30 مليون لبناء دور العبادة بـ 10 سنوات مناصفة بين السنية والجعفرية



كشف وكيل وزارة العدل للشؤون الإسلامية د.فريد المفتاح، أن الوزارة تعد النسخة الثانية من مسابقة القارئ العالمي تمهيداً لطرحها أبريل المقبل، لافتاً إلى أن إدارة الشؤون الإسلامية بدأت بالتشغيل التجريبي لمركز الإقراء الإلكتروني قبل تشغيل المركز رسمياً.
وأعلن المفتاح في تصريح بمناسبة الذكرى الـ14 لميثاق العمل الوطني، أن الإدارة تخطط لإنشاء معهد للقراءات، مشيراً إلى أن الوزارة أنفقت 30 مليون دينار لبناء دور العبادة بغضون 10 سنوات مناصفة بين السنية والجعفرية.
وقال إن البحرين حققت إنجازات لافتة في مجال خدمة القرآن الكريم وتعليمه ونشر علومه، ودشنت برامج ومشاريع نوعية تحظى بالاهتمام والتقدير، ما يتجلى في وجود أكثر من 225 مركزاً وحلقة قرآنية تابعة لإدارة شؤون القرآن الكريم بالوزارة منتشرة في مختلف محافظات البحرين.
وأضاف أن هذه المراكز والحلقات تستقبل عشرات آلاف الطلبة والطالبات من الجنسين من مختلف الأعمار، وتتولى تعليمهم التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم، ورفع حصيلتهم في حفظ سوره وآياته، إضافة إلى تدريس علوم القرآن الكريم وقراءاته، على يد معلمين مؤهلين يزيد عددهم عن 2000 معلم ومعلمة، وفق مناهج ومقررات دراسية معتمدة.
وأكد أن هذه المراكز والحلقات أثمرت عن مئات الحفاظ وآلاف الخريجين في تلاوة القرآن الكريم وتجويده وقراءاته، حيث بلغ عدد الإناث 2961 خريجة، فيما بلغ عدد الذكور 2027 خريجاً.
وذكر أن الوزارة حرصت على اكتشاف المواهب في حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتنميتها في سنوات مبكرة، وأطلقت مشروع الغرس الحسن في نسخته الثانية، الهادف إلى تخريج حافظات للقرآن الكريم في ثلاث سنوات، عاداً إياه من المشاريع الرائدة لصداه الواسع في البحرين.
وأكد أن منهج الدراسة في المشروع يرتكز على تدريب الطلبة على مهارة القراءة، والبدء بحفظ سور القرآن الكريم من الجزء الثلاثين والتدرج في ذلك حسب الخطة الموضوعة، مع التركيز على أداء الأحكام التجويدية وإتقانها، إضافةً إلى جملة من المعارف والآداب تحتاج إليها الطالبات في المشروع، لافتاً إلى أن المركز خرّج في ديسمبر الماضي 22 طالبة أتممن حفظ القرآن الكريم كاملاً في 3 سنوات.
وأضاف المفتاح أن الوزارة تسعى إلى توظيف التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة في تعليم القرآن الكريم، وتجاوز حدود المكان، وخدمة فئات من الناس لا تستطيع الانتظام في المراكز والحلقات، مشيراً إلى أن أعداد المصنفين ضمن الفئات تتزايد يوماً بعد يوم مع تزايد ضغوطات الحياة ومتطلباتها.
ونبه إلى أن إدارة شؤون القرآن الكريم دشنت أول مركز متكامل للإقراء الإلكتروني في البحرين، حيث ينتظم للتدريس فيه عدد من المعلمين والمعلمات من أصحاب الخبرة والكفاءة في تعليم تلاوة القرآن الكريم وحفظه.
واستدرك المفتاح «المركز لا يستقبل الطلاب بالطريقة التقليدية، ولا تتوفر فيه فصول دراسية، إذ يمكن للطالب الراغب في تعلم القرآن الكريم الاتصال بالمركز من هاتفه أو عبر أي برنامج من برامج المحادثة الإلكترونية Online Chat، لتخصص له دقائق معدودة (10 دقائق مثلاً) ليأخذ فيها درساً خصوصياً مع المعلم، وفي نهاية الحصة يسجل المعلم البيانات المتعلقة بتحصيل الطالب وتحديثها في سجله الدراسي».
وأكد أن النظام الدراسي في مركز الإقراء الإلكتروني يتشابه لحد كبير مع المعمول به في المراكز والحلقات القرآنية، ويمنح الدارس الذي يجتاز المتطلبات والاختبارات بنجاح نفس الشهادة الممنوحة لطلبة المراكز والحلقات القرآنية، لافتاً إلى أن الوزارة تعاقدت مع الشركة المزودة لخدمات مركز الاتصال الوطني، المرتبطة بشراكة استراتيجية مع هيئة الحكومة الإلكترونية، وتم الانتهاء من تنفيذ المشروع، ويجري حالياً تشغيله بصورة تجريبية قبل إطلاقه رسمياً.
وحول المسابقات القرآنية المنظمة من قبل الوزارة أو المشاركة فيها، قال وكيل الشؤون الإسلامية «تنظم في المملكة العديد من مسابقات القرآن الكريم المحلية، وتأتي بمقدمتها مسابقة البحرين الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره برعاية سامية من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وأكملت المسابقة القرآنية المباركة عامها العشرين، بعد تأسيسها سنة 1996 برعاية سامية من المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وبلغ عدد المشاركين بالمسابقة العام الماضي 1564 متسابقاً ومتسابقة غالبيتهم بحرينيين».
وأضاف أن الهدف الأسمى للمسابقة خدمة كتاب الله عزّ وجل والعناية به حفظاً وتلاوة وعلماً وعملاً، وحث الناشئة على حفظ كتاب الله عز وجل ومدارسه والعناية به، وتربية النشء على حقائق الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وعلى مبادئ الإسلام وشرائعه السمحة، إلى جانب تبني نوعية مميزة من حفظة كتاب الله وإعدادهم ليكونوا دعاة خير وعامل إصلاح في مجتمعهم وأمتهم، وتعزيز حضور البحرين في المسابقات الإقليمية والعالمية، والسعي لتحقيق مراكز متقدمة.
ولفت المفتاح إلى أن المملكة حققت خلال السنـــــــــوات العشـــــــــر الماضيـــــــــــة 2004 ـ 2014 عشرات المراكز المتقدمة في أكثر من 14 مسابقة دولية معظمها في حفظ القرآن الكريم. واستشهد بالنتائج المشرفة لمتسابقي ومتسابقات البحرين في مسابقات القرآن الكريم الدولية، حيث حقق متسابقو المملكة العام الماضي ثمانية مراكز متقدمة، أبرزها حصول المتسابقة إسراء حسام أبو العينين على المركز الأول في المسابقة الهاشمية الدولية للإناث في دورتها التاسعة لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره بالمملكة الأردنية الهاشمية في فرع حفظ 20 جزءاً من القرآن الكريم، فيما حاز المتسابق مصعب البوعركي على المركز الثالث في مسابقة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءته وتجويد تلاوته في دورتها الخامسة في فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً بالقراءات العشر الصغرى المتواترة.
وذكر أن إسهامات الشؤون الإسلامية وجهودها المميزة في هذا المجال، توجت بإطلاق مسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت (القارئ العالمي)، وهي مسابقة عالمية في تلاوة القرآن الكريم، يشارك فيها الراغبون من أي مكان بالعالم تتوفر فيه خدمة الإنترنت، حيث يدخل المتسابق على موقع المسابقة quran.bh ويسجل مقاطع فيديو لتلاوته، ثم تقيم لجنة تحكيم تلاوات المتسابقين عن بعد، وتفرز تلاواتهم عبر خمس مراحل.
وقال المفتاح إن خدمة القرآن الكريم وإظهار العناية الفائقة به، وتشجيع الناشئة والشباب على الإقبال على تلاوته وترتيله تأتي بمقدمة أهداف هذه المسابقة القرآنية العالمية الفريدة، وهي في الوقت ذاته تهدف لإبراز جهود البحرين في العناية بالقرآن الكريم على المستوى العالمي، وتعزيز جهود المملكة ومبادراتها المميزة في مجال الحكومة الإلكترونية، بعد أن أُسست المسابقة على قاعدة من الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص.
وأكد أن وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف هي صاحبة فكرة المسابقة والجهة المنظمة لها والمسؤول الأول عنها، مستدركاً «إلا أنه لولا الرعاية الرسمية الكريمة من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والشراكة التقنية من هيئة الحكومة الإلكترونية، والشراكة الإعلامية من هيئة شؤون الإعلام، لم تكن المسابقة لتتحقق على أرض الواقع، فضلاً عن انتشارها ونجاحها». ونبه إلى جهود عدد من مؤسسات القطاع الخاص في رعاية المسابقة ودعمها مادياً، ما أسهم في أن يصل عدد المشاركين بالمسابقة إلى 5 آلاف متسابق من 65 دولة، وفي ديسمبر الماضي أقيمت التصفيات النهائية والحفل الختامي للمسابقة برعاية كريمة من لدن عاهل البلاد المفدى، وشهدت حضوراً كبيراً، ونالت استحسان الجميع، وبادرت لتغطيتها إعلامياً عدد من القنوات الفضائية من خارج البحريـــــن.
وشدد على أن مسابقة القارئ العالمي بجانب كونها عملاً قرآنياً رائعاً، ومنتجاً إلكترونياً مميزاً، إلا أنها فوق ذلك كله تبرز الوجه الحضاري للبحرين، وتجسد تطلعاتها وطموحاتها في خدمة الإسلام والمسلمين.
وأوضح المفتاح أن إدارة شؤون القرآن الكريم تعكف حالياً على إعداد خطة شاملة للنسخة الثانية من مسابقة القارئ العالمي، وتدشينها بداية أبريل المقبل.
وقال إن الإدارة تبحث مع هيئة الحكومة الإلكترونية إمكانية استخدام تطبيق ذكي للهواتف وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، يمكن من خلاله إرسال مساهمات المتسابقين مباشرة، لتكون إضافة جديدة ضمن خيارات رفع التلاوات على موقع المسابقة الإلكتروني، بما يوفر على المتسابق والمحكم الوقت والجهد، إذ من شأن تنوع الوسائل أن يضاعف عدد المشاركات بالدورة الثانية للمسابقة، وإدخال لغات جديدة لمخاطبة مختلف الدول والجهات والأفراد، منها الروسية والفرنسية والصينية والأوردو إلى جانب العربية والإنجليزية.
وذكر أن وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقــــــاف والمجلس الأعلــــى للشــــؤون الإسلامية، تعاونا في إصدار مصحف البحرين بتوجيه كريم من جلالة الملك المفدى، وتابعت إدارة شؤون القرآن الكريم مراحل إصدار المصحف ابتداءً من الاختيار ثم المراجعة والتصحيح، ومروراً بالتصميم والإخراج الفني، وانتهاءً بالطباعة والتجليد، وطباعة وتوزيع مئات الآلاف من المصاحف في أفريقيا ضمن مشروع «مليون مصحف لأفريقيا» الذي تبنته هيئة شؤون الإعلام، ومازال العمل جارياً لاستكمال طباعة بقية الكمية.
وأكد أن «الشؤون الإسلامية» تحرص على تنظيم المؤتمرات والندوات والفعاليات القرآنية، وبمقدمتها المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم برعاية عاهل البلاد المفدى تحت شعار «المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم»، وتم تنظيمه بالتعاون بين وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي، ومؤتمر حوار الحضارات والثقافات برعاية عاهل البلاد المفدى، وبمشاركة أكثر من 500 شخصية من مفكرين وباحثين ورجال دين وعلماء، من داخل البحرين وخارجها.
وأوضح أن الوزارة أنفقت خلال العام 2014، أكثر من 3 ملايين دينار لإعمار وتشييد دور العبادة، وترميم وصيانة عدد من المساجد والجوامع والمآتم وصالات المناسبات، لافتاً إلى أن الوزارة أنفقت في غضون 10 سنوات ما يقارب 30 مليون دينار على بناء دور العبادة مناصفة بين المشاريع التابعة لإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية.
وأردف «تعزيزاً لمبدأ الشراكة المجتمعية والتكامل بين المؤسسات في قطاعيها العام والخاص، أحدث التعاون المستمر بين قسم شؤون الحج والعمرة بالوزارة وهيئة الحكومة الإلكترونية، نقلة نوعية في خدمات شؤون الحج والعمرة منذ 4 سنوات، بهدف تسهيل العلاقة بين البعثة وجميع الأطراف سواء الحملات أو الأطراف الأخرى المعنية بتخليص إجراءات الحج والعمرة، مثل وزارة الصحة والإدارة العامة للمنافذ بوزارة الداخلية، وساهم هذا النظام بخفض حجم الحاجة للمراجعة الميدانية لمتابعة أمور موسم الحج بنسبة 80%».
وبين المفتاح أن الوزارة تنظم العديد من البرامج والأنشطة التربوية والثقافية لطلبة وطالبات المراكز والحلقات القرآنية على مدار العام، سيما في إجازة الصيف والربيع، بهدف شغل أوقات الطلبة بما يعود عليهم بالخير والفائدة، وصقل شخصيتهم وتنمية الاتجاهات الإيجابية لديهم، ومشاركة عشرات القراء من خارج البحرين خلال شهر رمضان المبارك، ومن المقرر إنشاء معهد للقراءات، كنقلة نوعية في مسيرة عمل مراكز التحفيظ التي تزيد عن 35 عاماً.
وأضاف وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية أن إدارة الشؤون الدينية ومن خلال الوعظ الإرشاد وبهدف نشر الثقافة الإسلامية، تنظم العديد من الفعاليات الإرشادية وفق شراكات تكاملية مع وزارات التربية والتعليم والداخلية والصحة والتنمية الاجتماعية والهيئة العامة للشباب والرياضة، حيث تنظم الإدارة عدداً من البرامج والمسابقات الإرشادية لطلبة وطالبات مدارس وزارة التربية والتعليم من خلال ما يزيد على 20 واعظاً وواعظة، وتغطي البرامج أكثر من 72 مدرسة من مختلف المراحل الدراسية للجنسين بواقع 4 محاضرات يومياً، أي ما مجموعه 144 محاضرة في كل فصل دراسي.
وقال إن الوزارة تنظم برنامجاً إرشادياً لنزلاء مؤسسة الإصلاح والتأهيل ونزلاء دور الأحداث، وتعد برامج إرشادية خاصة لدور رعاية الوالدين وغيرها من المؤسسات التابعة لوزارة التنمية.
وتابع «لضبط مسار العمل الدعوي وتطوير الخطاب وفق نهج الوسطية والاعتدال، تشرف الوزارة بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على خمسة معاهد لتعليم العلوم الشرعية موزعة على محافظات المملكة».
وأضاف أن رعاية الناشئة والشباب من أهم أولويات الوزارة، من خلال مراكز رعاية الأجيال التابعة لإدارة الشؤون الدينية، حيث تشرف الإدارة على 15 مركزاً لرعاية الأجيال.
وأكد وكيل الشؤون الإسلامية على «ضبط مسار الخطاب ليكون خطاباً وسطياً معتدلاً بعيداً عن الغلو والتطرف، خطاباً يرتقي ويسمو بنا وبأعمالنا ويحقق وحدتنا ويعزز أواصر أخوتنا في مجتمعنا وأمتنا».