عواصم - (وكالات): توقع فرنسا اليوم أول عقد لها لتصدير فخر صناعاتها الدفاعية طائرات «رافال» التي تنتجها «داسو افياسيون» وسيتم بيع 24 منها إلى مصر مما يشكل نجاحاً يطوي صفحة سنوات من الآمال الخائبة.
وصرح الرئيس فرنسوا هولاند مرحباً بهذا النجاح في بيان أن «طائرة رافال المقاتلة فازت بأول عقد للتصدير». وأضاف أن «التوقيع سيتم غداً الإثنين في القاهرة، طلبت من وزير الدفاع جان ايف لودريان التوقيع باسم فرنسا».
وأعلنت وزارة الدفاع أن توقيع العقد سيتم مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
ويشمل العقد 24 مقاتلة رافال وفرقاطة متعددة المهام تصنعها مجموعة إدارة الصناعات البحرية «دي سي ان اس» لقاء 6 مليارات دولار.
ويأتي هذا العقد بعد فشل 6 محاولات لتصدير هذه المقاتلة منذ بدء استخدامها في الجيش الفرنسي في 2004.
وفي 2002 و2013، اختارت هولندا وغيرها من الدول التي تشتري عادة من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وسنغافورة مقاتلات أمريكية.
وفي 2013 ، وضعت البرازيل حداً لأكثر من 10 سنوات من المفاوضات والتأجيل مفضلة مقاتلة «غريبن ان جي» السويدية على «رافال» و«اف ايه 18 سوبر هورنت» من تصنيع بوينغ الأمريكية لقاء 4.5 مليار دولار.
وخسرت فرنسا في 2007 عقداً مع المغرب لبيع 24 مقاتلة رافال بعدما فضلت المملكة شراء مقاتلة اف 16 الأمريكية، وذلك رغم الروابط التقليدية التي تربطه مع فرنسا.
وتم الاتفاق على العقد مع مصر خلال مهلة قياسية بلغت 6 أشهر. وفي نوفمبر الماضي، أعلن السيسي خلال زيارة إلى باريس نيته شراء 24 مقاتلة رافال وفرقاطة. ثم عبر عن رغبته في تسريع الأمور ودعا لودريان إلى استخدام المقاتلة ضمن مراسم تدشين قناة السويس الثانية في 2 أغسطس المقبل.
وهذا النجاح الأول مهم لشركة «داسو افياسيون» وأيضاً للحكومة الفرنسية التي ربطت ميزانية الدفاع ببيع المقاتلة للتصدير.
وكان رئيس مجلس إدارة داسو افياسيون اريك ترابييه ألمح مؤخراً إلى أن دولاً أخرى في المنطقة يمكن أن تشتري المقاتلة. وتجري الشركة مفاوضات مع الهند منذ 2012 لبيع 126 طائرة. وأضاف ترابييه «لدينا العديد من الزبائن الممكنين في الشرق الأوسط والمفاوضات نشطة».
وتخوض داسو افياسيون «مفاوضات حصرية» مع الهند من أجل إبرام «عقد القرن» والذي ينص علــى تصنيـع 18 مقاتلة في فرنسا و108 بترخيص في الهند.
واعتبر هولاند في مؤتمر صحافي أثناء القمة الأوروبية في بروكسل أن النجاح المسجل مع مصر يمكن أن يسهل الاتفاق على عقود مع دول أخرى.
وقال إن «توقيع هذا العقد الأول يمكن أن يكون عامل إقناع إضافي».
وأوضح أن باريس «بذلت عدة جهود» حول تمويل العقد. وقال «مرات عدة فشلنا في توقيع عقود في السنوات العشر الماضية بسبب عدم وجود هذه الرغبة في التمويل».
وأضاف هولاند أن «هذه التجهيزات ستتيح لمصر تعزيز امنها ولعب دورها الكامل في خدمة الاستقرار الإقليمي». وقال الرئيس الفرنسي إن «الدولة كانت ضالعة بالكامل في هذه المفاوضات وعبر تدخلها أتاحت إبرام العقد».
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان تعليقاً على توقيع العقد «إنه أولاً تعبير عن ثقة مصر بفرنسا وبالتكنولوجيا الفرنسية سواء في الطائرات أو السفن».
وأكدت الولايات المتحدة أنها لا ترى أي مشكلة في صفقة بيع مقاتلات رافال الفرنسية بين باريس والقاهرة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي إن «مصر بلد يتمتع بالسيادة. إنه يقيم علاقات مع دول أخرى كما يقيم علاقات مع الولايات المتحدة. لدينا علاقتنا الخاصة على صعيد الأمن ولن أقول تالياً إن هذا الموضوع يثير قلقاً هنا». وسئلت بساكي عما إذا كانت واشنطن تخشى أن «تستبدل» القاهرة الولايات المتحدة بفرنسا أو روسيا على صعيد التسليح، فأجابت «حتماً لا أعتقد أننا ننظر إلى الأمور بهذه الطريقة». ويفترض أن تصبح هذه المقاتلة الطائرة القتالية في سلاح الجو الفرنسي حتى عام 2040. ويتم تصنيعها بالتعاون مع داسو التي تشرف على 60% من العملية ومع شركة تاليس للصناعات الكهربائية «22%» وسنيكما «مجموعة سافران 18%» والتي تزود المحرك ام 88 للجيل الجديد من هذه الطائرات.
وهذه الطائرة المقاتلة رأس حربة الدفاع الفرنسي، لم تجد شارياً من قبل في الخارج رغم استخدامها في عدة عمليات بأفغانستان وليبيا ومالي والعراق. وأطلق برنامج رافال في 1988 وكانت أول رحلة تجريبية في 1991 فيما خرجت أول طائرة رافال من السلسلة المخصصة لسلاح الجو الفرنسي من المصانع عام 1998.
وعلاوة على الهند، تتفاوض فرنسا مع قطر حالياً لبيعها 36 طائرة رافال. كما لاتزال المفاوضات مع الإمارات مستمرة منذ 2008 لكن الأمل بأن تفضي إلى اتفاق لم يتبدد بعد. وتنتظر داسو أن تطلق ماليزيا استدراج عروض لشراء 16 طائرة قتالية. وفتحت الشركة فرعاً في بروكسل لتفرض نفسها كبديلة محتملة لمقاتلات اف 16 البلجيكية المتقدمة.