اليوم 14 فبراير.. تحتفل البحريـن بذكــرى الاستفتــاء على ميثاق العمل الوطني الذي نال قبول 98.4% من أصوات الشعب في إجماع ووحدة وطنية، وكان بمثابة ذروة التطور الديمقراطي في البحرين وحدث مهم في تاريخها، ومنذ تولي صاحب الجلالة الملك المفدى مقاليد الحكم وعطايا جلالته وإسهاماته الخيرية لم تتوقف، وتحققت خطط طموحة للنهوض بالوطن والمواطن فأصبحت البحرين شيئاً آخر جملة وتفصيلاً، وقد قدم عاهل البلاد نموذجاً رائداً ورسم لوحة جميلة للمملكة.
من المؤسف أن هناك من يحاول استغلال فرصة ما يحدث في دول أخرى من أحداث لتبرير العنف ونشر السوداوية والرفض لكل المكرمات والمبادرات وهدم ما زرعته أيادي الخير، ومع ذلك مدت الدولة يدها إليهم أكثر من مرة، وليس ذلك عن ضعف بل عن حكمة وعدل، وفتحت أبواب الخير للجميع ولكن ما أكثر الجحود في هذا الزمن، وإن صنعت المعروف في أهله فقد أصبت أهله وإن صنعت المعروف في غير أهله فأنت أهله.
هناك فرق كبير وتباين شاسع بيننا وبين غيرنا من الشعوب، وليس عدلاً ولا إنصافاً مقارنتنا بهم، بل لا مجال لمقارنتنا بهم أبداً فنحن نعيش في نعم كثيرة يحسدنا عليها الكثيرون ممن حولنا، وليس هناك من ينكر هذه الحقيقة الساطعة إلا من في عينيه رمد، ومن لا يرى النور فهو أعمى، والفروق بادية للرائي وظاهرة كالشمس، فنحن بلد تضيء سماؤه بالديمقراطية ويتنفس شعبه نسائم الحرية والعدل والتسامح والمكرمات التي آتت أكلها على أرض الواقع ويلمس آثارها ويجني ثمارها كل المواطنين.
عجيب حقاً أن يكون هناك من يحاول أن يحول ذكرى الاستفتاء على الميثاق من يوم فرح للبحرينيين إلى يوم غضب وحزن، بل في كل مناسبة تتحين الأيادي السوداء الفرص لتحول مناسباتنا وأفراحنا إلى أحزان واعتصامات ومظاهرات باطلة، وإن من المعيب جداً فعل ذلك، ولا يمكن لأي عاقل أن يقبل جعل الأعياد والاحتفالات الوطنية مجالاً للمسيرات والعنف وتعطيل مصالح الناس وترويع الآمنين وجعل البلاد تغرق في الفتن والفوضى لمجرد تحقيق أهداف شخصية بحتة بعيدة عن مصلحة المجتمع.
الاحتفالات بالذكرى الوطنية لها الكثير من المعاني في نفوس البحرينيين، والمسيرات أو الاعتصامات في هذه الأيام هي دعوة ظالمة وكأنهم استكثروا على المواطنين أن يعيشوا الفرح في حياتهم، والحقيقة إنه لولا الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير العالية جداً في البحرين لما استطاعوا أن يجهروا بدعواتهم تلك ولا أن يتفوهوا بآرائهم الظالمة الباطلة في حق البلاد وقادتها، ولو كانوا في ظل حكم آخر فإنهم يعرفون ماذا كان سيحدث لهم.
إننا في هذه الأيام الجميلة المباركة نعيش ذكرى الاستفتاء على الميثاق ونعيش أفراحنا وأعراسنا الديمقراطية في جو من الحرية والأمان والفرح كما يحلو لنا على تراب أرضنا، وعلى الرغم من أن هناك فئة منبوذة تريد حرق الوطن وتشويه الصور الجميلة لوطننا فإننا سوف نضيء شموع الوفاء والمحبة لوطننا وقادتنا الكرام وسنحرق الفتن والطائفية وسنقطع كل يد خبيثة تريد أن تنقل صراعات الآخرين إلينا لتنشر الخراب في بلادنا.
في هذا اليوم المبارك نجدد الولاء للوطن ونقف صفاً واحداً ضد الفوضى وضد القلة الداعية إلى العنف، وكنا وسنظل يداً واحدة في وطن واحد نعيش فيه كأسرة واحدة ليظل وطننا صامداً شامخاً كالجبل لن تهزه أي ريح، وحبل التآمر قصير، ولا يرمى إلا الشجر المثمر، وستظل البحرين بحول الله وقوته شامخة بين الأمم، وهيهات أن تنال تلك الدعوات المريضة من عزيمة وإصرار أبناء هذا الوطن الشامخ المخلصين الذين هم قلب واحد نابض بالحب الذي هو أقوى من كل الفتن، حب يسمو بهم، حب الله والوطن والملك.
عائشة البستكي