أعلنت جمعية السكري البحرينية بدء استعداداتها لاقامة مخيم شروق السادس عشر للأطفال المصابين بالسكري بين 12-14 مارس المقبل، بالتعاون الاتحاد البحريني لكرة القدم، بهدف توعية وتثقيف الأطفال المصابين بالسكري بكيفية التعايش بأمان مع هذا الداء، مشيرة إلى أن التحضيرات بدأت بتوجيه من رئيس المجلس الأعلى للصحة ورئيس مجلس إدارة جمعية السكري البحرينية الشيخ د. محمد بن عبدالله آل خليفة.
وقالت نائب رئيس جمعية السكري البحرينية د. مريم الهاجري إن «أهداف مخيم شروق غرس الثقة بالنفس وتدريب الأطفال على وسائل تخفيف حدة المرض والسيطرة عليه حيث يتم تعليمهم كيفية قياس السكر في الدم وكيفية أخذ جرعة الأنسولين وأماكن الحقن وتعليمهم كيفية اجتناب المضاعفات وخاصة هبوط وارتفاع السكر، وقيام الأطفال بكل الأنشطة التي يقوم بها الأطفال الغير مصابين بالسكري، والتعرف على أصدقاء جدد مصابين بنفس المشكلة».
وأضافت: «لا يقتصر العمل في المخيم على تثقيف الأطفال صحياً إنما تسعى الجمعية إلى غرس مبادئ المحبة والعمل المخلص ومبادئ المواطنة والانتماء، كما تسعى الجمعية إلى تعليم الأطفال وتدريبهم على المهارات الحياتية والتي تقوي شخصيتهم وتعزز ثقتهم بأنفسهم، وهذا هو دور ومهمة الجمعية، وهي أن تغرس في نفوس وقلوب أبنائنا وبناتنا مستقبل هذا الوطن هذه المبادئ والصفات لكي نجعلهم جيلاً صالحاً قادراً على تحمل المسؤولية في المستقبل».
وتابعت أن «الإصابة بمرض السكري آخذ في الازدياد بشكل كبير ولقد أصبح هذا المرض وباءً خطيراً، والأطفال والمراهقين ليسوا بمنأى عن هذا الوباء العالمي، فالنوع الأول من السكري المعتمد على الأنسولين ينمو بمعدل 3% سنوياً لدى كل من الأطفال والمراهقين وبنسبة 5 % بين الأطفال قبل سن المدرسة».
وأشارت الهاجري إلى أن «النوع الثاني من السكري غير المعتمد على الأنسولين والذي يصيب الكبار ينمو اليوم بشكل متزايد وخطير بين كل من الأطفال والمراهقين، وحيث إن الأطفال هم شباب الغد وأمل المستقبل، لذلك أولت جمعية السكري البحرينية هذه الفئة من المرضى اهتماما خاصاً، وبما أن الطفل المصاب بالسكري لكي يتمتع بصحة جيدة وحياة سعيدة يحتاج إلى رعاية طبية وصحية ولا بد من رفع وعيه الصحي من خلال تثقيفه لكي يعيش بأمان مع داء السكري».
وأكدت أن «الوعي الصحي من أهم عوامل نجاح أي علاج وخاصة الأمراض المزمنة ومنها السكري فقد دلت كل الدراسات والبحوث أن أفضل وسيلة للتعليم تأتي من خلال المخيمات الكشفية للأطفال المصابين بالسكري إذ إنه ومن خلال تواجدهم في المخيمات ترتفع معنوياتهم وثقتهم بأنفسهم، وما يلبث أن يزول ذلك القلق الذي ينتابهم ويتلاشى شعورهم بأنهم أقل من زملائهم غير المصابين بالسكري ومن ناحية أخرى فإن اختلاطهم بزملائهم المصابين بنفس المشكلة يعزز إرادتهم ويقوي عزيمتهم وصداقتهم ويساعدهم على تفهم مرضهم».
وأوضحت أن «جمعية السكري تبنت فكرة إقامة مخيم سنوي للأطفال المصابين بالسكري لتثقيف وتعليم الأطفال وتعزيز الثقة بأنفسهم ولا يقتصر دور الجمعية على ذلك، بل إنها تسعى إلى تعزيز ثقة أولياء الأمور بأبنائهم المصابين بالسكر بأنهم قادرين على التعايش بأمان مع مرضهم كذلك يزول الخوف والقلق الذي ينتاب الوالدين من الابتعاد عن أبنائهم المصابين بالسكر».
وعن خطة المشروع ومتابعة تنفيذه، قالت الهاجري إنه «تم تشكيل لجنة عليا برئاسة رئيس مجلس ادارة الجمعية وينبثق من هذه اللجنة لجان عدة للتحضير والتنظيم للمخيم ويحدد مهام كل لجنة ووواجبات أعضائها ( لجنة الموارد المالية- اللجنة الصحية- لجنة التغذية- لجنة السكرتارية و الخدمات- لجنة البرامج الترفيهية الرياضية والفنية- لجنة العلاقات العامة والاعلام) وتضم هذه اللجان عدد من المتطوعين ما يقارب 60 شخص وأكثر، وتحديد موعد ومكان المخيم وكذلك رعاية المخيم من قبل اللجنة العليا، وتسجيل الأطفال المشاركين بالمخيم من خلال توزيع استمارة خاصة بالتسجيل ويحدد أعداد المشاركين وأعمارهم».
وأضافت أنه تم «اختيار الطاقم الصحي من أطباء وممرضين وممرضات وأخصائي تغذية للمشاركة في المخيم، وعدد من الأطفال المصابين بالسكري الشباب منهم ويشاركون بالمخيم كفادة ومساعدين للطاقم الصحي، ودعوة الأطفال المصابين بالسكري من دول مجلس التعاون وترسل خطابات لجمعيات السكري في دول المجلس مرفق مع استمارات التسجيل ومتطلبات المشاركة مع توضيح العدد المشارك والمرافقين، واعداد البرنامج اليومي للمخيم والذي مدته ثلاثة أيام والتحضير لكل مستلزمات المخيم الصحية والخدماتية وتوفيرها، وعقد لقاء لأولياء الأمور والأطفال المشاركين بالمخيم من خلاله يتم تعريف أولياء الأمور بالمخيم وأهدافه والبرامج المقدمة بالمخيم والمتطلبات اللازمة للمخيم مع تقديم عرض تلفزيوني (فيلم عن المخيم) ويتم الإجابة على جميع أسئلة واستفسارات أولياء الأمور».
وأكدت الهاجري أنه «تمت إقامة ورش عمل للفريق الصحي المشارك في المخيم من خلاله يتم توضيه كل المهام والواجبات المنوطة لهم وشرح تفصيلي عن كيفية التعامل مع السكري وخاصة عند حدوث المضاعفات كهبوط أو ارتفاع السكري, مع تقديم حقيبة علمية وصحية لكل ممرض وممرضة، ووضع برنامج تغذوي صحي بالتعاون مع اخصائيي التغذية بوزارة الصحة والاتفاق مع متعهد لتوفير الوجبات بالمخيم بناء على البرنامج التغذوي مع تسليمه قائمة الأكل وعدد الوجبات وأنواعها ومواعيدها، تنظيم حفل ختامي للمخيم مع دعوة كبار الشخصيات وأولياء الأمور والأطفال المشاركين بالمخيم والطاقم المشارك ويتم تكريم الرعاة».
وأردفت أنه «أثناء المخيم يتم توزيع الأطفال والممرضيـــن والمساعديـــن بالمخيم بحيث يكون لكل طفلين ممرض ومساعد ويتم التزام الجميع ببرنامج المخيم اليومي وما يتضمنه من برامج توعوية وترفيهية وأوقات الراحة والصلاة والطعام والنوم...الخ حسب البرنامج، وفي نهاية المخيم يتم توزيع استبانة تقييم المخيم كما يقام حفل ختامي للمخيم يتم دعوة أولياء الأمور والأهل ويتم توزيع الشهادات والهدايا على جميع المشاركين وأخذ صور تذكارية بعدها يتم تسليم الأطفال إلى أولياء أمورهم بعد حفل ختام المخيم أو توصيلهم الى أهاليهم».
وعن الجهات المشاركة في المخيم، قالت إنه «يشارك عدد من المؤسسات الحكومية والأهلية في المخيم مثل وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ومستشفى قوة دفاع البحرين ومستشفى الملك حمد وعدد من الجمعيات الأهلية والمراكز التخصصية والشركات وتكون المشاركـــة من خلال المتطوعين أو من خلال تقديم البرامج التثقيفية والترفيهية أو الدعم بتوفير الأجهزة والمستلزمات الصحية والاسعاف».
واضافت أن «هذا العام هناك مشاركة ودعم من قبل الاتحاد البحريني لكرة القدم باستضافتهم المخيم وتقديم الدعم بالاضافة الى لجنة شجرة طيبة التابعة الجمعية البحرينية لتنمية المرأة التي تنظم يوماً ترفيهياً للأطفال كعادتها السنوية وفندق الريجنسي حيث سيتكفل بالتغذية اليومية للمشاركين بالمخيم».
وأكدت أن «مخيم شروق حقق أهدافاً كثيرة ليس للأطفال والطاقم الصحي فحسب بل لأولياء الأمور لأنهم شعروا بأنهم قادرون على منح الثقة لأولادهم وحثهم على المشاركة في المخيم عدة أيام بعيداً عن أعينهم، حيث إن معظم أولياء الأمور يشعرون بالخوف والقلق من ترك أبنائهم المصابين بالسكري ولو ليلة واحدة خارج البيت ظناً منهم أنهم ليسوا قادرين على العيش بأمان خارج المنزل واحتمال تعرضهم لمشاكل صحية بسبب السكري».
وتابعت أن «كثيراً من الآباء والأمهات وكذلك الأطفال يطالبون الجمعية بأت تشاركهم سنوياً بالمخيم والأهم من ذلك أن الأطفال قد تحسن مستوى السكر لديهم وأصبحوا قادرين على قياس السكر بالدم وأخذ جرعات الأنسولين وحقنها بالأماكن الصحيحة بأنفسهم كما أصبحو قادرين على حساب الكربوهيدرات بالأطعمة ومعرفة الأغذية الصحية ومكوناتها».
وشددت على أن «جمعية السكري البحرينية تفتخر كونها أول جمعية خليجية تنظم هذا المخيم السنوي حيث بدأ المشروع في سنة 1997م وقد تمت إقامة خمسة عشر مخيماً حتى الآن شارك فيها أكثر من 800 طفل وطفلة من البحرين ومن دول مجلس التعاون».