اليوم تمر علينــا ذكرى ميثــاق العمــل الوطني الذي كان باكــورة المشروع الإصلاحي وتأتي هذه الذكرى العزيزة بعــد خـــروج البحريــــن مــن عرسهـــا الديمقراطي الذي تمثل في الانتخابات النيابية والبلدية التي جاءت ثمرة من ثمار الميثاق والمشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة هذه الانتخابات التي لاقت نجاحاً كبيراً ومشاركة واسعة شهد لها العالم بأسره.
إن ميثاق العمل الوطني مثل مكسباً كبيراً وإنجازاً مميزاً حققت به البحرين السبق على الدول العربية ودول المنطقة فقد جاء قبل أحداث 11 سبتمبر 2001 وقبل أحداث ما يسمى بالربيع العربي2011 ، وهذا يدل على النظرة الثاقبة والحكمة العالية التي يتمتع بها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي سبق الآخرين في إقراره المشروع الإصلاحي الذي استطاع أن يحقق للبحرين قفزات نوعية في مجالات العمل السياسي والبرلماني والحريات وحقوق الإنسان مما أدى إلى نقلة في المجال الاقتصادي والعمراني في البحرين .
هذا الإنجاز سمعته من كثير من الأشخاص الذين زاروا البحرين في فترات مختلفة فقد أبدوا إعجابهم بما حققته البحرين من تطور خلال العشر السنوات الماضية.
لقد تميز ميثاق العمل الوطني أنه أتى بمشاركة شعبية فقد قام بإعداده نخبة من أبناء البحرين من كل التخصصات والكفــــاءات والتوجهــــات ثـــم جـــرت مناقشات واسعة من المواطنين في كل المناطق لما تضمنه الميثاق، وبعدها تم الاستفتاء عليه فكانت الموافقة التاريخية التي وصلت إلى شبه إجماع عليه حيث وصلت نسبة الموافقة عليه 98.4 % .
اليـوم، ينبغـــي علـــى أبنـــاء البحريـــن التمسك بهذا المكسب العظيم والعمل على تطويره والرقي به والسير على خطاه وعدم التفريط فيه وأن لا يعطوا الفرصة لأعداء هذا الوطن الذين يسعون لتعطيل هذه المسيرة المباركة تنفيذاً لأجندات خارجية والذين نثق أنهم سيفشلون بسبب يقظة شعب البحرين وقيادته وسيعودون خاسرين، وسيبقى الوطن في عز حكامه وأهله الطيبين.
جلال أحمد الحطام