قال وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي إن الوزارة استعداداً لتطبيق مشروع تحسين الزمن المدرسي في المرحلة الإعدادية، دربت 2300 معلم ومعلمة على متطلبات تطبيق البرنامج، وإعداد برنامج خاص لمديري تلك المدارس لإكسابهم المهارات اللازمة لمتابعة أداء المعلمين، مؤكداً أن المشروع يوفر زيادة في رواتبهم الأساسية بمقدار 14%.
وأوضح د.ماجد النعيمي، خلال استقباله بمجلسه الرمضاني رئيس مجلس النواب وعدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين بالدولة ورجال السلك الدبلوماسي ورجال الأعمال وأعضاء عدد من الجمعيات السياسية والإعلاميين والمواطنين، أن البرنامج التجريبي لتحسين الزمن المدرسي سيتم تطبيقه في ثمان مدارس إعدادية تضم مدرسة عبدالرحمن الداخل الإعدادية للبنين، أم سلمة الإعدادية للبنات، الحد الإعدادية للبنات، الرفاع الشرقي الإعدادية للبنات، الرفاع الغربي الإعدادية للبنات، عثمان بن عفان الإعدادية للبنين، مدينة حمد الإعدادية للبنات، والإمام الغزالي الإعدادية للبنين.
وتطرقت المناقشات التي شهدها المجلس الرمضاني لوزير التربية والتعليم إلى عدد من الأمور المتعلقة بالشؤون التعليمية، حيث تحدث الوزير عن الموضوعات التربوية التي تشغل الرأي العام هذه الأيام على الصعيد التعليمي مثل استعدادات الوزارة لتطبيق برنامج تحسين الزمن المدرسي في المرحلة الإعدادية.
بعد نجاحه في الثانوي
أوضح وزير التربية والتعليم في هذا الإطار أن الوزارة عندما لجأت إلى زيادة زمن التعلم في المرحلة الثانوية كان ذلك في إطار حزمة من المعالجات والبرامج التطويرية ضمن برنامج تحسين أداء المدارس نفسه المنبثق عن مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، وبالرغم من الصعوبات التي واجهها تطبيق هذا البرنامج في البداية فإن الوزارة قد تمكنت بفضل الدعم الذي حصلت عليه من الحكومة الرشيدة وبفضل تعاون وتجاوب التربويين في الميدان من تعميم هذا البرنامج بكافة مكوناته ومنها تحسين الزمن المدرسي. وأضاف الوزير أن التجربة الصعبة التي خاضتها الوزارة في سبيل تعميم هذا البرنامج في المرحلة الثانوية، بما في ذلك التحقيق البرلماني في هذا الأمر، فإن كل المؤشرات بعد مضي سنة على تطبيق هذا البرنامج تؤكد نجاحه في تحسين الأداء المدرسي وتحسين عملية التدريس تحديداً، خصوصاً وأن هذه العملية قد رافقها تطوير حثيث للبنية التحتية المدرسية بما جعل مختلف مكونات العملية التطويرية تصب في نتيجة واحدة وهي الارتقاء بالمخرجات. وأكد النعيمي أنه ومن هذا المنطلق فإن الوزارة تعتزم تطبيق برنامج تحسين الزمن المدرسي في المرحلة الإعدادية بدءاً من العام الدراسي الجديد 2013/2014.
التطبيق المرحلي
أما بالنسبة لخطة الوزارة في تطبيق هذا البرنامج في المرحلة الإعدادية فأوضح الوزير أن الوزارة تتجه إلى التطبيق بشكل تجريبي في ثمان مدارس إعدادية موزعة على مختلف محافظات المملكة، وهي مدرسة عبدالرحمن الداخل الإعدادية للبنين، أم سلمة الإعدادية للبنات، الحد الإعدادية للبنات، الرفاع الشرقي الإعدادية للبنات، الرفاع الغربي الإعدادية للبنات، عثمان بن عفان الإعدادية للبنين، مدينة حمد الإعدادية للبنات، والإمام الغزالي الإعدادية للبنين، حيث سيتم العمل على متابعة تطبيق هذا المشروع من خلال عدة فرق عمل متخصصة على مستوى الوزارة تشمل فريق الخطة الدراسية وجداول الدروس، فريق المكافأة المهنية، فريق جودة حياة البيئة المدرسية، وفريق الخطة الإعلامية، إضافة إلى فريق القيادة من أجل التعلم لتنظيم العملية الدراسية، على أن يعقب التطبيق التجريبي دراسة تقييمية متكاملة.
واستعداداً لتطبيق هذا المشروع، قامت الوزارة بتدريب 2300 معلم ومعلمة على متطلبات تطبيق برنامج تحسين الزمن المدرسي، كما تم إعداد برنامج خاص لمديري تلك المدارس لإكسابهم المهارات اللازمة لمتابعة أداء المعلمين. كما قامت إدارة التعليم الإعدادي بالتواصل مع أولياء الأمور من خلال اليوم المفتوح المطور الذي نفذ في عدد من المدارس الإعدادية التي سيشملها البرنامج، وتم من خلاله اطلاع أولياء الأمور على المزايا التي يوفرها تطبيق البرنامج ودوره في رفع مستوى التحصيل الدراسي لأبنائهم عبر توفير الوقت اللازم للدراسة.
وقال الوزير أيضاً: إن مشروع تحسين الزمن المدرسي سوف يزيد من وقت التعلم بخمس وأربعين دقيقة فقط، حيث سيمتد الدوام المدرسي إلى الساعة الثانية والربع هو في الحقيقة جزء لا يتجزأ من برنامج تحسين أداء المدارس الذي بدأت الوزارة في تطبيقه منذ أكتوبر 2008م وتم تعميمه على جميع المدارس الثانوية بدءاً من الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي السابق.
وأشار إلى أنه يتضمن أربعة محاور هي التدريس من أجل التعليم، وجودة تخطيط الدروس، ودعم المعلمين الأوائل، والتنمية المهنية بالأقسام، حيث إن من شروط نجاح برنامج التحسين زيادة الوقت المخصص للتعليم كما بينته الدراسات التي قامت بها الوزارة والتشخيص الذي تم القيام به منذ العام 2005م.
وأوضح أن طموحات الوزارة من وراء تطبيق برنامج تحسين أداء المدارس بشكل عام كبيرة وتعول على هذا البرنامج لتحقيق الهدف الرئيس في المرحلة الجديدة وهي الجودة: جودة الأداء وجودة المخرجات، فأثر تطبيق هذا البرنامج على كافة مدارس البحرين خلال السنوات القليلة القادمة سوف يكون ملموساً، في تحقيق الأهداف الأساسية برفع الأداء وتحسين المخرجات، بما في ذلك حدوث تحسين نوعي وملموس في أداء جميع طلبة المدارس الحكومية في الرياضيات والعلوم واللغتين العربية والإنجليزية.
وأضاف أنه وفقاً للمؤشرات الدولية، وحصول مدارس التجربة في المرحلة الأولى من هذا الجهد على تصنيف جيد كحد أدنى، وفقاً لمعايير الهيئة الوطنية للمؤهلات ولضمان الجودة، كما من المتوقع أيضاً أن تفضي هذه الجهود إلى تحسين أداء إدارات الوزارة من حيث قدرتها على المتابعة وعلى تقديم الدعم اللازم للمدارس بالصورة المطلوبة، من خلال تطوير عمليات الإدارات وتطوير السياسات عن طريق التشارك مع قادة المدارس والمعلمين والمختصين في الإدارات المختلفة لوضع الحلول المناسبة للتأكد من تطوير أفراد القوى العاملة بها، ولضمان استدامة التطوير والتجويد. مشيراً إلى أن برنامج تحسين أداء المدارس يعد اليوم وجهاً مهماً من وجوه الارتقاء بأداء المدرسة البحرينية بكافة عناصرها المادية والبشرية والتنظيمية والقيادية، وفقاً لمعايير الأداء الدولية، وتجسيداً لما أكد عليه برنامج عمل الحكومة من ضرورة تحسين وتطوير التعليم كأولوية لتحقيق الطموحات التنموية الأخرى.
الفوائد المرتقبة
جدير بالذكر أن تعميم مشروع تحسين الزمن المدرسي بالمرحلة الثانوية منذ الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2011/2012، والنتائج التي جاءت في تقارير الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب قد عكست تطور أداء المدارس ومن ثم تطور التحصيل الدراسي للطلبة، فقد مكن برنامج تحسين الزمن المدرسي من تطوير مهام مدير المدرسة بحيث أصبح تركيزه أكثر على الجوانب العملية التعليمية، وتقلصت المهام الإدارية التي باتت تقوم بها فرق عمل موزعة بين الإدارات المدرسية والوزارة، أما بالنسبة للمعلمين فالمشروع يوفر زيادة في رواتبهم الأساسية بمقدار 14%، كما يوفر جلسات أسبوعية للتمهن، ويساهم في تمكينهم من تنويع استراتيجيات التعليم والتعلم داخل الفصول الدراسية.
وبالنسبة للطلبة فإن تطبيق هذا المشروع يساهم إضافة إلى إعطائهم وقتاً كافياً لشرح الدروس وإتمامها في إيجاد أوقات أكثر للأنشطة اللاصفية، إذ إن الزمن المخصص لمثل هذه الأنشطة سابقاً لم يكن كافياً، أما في المدارس التي سبق لها تطبيق برنامج تحسين الزمن المدرسي فصارت هناك أوقات جيدة من أجل أن يمارس الطلبة أنشطتهم وهواياتهم، وذلك كان له انعكاس كبير على أدائهم.