عواصم - (وكالات): دعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرار «تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة» يتضمن إجراءات عملية عاجلة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين اللذين يهددهما استمرار الانقلاب على الشرعية في اليمن ورفض ما يسمى بـ (الإعلان الدستوري)، داعين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للانعقاد عاجلاً على مستوى وزراء الخارجية لاتخاذ قرار لرفض الانقلاب الحوثي وكل ما يترتب عليه.
في الوقت ذاته، تزداد عزلة البلاد مع تعزيز ميليشيات المتمردين الحوثيين الشيعة سيطرتهم على صنعاء، بينما تواصل الدول العربية والغربية غلق سفاراتها في اليمن نتيجة التدهور الأمني.
وأعلنت الإمارات العربية المتحدة وإسبانيا وتركيا وهولندا تعليق أنشطة سفاراتها في العاصمة، بعد انقلاب الحوثيين على السلطات الشرعية، وانضمت إلى السعودية ودول أوروبية عدة. وأغلقت سفارة اليابان بصنعاء، القسم القنصلي خشية الأوضاع الأمنية.
ميدانياً، أعلن مسؤولون محليون مقتل 40 حوثياً وأسر آخرين في اشتباكات مع رجال قبائل سنية ومسلحين من تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء الجبلية الجنوبية. وتظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين في عدد من المدن ضد حكم الحوثيين الذين أطلق مسلحوهم النار على محتجين في إب وسط البلاد فأصابوا 6 حسبما أفاد مسعفون.
وأكد، وزراء خارجية دول مجلس التعاون خلال اجتماع الدورة «41» الاستثنائية المستأنفة للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لمتابعة آخر التطورات والمستجدات الخطيرة في الجمهورية اليمنية الشقيقة، أمس في مدينة الرياض بمشاركة وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامة وصحة رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي، ورئيس الوزراء خالد بحاح، والمسؤولين وإطلاق سراحهم، ودعم استئناف عملية الانتقال السلمي للسلطة في اليمن وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتطبيق قرار مجلس الأمن 2140 (2014) الصادر تحت الفصل السابع من الميثاق بشأن إيقاع العقوبات على من يعرقل عملية الانتقال السلمي للسلطة. وجددوا، في بيانهم الصادر عن الاجتماع، إدانتهم ورفضهم المطلق للانقلاب الحوثي وكل ما يترتب عليه.
وأضاف البيان «من منطلق حرص مجلس التعاون على أمن اليمن واستقراره ووحدته، ووقوفه إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، ورفضه للإجراءات الأحادية الجانب من جانب الميلشيات الحوثية، فقد أكد المجلس الوزاري دعم السلطة الشرعية، مديناً استمرار احتجاز رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور، ورئيس الوزراء خالد بحاح، وعدد من المسؤولين من قبل الميلشيات الحوثية، مطالبين بإطلاق سراحهم فوراً».
وأعرب المجلس عن دعمه لجهود كافة القوى اليمنية التي تسعى بطرق سلمية، ودون استخدام العنف والتهديد، لاستئناف العملية السياسية وفقاً لمرجعية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، بما في ذلك إقرار الدستور والترتيب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وبناء الجيش والأمن ومؤسسات الدولة على أسس وطنية، رافضاً ما يسمى بالإعلان الدستوري للميلشيات الحوثية. وأكد المجلس رفضه لكافة الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة ومحاولة تغيير مكونات وطبيعة المجتمع اليمني، داعياً الحوثيين إلي وقف استخدام القوة والانسحاب من كافة المناطق التي يسيطرون عليها وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، والانخراط في العملية السياسية.
وشدد البيان علي أن دول المجلس تتطلع إلي أن تفضي الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة إلي اتفاق كافة الأطراف في اليمن للخروج من هذا المأزق وذلك استناداً إلي أسس المحافظة علي الشرعية واستئناف العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وفي حال عدم الوصول إلي اتفاق علي ذلك فسوف تتخذ دول المجلس الإجراءات التي تمكنها من الحفاظ علي مصالحها الحيوية في أمن واستقرار اليمن ومساعدة الشعب اليمني الشقيق للخروج من هذه الأحداث الخطيرة، وبما يحافظ علي أمن اليمن واستقراره ووحدته، وأمن واستقرار المنطقة.
وقال مسؤولون محليون إن 26 شخصاً قتلوا في اشتباكات بين المتمردين الحوثيين الشيعة ورجال قبائل سنية يقاتلون مع مسلحي تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء الجبلية الجنوبية، فيما أعلنت الإمارات العربية المتحدة ودول غربية تعليق أنشطة سفارتيهما في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وتظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين في عدد من المدن ضد حكم الحوثيين الذين أطلق مسلحوهم النار على متظاهرين في بلدة إب وسط البلاد فأصابوا 4 حسبما أفاد مسعفون.
وقالت وزارة خارجية الإمارات إنها قررت تعليق أعمال سفارتها في صنعاء وإجلاء دبلوماسييها بسبب تدهور الوضع الأمني في البلاد.
من جهتها، أعلنت إسبانيا أنه «نظراً للوضع الأمني الراهن وعدم الاستقرار في صنعاء، قررت وزارة الخارجية تعليق أنشطة السفارة الإسبانية مؤقتاً في اليمن» بحسب بيان صادر عن الوزارة.