عواصم - (وكالات): فيما كشفت تقارير معلومات جديدة حول مجزرة «تشابيل هيل» التي ارتكبها المسلح الأمريكي الملحد كريغ ستيفن هيكس بحق الطلاب المسلمين الثلاثة الأمريكيين من أصل عربي، ضياء بركات، وزوجته يسر أبو صالحة وشقيقتها رزان، دان الرئيس الأمريكي باراك أوباما القتل الوحشي للمسلمين الثلاثة بأيدي رجل معاد للأديان في تشابيل هيل في ولاية كارولاينا الشمالية جنوب شرق البلاد، بينما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بذكرى الطلاب الأمريكيين المسلمين.
وتفيد التقارير أن هيكس تعارك مع الفلسطيني السوري الأصل ضياء بركات، «23 عاماً» وانتهى بسيطرته عليه، فقتله بعدها، وقتل زوجته يسر أبو صالحة، «21 عاماً»، وهي أردنية الأصل كان عمرها 6 أشهر حين هاجرت وعائلتها إلى الولايات المتحدة، ثم قتل شقيقتها رزان «19 عاماً».
وقالت الشرطة إن القاتل كان «ثكنة نقالة» تقريباً، حيث عثرت في بيته حين فتشته بعد 3 ساعات من ارتكابه لجريمته الثلاثية عصر الثلاثاء الماضي، على 13 قطعة سلاح، إضافة للمسدس الذي أطلق منه 8 رصاصات على ضحاياه، وكان بحوزته حين سلم نفسه للشرطة بعد ساعة من المجزرة، وبدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «إف بي آي» يحقق في ملابساتها أيضاً.
وعبر التشريح ظهرت علامات واضحة من أثر العراك على وجه ضياء، وهو طالب سنة ثانية بطب الأسنان في جامعة الولاية التي ولد فيها قبل 23 سنة، وتزوج قبل 3 أسابيع فقط. ومن العلامات رضوض وكدمات بدت على وجهه، وأثر لضربة عنيفة، يبدو أنها كانت بكعب المسدس عيار 38 على فمه، لأنها كسرت بعض أسنانه الأمامية.
وقالت والدة ضياء، ليلى فناري بركات، وهي من إدلب في سوريا في حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي «ضياء مات شهيداً يدافع عن بيته وعرضه وشهادة الإسلام في يده، ضياء مات من 3 أيام ولا يصدر عنه أي رائحة كريهة وتحريكه سهل، لا ينطبق عليه خواص الميت العادي من الرائحة الكريهة والتصلب».
واتضح أن ضياء كان أول الضحايا، لأن جارته ذكرت للشرطة أنها سمعت صراخ فتيات بعد دقيقتين من صوت إطلاق النار، ولم يكن الصوت سوى من 3 رصاصات سددها هيكس في رأسه وصدره، طبقاً لما كشف التشريح، وبعدها استفرد بزوجته وشقيقتها، فقتلهما بخمس رصاصات، ولاذ بالفرار الى أن سلم نفسه بعد ساعة، وبحوزته أداة المجزرة.
وقال أوباما في بيان للبيت الأبيض «لا أحد في الولايات المتحدة يجب أن يكون هدفاً لما يشكل في ذاته أو لمظهره أو لطريقة ممارسته إيمانه».
ويواجه الرئيس الأمريكي انتقادات لتأخره في التعليق على مقتل الشبان الثلاثة.
وشارك آلاف الأشخاص في تشييع الطلاب المسلمين الثلاثة. كما شارك آلاف في تجمع على ضوء الشموع في المدينة لتكريم الطلاب الضحايا والتنديد بعدم التسامح والمطالبة بتحقيق معمق.
وأطلق ضياء بركات، قبل فترة حملة لجمع تبرعات لمساعدة اللاجئين السوريين بلغت قيمتها 335 ألف دولار أي أضعاف هدفها المحدد أصلاً بـ 20 ألف دولار.
من جهتها، أوضحت السفارة الأردنية في واشنطن في بيان أن الشقيقتين رزان ويسر أبو صالحة تحملان الجنسيتين الأمريكية والأردنية.
وأضافت أن سفيرة الأردن في الولايات المتحدة علياء بوران التقت عائلتي الطلاب ووصفت قتلهم «بالمأساة المروعة والخسارة الفادحة».
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بإشراك محققين فلسطينيين في الحادث. وأضافت أنها «تدين بشدة الجريمة التي راح ضحيتها الفلسطينيون الثلاثة يسر محمد أبو صالحة وزوجها ضياء شادي بركات الذي يحمل وثيقة سفر سورية وشقيقتها رزان على يد أمريكي متطرف وعنصري حاقد». وفي نيويورك، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالطلاب الثلاثة. وقال المتحدث ستيفان دوجاريك إن بان «تأثر إلى حد كبير» بتظاهرات الحداد في الولايات المتحدة والعالم ويوجه «أصدق تعازيه» إلى عائلتي يسر أبو صالحة ورزان أبو صالحة وضياء بركات و«المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها».
وتابع المتحدث «في مرحلة من التوتر المقلق، يؤججه أولئك الساعون إلى تشويه تعليم الديانة وزرع التفرقة، يمثل هؤلاء الشبان الثلاثة أفضل قيم المواطنية العالمية والتعاطف القوي من أجل بناء عالم أفضل للجميع».