أكدت المؤسسة الخيرية الملكية، أن ميثاق العمل الوطني أثمر كثير من المشاريع الإصلاحية التي ترفع اسم المملكة خفاقاً في مختلف المحافل الدولية والعالمية، أبرزها المؤسسة الخيرية الملكية التي تعتبر أحد المشاريع الإصلاحية لجلالة الملك المفدى، فأصبحت ملاذاً لكل يتيم وأرملة ومحتاج، وأصبحت عوناً لكل متضرر ومنكوب، ولم تقتصر على العمل ضمن حدود المملكة، بل تخطى عطاؤها خارج الحدود، لتشكل نموذجاً راقياً في العمل الخيري والإنساني يحتذى به.
وبتاريخ 14 يوليو 2001م، أمر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بإنشاء لجنة لكفالة الأيتام البحرينيين من الأسر المستحقة. كما صدر أمر ثان من جلالته حفظه الله ورعاه في تاريخ 4 نوفمبر 2001م بتكليف هذه اللجنة بكفالة الأرامل اللاتي لا عائل لهن، ثم أصدر جلالته أمره السامي رقم 12 لسنة 2007م بإعادة تسمية اللجنة بالمؤسسة الخيرية الملكية، كما صدر أمر جلالته السامي رقم 33 لسنة 2007 بإعادة تنظيم المؤسسة الخيرية الملكية ليكون جلالته الرئيس الفخري لها، وتعيين سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيساً لمجلس أمناء المؤسسة، لكي تنهض بدور إنساني واجتماعي أكثر شمولاً، يخفف أعباء الحياة عن كثير من الأسر المحتاجة، وتقف المؤسسة بجانب ذوي الحاجات، أفراداً وهيئات، تيسر لهم ما يعينهم على متطلباتهم الضرورية، وتوفر لهم ظروفاً حياتية رخية وكريمة، ولا ينحصر دور المؤسسة في حقل واحد، فهي تستهدف كل المحتاجين وكل الحاجات، والنهوض بالمشاريع الخيرية غير الربحية، والمساهمة في كل ما يعود بالنفع العام للمواطنين.
لقاءات أبوية
وضمن النهج الأبوي لجلالة الملك المفدى، يستقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى سنوياً في قصر الصافرية رئيس مجلس الأمناء ومجموعة من الأيتام البحرينيين وأعضاء مجلس الأمناء وعدد من الإداريين حيث يقوم جلالته خلال اللقاء بتوجيه الأيتام إلى ضرورة الاهتمام بالتحصيل العلمي والتفوق الدراسي والعمل الجاد للحصول على أعلى الدرجات ليساهموا بشكل فعال في نمو وازدهار مملكتنا الغالية، ويوجه جلالته أعضاء المؤسسة إلى بذل المزيد من العمل في سبيل خدمة أبناء الوطن والاهتمام والرعاية والمساندة لهم، ويشارك سمو الشيخ ناصر أيتام المؤسسة الإفطار السنوي بمناسبة شهر رمضان الكريم، إذ يهتم سموه بمشاركة أبناء المؤسسة مختلف المناسبات، وعملت المؤسسة الخيرية الملكية بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على تنفيذ توجيهات جلالة الملك المفدى في تقديم الرعاية الشاملة والمتميزة للمستفيدين من خدماتها حيث بلغ عدد الأيتام والأرامل المكفولين من قبل جلالة الملك المفدى حوالي عشرة آلاف يتيم وأرملة من مختلف مدن وقرى البحرين حيث تقوم المؤسسة بتقديم خدمات الكفالة المادية عن طريق تحويل الكفالة الشهرية إلى الحساب البنكي لكل يتيم وأرملة في وقت لا يتجاوز الثامن والعشرين من كل شهر ميلادي وبشكل منتظم.
الأرامل والأيتام
وتقوم المؤسسة وفقاً للتوجيهات السامية من جلالة الملك المفدى بتقديم المساعدات لجميع الأرامل والأيتام المسجلين لدى المؤسسة الخيرية الملكية بمناسبة عيدي الفطر والأضحى وشهر رمضان المبارك انطلاقاً من اهتمام جلالته المتواصل بتوجيه جميع أشكال الدعم للمواطنين في مختلف المناسبات بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقرة، كما تشمل الرعاية التعليمية العديد من المشاريع الموجهة للأيتام والأرامل في مملكة البحرين من أهمها: الحفل السنوي لتكريم المتفوقين: والذي تنظمه المؤسسة سنوياً وذلك حرصاً على تفوق طلابها دراسياً وبروزهم في هذا المجتمع مع أقرانهم من الطلبة والطالبات ليكونوا لبنات صالحة ومنتجة لخدمة الوطن، والحقيبة المدرسية: وتقوم المؤسسة بتوفير المستلزمات المدرسية من حقيبة تعليمية وملابس في بداية العام الدراسي لجميع الطلبة والطالبات المكفولين من قبل جلالة الملك المفدى، والبعثات الدراسية: وتقوم المؤسسة بتخصيص العديد من البعثات الجامعية للدراسات في الجامعة للأيتام، والمدارس الخاصة: وتقوم المؤسسة على توفير عدد من المقاعد المجانية للأيتام في المدارس الخاصة بالتعاون مع المدارس والشركات ومؤسسات القطاع الخاص، والدروس العلاجية: وتعمل المؤسسة على توفير خدمة الدروس العلاجية للطلبة الأيتام من خلال المعاهد التعليمية وتقوم المؤسسة بمتابعة طلبتها وتشجيعهم على رفع مستواهم الدراسي، والروضات: وقامت المؤسسة بتوسيع حلقة الاستفادة لطلابها لتشمل الرعاية التعليمية مرحلة الحضانة والروضة، فتم مد جسور التعاون بين المؤسسة والروضات عبر أصدقاء اليتيم وكفالة عدد من أبناء المؤسسة وإدخالهم في رياض الأطفال.
رعاية صحية
وتعني المؤسسة بمساعدة الأيتام على التكيف الإيجابي مع ظرف الفقد ومساندتهم في تذليل الصعوبات والضغوطات النفسية التي تواجههم أو قد تواجههم مستقبلاً في سبيل تنمية توافقهم النفسي والاجتماعي عن طريق العمل على ثلاثة أهداف فرعية: أهداف علاجية: عبر العمل على تقديم الاستشارة النفسية المجانية ممن يعاني من أي مشكلات نفسية تتعلق بالفقد، وأهداف وقائية: عبر العمل على تقديم برامج وأنشطة لجميع المكفولين بالمؤسسة لاكتشاف أي مشكلات نفسية في وقت مبكر وتفاديها مستقبلاً، وأهداف تنموية: عبر العمل على تنمية وتعزيز الجوانب الإيجابية لدى المكفولين للوصول لحياة أفضل، وانطلاقاً من رسالة المؤسسة الخيرية الملكية في توفير خدمة شاملة للأيتام والأرامل المكفولين من جلالة الملك المفدى، تقوم وحدة الرعاية الصحية بتقديم الخدمات العلاجية والاستشارية لفئة الأيتام والأرامل المكفولين من المؤسسة الخيرية الملكية وتعمل على: تحويل الحالات التي تحتاج فترة طويلة من الانتظار في المستشفيات إلى عيادات ومستشفيات ومراكز خاصة تم التعاقد معها لتقديم خدمات مجانية للأيتام والأرامل، وتوفير بعض الأجهزة والمعدات الطبية للأيتام والأرامل من صيدليات أو مراكز طبية، وزيارات ميدانية للمرضى من الأيتام والأرامل للاطمئنان على أحوالهم المرضية سواء في المنزل أو المستشفى، ومتابعة دورية لجميع الأيتام والأرامل الذين تم تحويلهم للمستشفيات والعيادات الخاصة للاطمئنان على أحوالهم المرضية وإعادة التحويل أو استمرار العلاج أن دعت الحاجة، والعمل على عقد اتفاقيات جديدة مع مستشفيات وعيادات خاصة من شأنها أن تخدم الأيتام والأرامل، وتجديد العقود المنتهية مع المستشفيات والعيادات الخاصة.
رعاية اجتماعية
وتقوم المؤسسة بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والتربوية والترفيهية المتنوعة خلال العام، وذلك من مخيمات ودورات وزيارات لمعالم المملكة ومحاضرات، من خلال المشاريع التربوية والتي تشمل ملتقى الطفولة والملتقى القيادي وملتقى الأمهات والنشاط الصيفي ومخيم الربيع، كما تنظم العديد من الرحلات والزيارات الميدانية إلى مختلف المواقع والمعالم السياحية والتاريخية والترفيهية في المملكة وذلك انطلاقاً من سعيها في تنمية روح المواطنة وحب الوطن وتعريف طلابها على أهم المعالم الحضارية والسياحية والصناعية والثقافية في البحرين، كما سعت المؤسسة تنفيذاً لتوجيهات جلالته في تلبية احتياجات المجتمع البحريني وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين بتخفيف أعبائهم المعيشية من خلال المساعدات الإنسانية والمعيشية، من بينها: دعم الفئات المستحقة من المواطنين البحرينيين وتخفيف الأعباء المعيشية عنهم، والمساهمة في تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم الحياتية الملحة «لوازم معيشية وتأثيث وصيانة وغيرها»، وذلك عن طريق صرف مساعدة مالية مقطوعة لمرة واحدة، ومساعدات العلاج، عبر دعم الأفراد الذين يتعرضون لأزمات ومشكلات صحية، وذلك عن طريق صرف مساعدة علاج مالية مقطوعة بحسب نوع المرض لمرة واحدة، ومساعدات الزواج: عبر دعم الشباب حديثي الزواج، وإعانتهم على جزء من مصروفاته، عن طريق صرف مساعدة مالية مقطوعة لمرة واحدة، والمساعدات الطارئة: عبر دعم ومساندة الحالات الإنسانية الطارئة التي تتطلب حالتهم التدخل السريع لإعانتهم على جزء من مصروفاتها، وذلك عن طريق صرف مساعدة مالية مقطوعة في أسرع وقت.
خدمات عامة
وانطلاقاً من الثقة الملكية، وبقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، تعمل المؤسسة على تنفيذ والإشراف والمشاركة في العديد من الخدمات للمواطنين الكرام ومن أهم هذه المشاريع: أسهم شركة عقارات السيف: وتحرص المؤسسة على تحقيق الاستفادة المثلى من الأمر الملكي السامي بتخصيص 46,5 من أسهم شركة عقارات السيف المملوكة للدولة بهدف دعم موارد الأيتام وضمان مستقبلهم، وبنك الأسرة: وتعتبر المؤسسة الخيرية الملكية المشارك الأكبر في تأسيس بنك الأسر وذلك ضمن هدفها في تقديم القروض الميسرة للمشاريع التنموية الصغيرة ومتناهية الصغر، والمشاريع الإستراتيجية، ومن بينها: مبنى الحد الخيري: وهو عبارة عن مبنى سكني تجاري متعدد الطوابق على أرض مبنى مركز شرطة الحد القديم، يتم تخصيص ريعه لصالح الأيتام والأرامل المكفولين من المؤسسة بهدف رفع المستوى المعيشي للأرامل والأيتام وجميع الفئات المستحقة في المملكة وتنويع الموارد المالية للمؤسسة من خلال المشاريع الاستثمارية والتي تصب جميعها من أجل تحقيق الهدف، ومركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني: وهدف لتوفير مسار تعليم مهني بديل للشباب البحريني، تطوير شخصية الطلاب، تعزيز المعرفة النظرية والمهارات التعليمية، غرس مهارات التعليم المهني للطلاب، تأهيل طلاب المركز للحصول على وظائف أو مواصلة تعليمهم لمرحلة دراسية أعلى، بالإضافة إلى تنمية روح المواطنة والعمل الجماعي والإدارة الذاتية ومهارات التخطيط والتنظيم والاندماج في المجتمع والإحساس بتحقيق الذات، وتنمية طموح الطالب وتعزيز ثقته بنفسه وتحفيزه على العمل الجاد، ويحتوي على الاختصاصات التالية، السيارات، التكنولوجيا الكهربائية، تكنولوجيا المعلومات، الميكانيك، الشبكات الإلكترونية. كما يحتوي على العديد من المرافق العلمية والتربوية والترفيهية.
استثمارات خيرية
كما إن هناك الكثير المشاريع قيد التنفيذ، من بينها مشروع الأبراج الاستثمارية: وتعمل المؤسسة على تفعيل المشروع الاستثماري الخيري من خلال إنشاء برجين استثماريين على الأرض العائدة لها في منطقة في منطقة السنابس بالقرب من غرفة تجارة وصناعة البحرين «بيت التجار»، ومشروع رياض الأطفال: وتسعى المؤسسة الخيرية الملكية إلى إنشاء خمس رياض نموذجية للأطفال في كل محافظة بهدف تهيئة بيئة نموذجية للأطفال من سن الثانية حتى السادسة وبشكل خاص أطفال الأسر ذوي الدخل المحدود والمحتاجين، ومشروع الجسرة الاستثماري: وهو عبارة عن 6 فلل سكنية استثمارية فاخرة يبلغ متوسط المساحة لكل فلة 900 متر مربع تتكون كل فلة من دورين وأربع غرف نوم وحديقة وحمام سباحة بالإضافة للمرافق الخارجية والتي تشمل سكن للخدم ومطبخ خارجي وكراج لسيارتين. وتبلغ كلفة المشروع مليون دينار بحريني. ومن المتوقع الانتهاء من العمل خلال النصف الأول من العام الجاري 2014م، ومشروع السنابس الاستثماري: وتبلغ مساحة الأرض 1700 متر مربع حيث قامت المؤسسة بعمل دراسة جدوى لعدد من المشاريع الاستثمارية المقترح تنفيذها أحدها على الأرض كبناء برجين استثماريين أو إنشاء مبنى مواقف للسيارات متعدد الطوابق، إلي جانب الحملات الإغاثية: وتخطى العمل الخيري للمؤسسة الخيرية الملكية خارج الحدود لتكون اليد البيضاء التي تمثل البحرين في كل الميادين، إذ تأتي توجيهات جلالة الملك المفدى تقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة إلى الأشقاء المتضررين في الدول المنكوبة في كل من قطاع غزة والقدس والصومال وتركيا ومصر وباكستان واللاجئين السوريين في الأردن، ولا تكتفي المؤسسة بإرسال أطنان من المساعدات الإغاثية العاجلة من مواد طبية وغائـية، بل تهتم بالمشاريع التنموية التي تعمل على بناء الإنسان والوطن والتي هم في أمس الحاجة لها، من مشاريع تعليمية وسكنية وحياتية.