التاريخ بعد ليستر بيغوت الذي يحصد 100 فوز في موسم واحد وهو لم يكمل العشرين من العمر، كما إن أول انتصار له حققه وهو في سن السادسة عشرة، وكان في تورينو الإيطالية سنة 1986، في حيث إن أول فوز له في بريطانيا كان في يونيو 1987، والمميز في فرانكي ديتوري أنه استطاع تحقيق الفوز في أشهر سباقات العالم، ففي بريطانيا حقق الفوز في غينيس 1000 و2000 وفيليز مايل وهايدوك سبرينت كاب والديربي البريطاني وإنترناشيونال ستيكس ويوركشاير أوكس وغيرها من السباقات البريطانية العريقة. في فرنسا حقق الفوز في جوائز لوبين وسان كلود وجوكي كلب، والديربي الألماني وهونغ كونغ مايل والديربي والـ 2000 غينيس الإيرلندي، وفي الولايات المتحدة حقق الفوز في سباقات بريدرز كاب كلاسيك وفيلي وجوفينيل ومايل وتورف، أما في الإمارات العربية المتحدة فقد استطاع تحقيق الفوز ثلاث مرات بمونديال الخيول في 2000 و2003 و2006. فرانكى ديتوي كان له لقاء اختص به صحيفة الوطن قال من خلاله:كيف وجدت السباقات البحرينية من خلال هذه التجربة السريعة؟لقد فوجئت بالمستوى الرفيع من المنافسة في المضمار البحريني، كان سباقاً قوياً وصعباً مع جياد ذات مستوى رفيع، وفرسان عالميين أعرفهم جيداً، لكن ما لم أكن أعرفه هو حب الجماهير الهستيري للفروسية في مملكة البحرين.لقد حضرت إلى السباق في وقت مبكر، وقمت بلفة استكشافية على مضمار السباق كما هي العادة لمعرفة مستوى التضاريس في المضمار، ونوعية الأرضية ومستوى الانحناءات في المضمار والعديد من الأمور المتبعة في مثل هذه الحالات – وتعجبت كثيراً من المستوى الرفيع التي تتمتع به أرضية الميدان التي أستطيع أن أصنفه كأحد أفضل الميادين في المنطقة، فأرضية المضمار كانت على مستوى عال من الجودة وخالية من التضاريس الصعبة».وكيف كانت المنافسة خلال السباق؟وأضاف «انتظرت حتى الانتهاء من السباقات الثلاثة الأولى حتى يأتي موعد السباق الكبير التي أتيت من أجله، كل الأمور قبل السباق كانت تسير بطريقة طبيعية حتى دخلنا إلى ساحة عرض الجياد قبل السباق، عندها كانت الزحمة كبيرة، وكان الحديث مع مدرب الحصان صعب بعض الشيء، كان الحديث مقتصراً وسريعاً، طلب مني أن أكون قريباً من المقدمة، وأن أتجنب الازدحام بين الخيول الكثيرة المشاركة بالسباق، وأن أراقب الحصان المرشح الأول الذي كان يمتطيه الفارس «بريت دول»، وأن لا أتاخر عند الدخول في الخط المستقيم، وترك باقي الموضوع على عاتقي».وعند فتح بوابات الانطلاق وجدت بأن الحصان يتجاوب معي بطريقة رائعة، وضعته بين المركز الثالث والرابع طوال مجرى السباق، كانت الرياح تسير بسرعة كبيرة، فوضعت الحصان خلف المرشح الأول لتفادي الاصطدام بالرياح السريعة للمحافظة على الحصان من التعب قبل الدخول إلى الخط المستقيم .. وعند الـ 500 متر الأخيرة حاولت الإبقاء على الحصان خلف المرشح، فوجئت بمحاولة أحد الخيول للدخول بجانبي وأخذ المساحة المتبقية – فعرفت بأن لحظة الانطلاق قد حانت للدخول في المنافسة الحقيقية باتجاه خط النهاية.. فأخذت الموقع المناسب إلى جانب المرشح الأول بقيادة الفارس بريت دول «انكس أل غريكو» وطلبت من الحصان الانطلاق، فكانت الاستجابة رائعة من الحصان الذي دخل في صراع ثلاثي مع الجياد حتى خط النهاية».هل كان الاحتفال بالفوز عادياً؟لقد أعجبت كثيراً بطريقة الاحتفال بالفوز مع أفراد طاقم إسطبل سمو الشيخ خالد بن علي – كانوا جميعاً ينتظرون مني الفوز، فحققته لهم، وكانوا جميعاً يتنظرون مني قفزة الفوز فقفزتها لهم. احتفلنا بالفوز مع الشيخ خالد بن علي وأصحاب السمو والمدرب، وأعضاء الإسطبل حتى آخر ساعات تواجدي بالبحرين – لقد كان يوماً رائعاً، في مضمار رائع، حققت فيه الفوز لإنسان رائع.هل كان الحصان عند مستوى تطلعك؟يجب أن أشيد بالدور الذي قام به المضمر «عبدالله الكويتي» بطريقة إعداد الجواد .. كان الحصان عند مستوى تطلعي، فلم يخذلني عندما طلبت منه القتال، لقد تم إعداده على أفضل وجه من قبل المدرب، وفارس التمارين «نوح الموالي» الذي يعمل معه يوماً – إنه فريق عمل رائع سعدت بالعمل معهم.كلمة أخيرة..وفى الختام «لقد كانت تجربه قصيرة في حياتي، حققت من خلالها فوز سأتذكره دائماً، لقد سعدت بالتسابق بقميص سمو الشيخ خالد، وأتمنى أن أتسابق بقميصه مرة ثانية في المستقبل - لقد كان يوماً جميلاً في حياتي. فرانكي متزوج من كاثرين وله خمسة أبناء ويمضي معظم وقته في إنجلترا، كما إنه مرتبط بمدينة لندن بمشروع مطعم يحمل اسمه، والمعروف عن فرانكي أنه تعرض لتحطم طائرة خاصة صغيرة سنة 2000 كانت منطلقة من نيوماركت إلى غودوود بإنجلترا مما تسبب في مقتل الطيار ونجاة فرانكي ومرافقه، لكنه في المقابل لم يسلم من السرقة، فقد تعرضت مقتنياته من الميداليات للنهب بعد أن اقتحم لصوص منزله في إيطاليا وسرقوا كل يحويه المنزل من هدايا وجوائز قيمة.حصل على بطولة الخيالة في بريطانيا في ثلاث مناسبات، وامتطى صهوة أكثر من 500 جواد فائز. وكان خلف العديد من نجاحات إسطبل جودولفين. وكان الإنجاز الأكثر شهرة لديتوري تحقيقه الفوز في جميع سباقات يوم البطولات في ميدان أسكوت في عام 1996، وجد طريقه إلى الشهرة يوم 28 سبتمبر عام 1996، عندما فاز على مضمار «آسكوت»، بالسباقات السبعة التي أقيمت ضمن سباق آسكوت الملكي. لكن ديتوري صنع مجده الأبرز حين اصبح لوقت طويل أحد أبرز الأسماء في فريق «جودولفين»، حين قاد ثلاثة خيول شهيرة للفوز بألقاب كأس دبي العالمي في ?2000 على الحصان «دبي ميلينيوم»، وفي سنة ?2003 على صهوة «مون بلد»، وأخيراً في سنة ?2006، على «إلكتروكوشونيست»، هذا إلى جانب العديد من الألقاب الأخرى التي تأتي في المرتبة الثانية بعد كأس دبي العالمي. وحصد فرانكي ديتوري العديد من الجوائز المالية العالمية في عدد من أبرز السباقات التي خاضها طوال مسيرته الممتدة منذ ?1990 وحتى اليوم. في 5 ديسمبر 2012، أعلن نادي «فرانس غالوب» للفروسية أن الإيطالي فرانكي ديتوري، فارس سباقات الخيول الأشهر في العالم، قد أوقف ستة أشهر عن المنافسات في جميع أنحاء العالم بسبب تعاطيه منشطات محظورة. ووفق القرار الذي اتخذه النادي الفرنسي، كان الفارس قد شارك في سباق في العاصمة الفرنسية باريس وهو تحت تأثير مادة محظورة. كانت العقوبة قد شكلت نكسة شخصية ومعنوية كبرى لديتوري الذي كان قد فقد عمله كخيال رسمي لفريق غودولفن للسباقات منذ فترة قصيرة. ثم عاد الخيال العالمي فرانكي ديتوري إلى الانتصارات من جديد في أول ظهور له في السباقات بتاريخ 22 يناير 2014 حيث استطاع أن يسجل أول فوز له ومن أول ركوب له في الشوط الأول على مضمار «لينقفيلد» ببريطانيا في شوط (coral.co.uk Median Auction Maiden Stakes) على صهـــوة الجواد إيكو وارير».
970x90
970x90