إن الأمن أغلى المطالب وأنفسها، وأهم الضرورات وأعظمها، فبالأمن تصان النفوس والأديان، وتحفظ الأموال والأعراض والأنساب، وتقام الحضارات، وتتطور الدول، وتهاب وتتحقق مقاصدها، فتحقيق الأمن للبشرية من أعظم وظائف الرسل والأنبياء، ومن أهم مقاصد الكتب.
إن تحقيق الأمن لا يقتصر نفعه وفائدته على عمارة الدنيا وصلاحها، بل لا تستقيم العبادة ويكتمل نظامها إلا باستتباب الأمن وظهوره، فالصلاة التي هي عمود الدين وقوامه، لا تكتمل إلا بالأمن، قال الله تعالى: (فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً فإذا أمنتم فاذكروا اللّه كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون)، ففقدان الأمن سبب في نقص العبادات واختلال كمالها. ولا مزايدة على أننا نعيش في نعم لا تعد ولا تحصى، وآلاء لا تحصر ولا تستقصى، من أعظمها نعمة الولاية الحكيمة الراشدة التي لم تأل جهداً في إيصال سبل العيش الرغيد والأمن الوافر، والسعادة التامة لكل مواطن بل لكل مقيم على هذا الثرى الطاهر، ولذا فنحن محسودون على هذه النعم، ولابد لنا من استشعار أهميتها، والحفاظ عليها، وأداء ما به تحفظ وتصان، ثم محاربة كل فكر ضال، ومبدأ دخيل يزعزع أمننا، ويخلخل وحدتنا، ويوقع العداوة والبغضاء بيننا، لأن قوة الولاية وهيبة الدولة، والتواصي والتعاون فيما يحقق ذلك من مقاصد شرعنا الحنيف، إذ هو تجسيد للجماعة والإمامة في واقع الدولة.
عبداللطيف بن نجيب
متطوع بدار يوكو لرعاية الوالدين وناشط اجتماعي