كتب - إبراهيم الزياني:
شدد رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني، على «ضرورة الوقوف أمام الدول التي تضمر الشر إلى شعوبنا العربية، إذ عرفت كيف تدخل لنا وتزرع الفتن بين الشعب الواحد، فكانوا في السابق يغزوننا بالجيوش كما حصل بالخمسينات في السويس، الآن ما عادوا بحاجة إلى خسارة قطرة دم واحدة، عرفوا الضعف الموجود في الأمة الإسلامية، وهي الدخول من باب الطائفية».
وأضاف «للأسف عشنا ذلك الواقع بالمملكة، وتعيشه كثير من دول المنطقة، وهو ما يسعى له الغرب عبر الاستعمار الحديث، وما يطلق عليه شعار الفوضى الخلاقة»، لافتاً إلى أن «95% من الجمعيات الحقوقية في الخارج، أوكار لإضعافنا وتشتيتنا وخلق الفتن». وأكد الظهراني -خلال اللقاء الإعلامي البرلماني الرمضاني، الذي نظمته جمعية الصحفيين البحرينية بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس النواب- أهمية المصارحة والمكاشفة، والكلمة المسؤولة التي تجمع ولا تفرق، في ظل ما مرت به المملكة من أحداث، أحدثت شرخاً مؤلماً يعيشه المجتمع البحريني، مشدد على أهمية الكلمة المخلصة لإعادة اللحمة الوطنية، وطننا اليوم بحاجة إلى لم الشمل، وإعادة تماسك وحدتنا، وبوعي شعب البحرين، ودور الصحافة، سيعود الترابط بين الشعب الواحد. وأشاد الظهراني «بدور الصحافيين في كشف الحقائق ووضع النقاط على والحروف، وتخطئة المخطئ، وهذا ما نحتاجه من مصارحة ومكاشفة»، واعتبر ما يتداوله البعض، حول مشاركة النواب في حوار التوافق الوطني «نوع من المزايدة، إذ إن النواب اختيروا من الشعب، ويمثلون شريحة كبيرة من المواطنين»، مستغرباً رفض البعض وجودهم في الحوار.
وأشار إلى أن «الثقافة البرلمانية جديدة علينا، والفهم فيها منقوص، إذ لا يقتصر دون المواطن على التصويت لمرشحه، بل مطالب بمتابعته ونصحه وتوجيهه، وعندما نشعر أن من أوصلنا يتابعوننا وينتقدوننا، ستتغير العطايا». وأوضح أن من ظواهر نقص الثقافة البرلمانية، «إيصال المرشحين حسب الطائفة أو المحسوبية أو العائلة، إذ لم نصل مرحلة التصويت إلى شخص لثقتنا به، مهما تكن الطائفة التي ينتمي لها» معتبراً أنه «عندما نصل إلى هذه المرحلة، ستكون مجالسنا بالمستوى الذي نتمناه».
وقال الظهراني، إن «الإعلام في المملكة، ظل مغيباً لسنوات، والمعارضة عملت لفترة وكونت علاقات واسعة في جميع برلمانات العالم، حتى الكونغرس الأمريكي، اللوبي الأكبر فيه لإيران»، ودعا ألا يقتصر دور سفارات المملكة في الخارج على استقبال وتوديع ومراسيم عادية، إذ يجب أن يكون فيها نفس إعلامي على مستوى، يجيد اللغة والحوار ويستطيع أن يدخل إلى الجمعيات واللوبيات، ويكون له تأثير ونشاط، إذ أن الساحة كانت خالية للمعارضة، واستغلوا ذلك بالإساءة للبحرين».
وبين وجود اهتمام اليوم بتلك الأمور، وتعديل بعض السفارات، بتوظيف بعض الإعلاميين، واليوم الصورة بدأت تتغير»، واستدرك الظهراني «ألا أن القضية لا تقتصر على الإعلام والبرلمانات، إذ هناك حكومات لها دور، وهي غير واضحة، وللأسف دول كنا نعتقد أنها صديقة، وقلت مرة للسفير الأمريكي عند زيارته لي، وهي وحيدة ومن بعدها لم يأتيني، كان البدوي الغير متعلم في الجزيرة العربية، يسمي الأمريكي «صديقي»، وذكرت له أن الموقف الأمريكي تغير، وحكومتنا في البحرين تعرضت لكثير من المواقف من أقرب الناس لها بسبب تسهيلات لسفينة الإمداد الأمريكية في ميناء سلمان، وصبرنا على أذى البعثيين واليساريين واليمينيين في الخمسينيات، ولم نفرط في الأمريكان، وكانت العلاقة طبية، أنتم من فرطتم بنا، وزير الخارجية الأمريكية السابقة حاربت المملكة بتهم كاذبة وملفقة تحت مسميات حقوق الإنسان، وللأسف هناك من انساق خلفها، واتضح أن 95%، إذا لم يكن أكثر، من الجمعيات الحقوقية في الخارج، ما هي إلا أوكار لإضعافنا وتشتيتنا وخلق الفتن.
وتطرق الظهراني لارتباط أحزاب في البرلمانات العالمية بسياسات دول أو هيمنة نشطاء، وبين «كنت مدعو لزيارة دولة من أكبر الاقتصاديات بأوروبا، وأتتنا برقية منهم تأجل الزيارة، عرفت فيما بعد أن ذلك تم بضغوط من أحزاب موجودة في تلك الدولة عبر نشطاء بالبحرين، وكان لدينا وفد آخر في جنيف، والمشاركين أعجبهم موقف من إحدى النائبات في مجلس برلماني أوروبي، وبنية طيبة من أحد المشاركين بالوفد، لما عاد إلى المملكة أشاد بها، خلال ساعة اتصلت به، وقالت له أنت ذبحتني أنت حرقتني لماذا تذكر اسمي؟»، وأضاف «المشكلة في تلك لبرلمانات، وكثير من النواب، سواء من الاتحاد البرلماني الدولي، أو الدول التي تربطنا معهم علاقات وصدقات، النائب مرتبط بحزبه، الذي يريد أن يكون له أصوات، وهناك دول مهيمنة ونشطاء يتدخلون في عملهم وسياساتهم».
دور وطني للصحافيين
وأشاد الظهراني بالدور الوطني والمخلص للصحافيين إبان ما مرت به المملكة من أحداث مؤسفة، وقال «كان لكم دور وطني مخلص وشجاع، وهذا ما نحتاجه من الكلمة المسؤولة، التي تخدم وتجمع ولا تفرق»، وأردف «ما مرت به المملكة ليس بالأمر السهل أو البسيط، وكنت دوماً على المستوى، وساهمتهم في كشف الحقائق ووضع النقاط على والحروف، وتخطئة المخطئ، وهذا ما نحتاجه من مصارحة ومكاشفة، وستظل المملكة بوحدة أهلها وشعبها».
وأشار الظهراني، إلى أن من تبعات وتأثيرات أحداث المملكة «أصبح من يزور المجالس الرمضانية خلال آخر عامين، يلاحظ أنها تغيرت، وما عادت كما كنت قبل 6 سنوات مضت»، وتابع «هذا الشرخ المؤلم الذي نعيشه، يحتاج إلى الكلمة المخلصة، لإعادة اللحمة الوطنية، وطننا اليوم بحاجة إلى اللم وإعادة تماسك وحدتنا، وبوعي شعب البحرين، ودور الصحافة، سيعملون على إعادة الترابط بين الشعب الواحد»، واسترسل الظهراني «في ستينات القرن الماضي على سبيل المثال، من كان يتكلم عن الطائفية، ويحدد الناس بمذاهبهم، كنا نبتعد عنه، لشعورنا بأنه جاسوس وعميل، هكذا كنا نصف من يتكلمون بمضمون الطائفية، وللأسف أصبحنا نشاهد في يومنا مظاهر مؤسفة جداً».
وذكر أن «دول العالم التي تضمر الشر إلى شعوبنا العربية، عرفت كيف تدخل لنا، كانوا في السابق بالجيوش كما حصل في الخمسينات، على سبيل المثال في السويس، عرفوا الضعف الموجود في الأمة الإسلامية، وهي الدخول من باب الطائفية، وللأسف عشنا ذلك في المملكة، وتعيشه كثير من دول المنطقة»، وأضاف «هذا ما يريده الغرب والاستعمار الحديث، وما يسعى إليه من أطلق شعار الفوضى الخلاقة، وإذا رجعنا لأصل الكلمة، والمتداولة من البعض بنوايا طيبة، نرى أنها مشتقة من كتبهم السماوية، وهي أمور صليبية يخترقوننا بها اليوم تحت تلك التسميات».
وفي رده على سؤال حول مخرجات حوار التوافق الوطني وما طبق منها، بين الظهراني أن «كثيراً من التوصيات تتعلق بتشريع وتعديل على قوانين قائمة، أو استحداث قوانين جديدة، وأجريت تعديلات على عديد التشريعات، وأخرى في طريقها إلى السلطة التشريعية كما وعدت الحكومة»، لافتاً إلى وجود غرفتين في المملكة، ما يجعل مسألة التشريعية بحاجة إلى وقت طويل في بعض القوانين.
واعتبر الظهراني، أن ما يتداوله البعض حول مشاركة النواب في حوار التوافق الوطني «نوع من المزايدة، إذ أن النواب اختيروا من الشعب، ويمثلون شريحة كبيرة من المواطنين، واستغرب رفض البعض وجودهم في الحوار».
وأرجع الظهراني تأخر صدور قانون الصحافة، إلى طلبات الحكومة بتأجيله لمزيد من الدراسة، وذكر «في أكثر من عام، كنت أكرر أن المجلس انتهى من دراسته وسيناقش الدور المقبل، ونفاجأ باقتراح من الحكومة بتأجيل القانون لمزيد من الدراسة والتعديل، وبكل صراحة وشفافية، التأخير ليس من مسؤولية النواب، وآخر ما وصلنا من الحكومة، أن لديها تعديلات على بعض المواد، والقضية تتعلق بمادة أو مادتين حول القانون برمته، ومن حقها أن تعترض إذا كان لديها أسباب لذلك»، معتبراً أن للأحداث الأخيرة التي مرت بها المملكة جزءاً في التأخير صدور القانون.
نقص الثقافة البرلمانية
وقال الظهراني، إن «المجالس البرلمانية، ثقافة جديدة علينا، والفهم فيها منقوص وغير واضح، فإذا نظرنا إلى المسؤولية التي تقع علينا كمواطنين، فإن دورنا لا ينتهي بكتابة اسم من نريد إيصاله إلى المجلس في ورقة التصويت ووضعها في صندوق الاقتراع، وإذا استمررنا بهذا المفهوم، ستبقى مجالسنا غير واضحة الرؤية»، وشدد على أن «المسؤولية مشتركة، المواطن لا ينتهي دوره بالتصويت، إذ يفترض أن يكون واعياً لمتابعة من اختاره في المجلس، وأن نستمر في متابعة من انتخبناهم، ونصحهم وتوجيههم ومتابعتهم، يجب أن تكون لدينا ثقافة المحاسبة، عندما نشعر أن من أوصلونا يتابعوننا وينتقدوننا، تلك الفترة ستغير العطايا».
وأوضح أن من ظواهر نقص الثقافة البرلمانية «إيصال المرشحين حسب الطائفة أو المحسوبية أو العائلة، إذ لم نصل مرحلة التصويت إلى شخص لثقتنا به، مهما تكن الطائفة التي ينتمي لها، عندما نصل لهذا المرحلة، ستكون مجالسنا بالمستوى الذي نتمناه»، قبل أن يؤكد أن قصر التجربة لها دور في تعزيز تلك الثقافة وانتشارها لدى المواطنين «عندما نقيس عمر مجلسنا و مع دول أخرى، ففي أوروبا لا تقل أعمار تلك المجالس عن 400 سنة، وببريطانيا 760 سنة، وفي بعض الدولة الآسيوية تجاوزت القرن». وذكر الظهراني، أن «في السنوات الأربع الأولى من عمل المجلس، كان لدينا هاجس، ما مررنا به في مرحلة 74، والتي حل المجلس بسبب قانون واحد»، وسرد التفاصيل التي دعت لحله «بعد صدور مرسوم بقانون تدابير أمن الدولة، حملت الراية من جانب المؤمنين واليساريين، رغم اقتراح ولي العهد آنذاك، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، سحب المرسوم بقانون مع بداية الدور الثالث، إذ لا يمكن سقوط أول مرسوم يصدر من الأمير، وأعطاهم كلمة بذلك، والجلوس والمحاولة للوصول اتفاق على بعض البنود المختلف حولها، وتلك الفترة كان سمو الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله خارج البحرين، وسمو رئيس الوزراء خارج البحرين لعلاج ابنه محمد رحمه الله، إلا أن الكتل الدينية واليسار، اتفقوا على عدم دخول المجلس والتصويت، وفي تلك الأيام، لا يوجد موقع إلى فيه إضراب (..) وحل المجلس، وبقينا 27 سنة من الفراغ، البعض من فتح على نفسه ذلك، وهذه نتيجة المزايدة، إلا أن الأمور الآن أكثر وضوحاً، خاصة مع كلمة جلالة الملك التي نفتخر ونعتز بها، بأنه لن يحل المجلس».
وحول تأخر مدة مناقشة النواب مشروع بقانون الميزانية العامة للدولة، وتأثير ذلك على المشاريع، قال الظهراني «من حق النواب أن يناقشوا الميزانية، وأن يقترحوا تعديلات ببنودها، أو إعادة دفع الحكومة للوفاء بما سبق أن وافقت عليه من رغبات نيابية وتضمينها في الميزانية، وهناك توجهات مستمرة لتعديل مخصصات المتقاعدين أو الموظفين ومزايا ورواتب، وهذه الأمور تتطرق لها كل مجالس العالم».
وأشار الظهراني، لتقديم النواب خلال السنتين الماضيتين، عديد المقترحات بقوانين، بتعديل أو إضافة أو ستحداث مواد جديدة في قانون العقوبات، إذ رؤوا أن بعض الجزاءات والعقوبات، كانت تشجع على ارتكاب تجاوزات وأخطاء، ما دفعه لتغليظ بعض العقوبات وسد فراغات أخرى».
وشدد الظهراني على أهمية مثل هذه اللقاءات في ظل ما تمر به الدول العربية والإسلامية، والخليج خاصة، وقال «في ظل ما يجري من أحداث، وما نلمسه كثير الظواهر، وما نشعر به من أمور خطرة على الأمة، يحتم علينا عقد هذه اللقاءات والاجتماعات المهمة». مؤكداً أن «النواب والصحافيين في مركب واحد، هدفه الحفاظ على الوحدة الوطنية، والسير قدماً بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى»، معرباً عن فخره واعتزازه بما يقدمه الصحافيون من دعم لهذا المشروع. وأكد الظهراني، خلال اللقاء الذي حضره النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالله الدوسري، وكل من النواب ابتسام هجرس وأحمد الساعاتي ود.سمية الجودر ود.جمال صالح، وعضو مجلس الشورى خليل الذوادي، ورئيس تحرير صحيفة «الوطن» يوسف البنخليل، وعدد من الصحافيين والمهتمين، أن «النقد البناء الذي نلمسه -النواب- كثيراً ونشعر به، دافع إيجابي لتطوير عملنا في المجلس، وتعزيز المشروع الإصلاحي والتجربة البرلمانية، ونحن في مجلس النواب، الذي مر عليه 11 عاماً، عندما نقارن أنفسنا ببرلمانات العالم، نجد أننا في بداية العمل الديمقراطي، ونستفيد من النقد والرأي الآخر، وما تقدمونه في هذا المجال، محل تقدير»، ونوه إلى أن «مجلس النواب خلال مسيرته، لم يسبق له استبعاد اسم أي صحافي ترشحه مؤسسته كممثل لها في المجلس، ولم نغضب من أي كاتب مهما قال وانتقد، ونعتز بما يكتب ونتعلم منه، ويعود في صالح المشروع الإصلاحي.
إلى ذلك، أشاد رئيس مجلس إدارة جمعية الصحافيين البحرينية مؤنس المردي، بالتعاون المشترك مع الأمانة العامة للنواب، ومثل هذه اللقاءات التي من شأنها تعزيز أواصر التواصل بين الصحافة والنواب، مشيراً إلى أن اللقاء، يأتي امتداداً للمجالس الإعلامية التي تنظمها الجمعية، ضمن سلسلة برامجها خلال الشهر الفضيل.