?80 من الأطفال المصابين بالسرطان يقيمون
في البلدان النامية
السرطان السبب الرئيس للوفاة بعد الحوادث
بين الأطفال والمراهقين
90 ألف حالة وفاة سنوياً تسجلها الإحصاءات العالمية لسرطان الأطفال
75 ? من حالات السرطان بمرحلة الطفولة قابلة للشفاء بالعلاج الحديث
سرطان الأطفال يشكل ?1 من جميع حالات السرطانات لكل الأعمار
السرطان يصيب 10 آلاف طفل تقل أعمارهم
عن 15 عاماً في أمريكا
الاحتفال العالمي بيوم 15 فبراير لسرطان
الأطفال يرفع الوعي بالمرض


قالت استشاري طب الأطفال وأمراض الدم والأورام بمجمع السلمانية الطبي د.خلود السعد، أنه تم تشخيص نحو 366 طفلاً مصاباً بالسرطان خلال العشرين عاماً الماضية بالبحرين، بين عامي 1994 و2014.
وأشارت إلى، أنه رغم أن سرطان الأطفال يعتبر من الأمراض النادرة، إلا أنه يشكل 1? من جميع حالات السرطانات التي يتم تشخيصهـا لكل الأعمار، ويعد من أهـم أسبــاب الوفيــات في الأطفال حتى في البلدان المتقدمة بعد الحوادث.
وأضافت، د.خلود، في ذكرى اليوم العالمي لسرطان الأطفال الذي يوافق 15 فبراير من كل عام، أن شعار هذا العام هو «تحسين فرص الحصول لرعاية أفضل للأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان في كل مكان، مبينة، أنه رغم أن سرطان الطفولة يعتبر من الأمراض النادرة، فهو يشكل 1? من جميع حالات السرطان التي يتم تشخيصها لكل الأعمار، إلا أنه من أهم أسباب الوفيات في الأطفال حتى في البلدان المتقدمة بعد الحوادث.
وقالت، إنه في كل عام يصيب مرض السرطان 10 آلاف طفل تقل أعمارهم عن 15 عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية، أما محلياً في البحرين، فالإحصائيات لدينا تشير إلى أن عدد الأطفال أقل من 15 سنة الذين تم تشخيصهم بالسرطان بين عامي 1994 و 2014 هو 366 حالة على الأقل.
رفع الوعي
وذكرت د.خلود، أنه عالمياً يتم الاحتفال بيوم 15 فبراير من كل عام، كيوم عالمي لسرطان الأطفال، لرفع مستوى الوعي عند الجميع لخطورة المرض وطرق التشخيص والعلاج، وهذا العام، هناك رسالــة واحــدة تقــول إن هدفنا النهائي هو تحسين فرص الحصول على رعاية أفضل للأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان، في كل مكان.
ولفتــت د.خلـــود، إلـــى أن جميـــع الأطفــال المرضى بما في ذلك المصابين بالسرطان يستحقون أقصى جهودنا لإطالة وتحسين نوعية حياتهم، موضحة أن تلك الجهود تستلزم العمل سوياً مع أهالي المرضى والمؤسسات الحكومية، وكذلك المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاع رجال الأعمال، والقطاع الخاص لجعل سرطان الأطفال من أولويات الصحة العامة، كل ذلك يمكن أن يحدث فرقاً بالنسبة لهؤلاء الأطفال الذين خلاف ذلك لن يكون لهم أي أمل في المستقبل.
وحددت د.خلود، 8 أسباب توجب أن يكون سرطان الأطفال أولوية عالمية لصحة الطفل، السبب الأول منها: لأن الإحصائيات لا تروي القصة بأكملها، فوفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية WHO يتم تشخيص ما يقدر بنحـــو 176000 - 200000 حالـــة سرطـــان أطفال جديدة كل عام في جميع أنحاء العالم، وتلك تقديرات قد تكون أقل بكثير من الواقع والسبب هو عدم وجود سجلات دقيقة لدي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وربما يموت الأطفال المصابون بالسرطان في هذه البلدان دون تشخيص ودون التبليغ عنهم، ودون تسجيلهم، ويقدّر الخبراء والباحثون أن نحو 80 ? من الأطفال المصابين بالسرطان يقيمون في البلدان النامية، أما السبب الثاني: لأن سرطان الأطفال ليس له حدود، فالسرطان هو أحد أهم أسباب وفيات الأطفال مع ما يقدر بـ 90000 حالة وفاة سنوياً في العالم، وهو يمثل السبب الرئيس للوفاة الناجمة - بعد الحوادث والإصابات - بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 - 14 سنة في البلدان مرتفعة الدخل، وفي عدد متزايد من البلدان المتوسطة الدخل، وفي حين أن نسبة الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية انخفضت لحد كبير بجميع أنحاء العالم، فإن الوفيات بسبب سرطان الأطفال آخذة في الازدياد، ويعتقد معظم خبراء الصحة العامة أن هذا المعدل هو مدعاة للقلق.
قابل للشفاء
وفيما يتعلق بالسبب الثالث لأهمية أن يحتل سرطان الأطفال مكانة متقدمة وأولوية صحية عالمياً، قالت د.خلود، إنه مرض قابل للشفاء، إذ إن أكثر من 75? من حالات السرطان في مرحلة الطفولة قابلة للشفاء مع العلاج الحديث، ويشكّل ذلك زيادة مثيرة للإعجاب منذ منتصف السبعينات، عندما كان معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات يقارب 60%، بيد أن معدلات البقاء على قيد الحياة تختلف تبعاً لنوع السرطان وعوامل مثل وضع البنية الأساسية للنظام الصحي في بلد ما، والثقافة الطبية والظروف الاجتماعية والاقتصادية. وفي البلدان ذات الدخل المنخفض حيث الحصول على الرعاية الصحية محدود وصعب للغاية، تكون معدلات البقاء على قيد الحياة منخفضة وتصل إلى أقل من 20 % مما يعني أن طفلاً إلى طفلين فقط من أصل 10 أطفال مصابين بالسرطان ويلقون العلاج سيبقون على قيد الحياة، وعلى العكس، في البلدان المرتفعة الدخل، يمكن أن تصل معدلات البقاء على قيد الحياة إلى 80 % مما يعني أن طفلاً واحداً فقط أو اثنين من 10 أطفال مصابين بالسرطان ويلقون العلاج سيموت، لافتة إلى، أن من أهم أسباب هذا التباين الكبير، عدم كفاية المعرفة وضعف الوعي بالعلامات المبكرة وأعراض سرطان الأطفال بين العاملين في مجال الصحة وفي المجتمع، والتشخيص المتأخر أو التشخيص الخاطئ، إضافة إلى غياب وضعف نظم الإحالة لمراكز أو وحدات علاج الأورام، وصعوبة الحصول على الرعاية والعلاج، وارتفاع تكاليف العلاج والأدوية، وضعف الأنظمة الصحية وضعف الموارد الصحية، والتخلي أو رفض العلاج قد يكون مسؤولاً عن ثلث الفجوة بين البلدان المتقدمة والنامية، فضلاً عن ضعف الإحصاءات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، أما السبب الرابع: فلأن وفاة واحدة هي كثيرة جداً: فلايزال عدد كبير من الأطفال والمراهقين يموتون من السرطان في جميع أنحاء العالم كما لاتزال الكثير من العلاجات الفعالة لأنواع معينة من السرطان غير متوفرة في العديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل وحتى في بعض الدول المتقدمة، في حين أن السرطان في الأطفال هو جزء صغير من عبء السرطان العالمي، لكنه للأطفال وأسرهم هو الفرق بين الحياة والموت.
تطوير الأدوية
وذكرت د.خلود، أنه في حين حدث تقدم كبير في تطوير الأدوية والعلاج لأمراض السرطان لدي الكبار، فإن تطوير أدوية وعقاقير مضادة لسرطان الطفولة لايزال متخلفاً، فالأطفال والمراهقون المصابون بالسرطان مازالوا يعانون من العلاجات القاسية التي تسبب مشاكل صحية وتحديات على مدى الحياة، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، وفي حين وافقت إدارة الأغذية والأدوية على 88 دواء جديد لعلاج سرطان الكبار منذ يناير عام 2000، لم توافق سوى على 3 أدوية لدى لفئة العمرية للأطفال، وهذا السجل الفقير في تطوير الأدوية المضادة لسرطان الأطفال يشير لقلة الاهتمام لعلاج هؤلاء الأطفال، أما السبب الخامس: لأن الأطفال هم مستقبلنا ويستحقون إعطاءهم فرصة ليعيشوا حياتهم بكل ما فيها، فالأطفال والمراهقون الأصحاء يساهمون في بناء مجتمعات منتجة ومستدامة ودول متقدمة، وكل طفل نخسره نكون قد خسرنا مساهماً لمستقبل بلده، أما السبب السادس: فيجب ألا يواجه أي طفل أو أسرة السرطان بمفردهم: فلا ينبغي أن تضطر أية أسرة الاختيار بين توفير الطعام، وإرسال الطفل إلى المدرسة أو طلب علاج الطفل من مرض السرطان. لكن للأسف، وبسبب ارتفاع تكاليف علاج السرطان فتشكل هذه الأمور خيارات صعبة على عائلات الأطفال المصابين بالسرطان في كثير من الأحيان في بلدان الدخل المحدود. أما في البلدان المتقدمة، فإن أسر الأطفال المصابين بالسرطان، التي ليس لها غطاء تأمين كاف تواجه أيضاً نفس هذا العبء.
أسعار معقولة
وحول السبب السابع، لأولوية سرطان الأطفال عالمياً، فأوضحت د.خلود، أن ذلك يرجع إلى أن الوصول إلى رعاية أفضل وإلى أدوية ذات نوعية جيدة وبأسعار معقولة يمكن أن تساعد في وقف الموت، وقد وثقت برامج سرطان الأطفال المنفذة بعناية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تحسينات بنسبة 30% في معدل البقاء على قيد الحياة خلال أقل من عقد من الزمان، وهناك استراتيجية فعالة أخرى وهي برامج التوأمة وهي عمل شراكة مستدامة مع مراكز ممتازة في الدول المتقدمة أو الدول الأخرى ذات الدخل المتوسط مع قدرات متقدمة، واستثمار متواضع من التمويل، والتوجيه، والتدريب في الدول محدودة الدخل، وكل ذلك يكمل بفعالية الجهود لتحسين التغطية الصحية والجهود الوطنية لمكافحة سرطان الأطفال، أما السبب الثامن: لأن الوصول إلى أفضل رعاية ممكنة للأطفال المصابين بالسرطان هو حق من حقوق الإنسان الخاصة بهم، وليس مجرد امتياز، فيستحق كل طفل، في أي مكان في العالم، أفضل علاج ممكن ورعاية. فقبل 30 عاماً وجهت الأمم المتحدة نداء، «الصحة للجميع، ورغم ذلك لايزال سرطان الأطفال مرضاً مهملاً ومهمّشاً، وتلك كانت رسالة اليوم العالمي لسرطان الأطفال لهذا العام.
وخلصت د. خلود إلى، أنه وحدنا لا يمكننا أن نحدث فرقاً ولكن عندما تتضافر الجهود معاً سوف يخلق التغيير ويمكن أن تساعد في تحقيق حياة أفضل للأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان، والناجين منه وعائلاتهم.