كتب - عبد الله إلهامي:
أكدت إحصائية رسمية أن معدل زيادة النفايات المنزلية في محافظتي العاصمة والمحرق في تزايد ملحوظ، مشيرة إلى أنها خلال الأعوام من 2010 الى 2012 تراوحت ما بين 900 – 1000 كيلو في اليوم.
وأكد رئيس العلاقات العامة بشركة مدينة الخليج للنظافة ( المسؤولة عن نقل النفايات في المنامة والمحرق ) هشام الحداد أن المخلفات المنزلية تحوز على النصيب الأكبر من مجمل المخلفات، إذ تصل نسبتها إلى 60%، في حين يعقبها مخلفات البناء والهدم بنسبة 24%، بينما تسجل المخلفات التجارية 7%، والمخلفات الزراعية 6%، و3? مخلفات فوق العادة، مشدداً على ضرورة توعية الأهالي وأصحاب المنازل بضرورة الترشيد وإعادة الاستخدام وإلا تحول ذلك مع مرور الوقت إلى كارثة بيئية. وأوضح أن الأرقام المسجلة للأعوام الثلاث الماضية أثبتت ذلك التزايد في المنامة والمحرق، إذ سجل العام 2010 ما يقدر بـ 182 ألف طن، وتبعه العام 2011 بنسبة أكبر بلغت 188 ألف طن، وحصد العام الماضي حجم مخلفات منزلية يبلغ 192 ألف طن.
ولفت الحداد إلى أن ارتفاع نسبة المخلفات المنزلية بشكل كبير يعود إلى الزيادة السكانية سواء بتملك الأجانب للعقار أو ارتفاع نسب استقطاب الأيدي العاملة، مشيراً إلى أن وفرة السلع وزيادة المدخول يسهمان بشكل كبير في حجم النفايات المتراكمة، إذ أنه كلما زادت السلع بالأسواق زاد الطلب عليها، خصوصاً مع سهولة شرائها لعدم تأثر دخل الفرد بها، ما يدعو ذلك الأهالي للإقبال على سلع تفيض عن احتياجهم.
وبين الحداد أن هناك مكباً وحيداً للنفايات في المملكة بـ «عسكر»، وذلك بعد أن اتخذ إجراء نقل النفايات من البحير بعد المشكلة التي أحدثها، لذلك فإن البعض يشير إلى أن العمر الافتراضي لمكب عسكر سينخفض حتى يصل لـ 3 سنوات، والبعض الآخر يحدده بسبع سنوات، إلا أن المفاد من ذلك يحتم علينا ترشيد الاستهلاك وإعادة التدوير.
وأضاف الحداد أنه لا يتم حالياً فرز المخلفات التي تصنف إلى «بلاستيك، زجاج، ورق، معدن»، موضحاً أن فرزها وتدويرها يحفظ الطاقة، إذ أنها تعني اعادة استخدام المواد في انتاج أخرى جديدة، فعلى سبيل المثال تدوير طن واحد من الورق يحفظ 15 – 17 شجرة من القطع، ويوفر 1700 لتر من الوقود المستخدم لصناعته، ويحفظ 26 ألف لتر من الماء، وكذلك إعادة تدوير علبة «بيبسي» واحدة توفر طاقة تكفي لتشغيل تلفزيون لمدة 3 ساعات، ويوفر 90% من المواد الأولية لانتاج الموارد الأولية لعلب جديدة. وأكد أن البلاستيك يعتبر من أخطر المواد على البيئة إذا استخدم بكثرة في مكب النفايات، وذلك لأنه يكون طبقة عازلة تمنع غاز الميثان من الخروج، ما يجعله ينتشر بشكل عمودي وأفقي، ما قد يسبب انفجارات، عوضاً عن أنه يتسرب إلى أنابيب الصرف الصحي، على الرغم من هذا الغاز يستخدم في الدول المتقدمة لإنتاج الطاقة. وكشف عن أن «وزارة البلديات بصدد إنشاء مصانع تدوير وأخرى للطاقة، وبدورنا نعمل على حملات توعية لتثقيف الناس وتدريبهم من خلال معارض وورشات عمل في المدارس وغيرها، وذلك كجزء من الشراكة المجتمعية، ومع ذلك فإن الجهد الذي نقوم به لن يقاس بدون وجود مصانع التدوير، التي تعتبر من ضمن الحلول». ونوّه بأن هرم إدارة أولويات النفايات يترأسه تقليل الاستهلاك، ومن ثم إعادة الاستخدام، وإعادة التدوير، والمرتبة الخامسة «إنتاج الطاقة»، والأخيرة «الدفن والمعالجة».