عواصم - (وكالات): أمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتنفيذ «خطة عاجلة» لإجلاء المصريين في ليبيا بعد نشر تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» صوراً قال إنها لـ21 قبطياً مصرياً يعملون في ليبيا.
وأظهرت الصور التي نشرت على الإنترنت مجموعة من الأشخاص يسيرون مقيدي الأيدي على شاطئ في ملابس برتقالية، كتلك التي ظهر بها كل من اختطفهم وأعدمهم التنظيم قبل ذلك، محاطين بمجموعة من الملثمين يفترض أنهم ينتمون للتنظيم. وحذرت وزارة الخارجية المصريين بعدم السفر إلى ليبيا، وطالبت المصريين المقيمين فيها بتوخي الحذر والبعد عن مناطق التوتر. وقالت مجلة «دابق» الصادرة عن تنظيم «الدولة الإسلامية» إن اختطاف «الأقباط» يأتي للثأر من «الكنيسة المصرية التي تعذب أخواتنا» على حد تعبير المجلة. وكان مسلحون مجهولون قد اختطفوا في مدينة سرت الليبية 20 مصرياً مسيحياً، في يناير الماضي لكن ليس واضحاً إذا ما كان هم من ظهروا في الصور من الذين اختطفوا من المدينة الواقعة تحت سيطرة التنظيم المتشدد.
وذكر مصدر أمني أن العمال المختطفين وغالبيتهم أقباط من محافظة المنيا، يعملون بمهن مرتبطة بقطاع التشييد والبناء، ينتمون لمركزي سمالوط ومطاي، وأغلبهم من قرية العور التابعة لمركز سمالوط. وأضاف أن عدداً من أقارب وأسر الضحايا استطاعوا التعرف على بعض أبنائهم من خلال الصور حيث تبين أن أحدهم يدعى لوقا نجاتي، ومن خلال تعرف أسرته عليه تعرفت باقي العائلات على أبنائها ومنهم جرجس سمير مجلي وهاني عبد المسيح.
وكانت القرية قد علمت باختطاف أبنائها في مدينة سرت الليبية على يد إحدى الميليشيات في 13 يناير الماضي.
وأصدرت الرئاسة المصرية بياناً أكدت فيه أنها تتابع وباهتمام بالغ الأنباء المتواترة حول وضع أبناء مصر المختطفين في ليبيا. وقالت إن خلية الأزمة، التي سبق أن وجه الرئيس السيسي بتشكيلها من ممثلي الوزارات والأجهزة المعنية، تتولى متابعة الموقف أولاً بأول، وإجراء الاتصالات المكثفة والمستمرة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية بهدف استجلاء الموقف والوقوف على حقيقته، بحسب نص البيان.
كما دعت الرئاسة المصرية، المجتمع الدولي للوقوف في مواجهة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، والذي بات يهدد دول المنطقة والعالم. بدوره أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الوزارة وخلية الأزمة التي تم تشكيلها مؤخراً تتابع ما تم نشره من صور يقال إنها للمصريين المختطفين في ليبيا. يذكر أن تنظيم «داعش» في ليبيا أعلن في 12 يناير الماضي مسؤوليته عن اختطاف 21 مصرياً مسيحياً في أرجاء البلاد. في غضون ذلك، تظاهر العشرات من أهالي الأقباط المختطفين أمام نقابة الصحافيين وسط العاصمة القاهرة، مطالبين السلطات المصرية بالكشف عن مصير أبنائهم. وطالبت الأسر، التي تنتمي لست قرى بمحافظة المنيا جنوب مصر، بجثامين ذويهم إذا كانوا قد قتلوا أو بمعلومات عن التفاوض بشأنهم إذا كانوا أحياء.
وأعقب التظاهرة صلاة أداها الأهالي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وقالت بعض الأسر إنهم سوف يعتصمون بداخل الكاتدرائية لحين الكشف عن مصير ذويهم.
وكانت جثامين 7 مصريين مسيحيين وجدت على أحد الشواطئ بالقرب من مدينة بنغازي في فبراير 2014.
يذكر أن آلاف المصريين يعملون في ليبيا معظمهم في مجال البناء. من ناحية أخرى، توفى ضابط شرطة متأثراً بجروح أصيب بها أمس إثر انفجار استهدف دورية أمنية في ضاحية عين شمس شمال شرق القاهرة أصيب فيه 7 شرطيين آخرين ومدني واحد وهو هجوم تبناه على الفور تنظيم أجناد مصر الجهادي.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان على صفحتها على موقع فيسبوك «استشهد النقيب مصطفى شميس من قوة قطاع الأمن المركزي «قوات مكافحة الشغب» الذي أصيب بإصابة بالغة إثر انفجار عبوة ناسفة بمنطقة عين شمس بمحافظة القاهرة».
وأضافت الوزارة أن النقيب جرى «نقله إلى المستشفى في محاولة لإسعافه إلا أنه استشهد متأثراً بإصابته».
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الداخلية أن «انفجار عبوة محلية الصنع استهدفت دورية بتقاطع شارعي عين شمس وجسر السويس بالقاهرة أسفر عن إصابة ضابط و7 مجندين إضافةً إلى مواطن تصادف مروره بموقع الانفجار».
وتبنى تنظيم أجناد مصر الجهادي على الفور الهجوم في تغريدة على موقع تويتر. في السياق ذاته، قالت مصادر أمنية إن 8 متشددين قتلوا في قصف جوي شمال سيناء.
من جهة أخرى، أطلقت السلطات أمس سراح صحافيي قناة الجزيرة القطرية محمد فهمي وباهر محمد المحبوسين منذ أكثر من عام إثر قرار قضائي بالإفراج عنهما في القضية المتهمين فيها بدعم جماعة الإخوان المسلمين ونشر أخبار كاذبة. وأمر القضاء المصري بالإفراج عن الكندي محمد فهمي بكفالة 250 ألف جنيه «33 ألف دولار» وبإطلاق سراح المصري باهر محمد بضمان محل إقامته وذلك في أولى جلسات إعادة محاكمتهما. وستستأنف المحاكمة في 23 فبراير الجاري. في سياق آخر، توقع فرنسا بعد غد الإثنين أول عقد لها لتصدير فخر صناعاتها الدفاعية طائرات رافال التي تنتجها «داسو إفياسيون» وسيتم بيع 24 منها إلى مصر مما يشكل نجاحاً يطوي صفحة سنوات من الآمال الخائبة. وصرح الرئيس فرنسوا هولاند مرحباً بهذا النجاح في بيان أن «طائرة رافال المقاتلة فازت بأول عقد للتصدير». وأضاف أن «التوقيع سيتم في 16 فبراير الجاري في القاهرة. طلبت من وزير الدفاع جان إيف لودريان التوقيع باسم فرنسا». وأعلنت وزارة الدفاع أن توقيع العقد سيتم مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
ويشمل العقد 24 مقاتلة رافال وفرقاطة متعددة المهام تصنعها مجموعة إدارة الصناعات البحرية «دي سي إن إس» لقاء 6 مليارات دولار.