عواصم - (وكالات): أصدر مجلس الأمن الدولي أمس قراراً يدعو المتمردين الحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على السلطة في صنعاء إلى التخلي عنها والإفراج عن الرئيس عبد ربه منصور هادي الموضوع تحت الإقامة الجبرية والتفاوض «بحسن نية» حول حل سياسي للخروج من الأزمة، فيما قال مقاتلون موالون للرئيس اليمني المستقيل إنهم سيطروا على مبانٍ حكومية في مدينة عدن جنوب البلاد، بعد قتال استمر 5 ساعات في تصعيد لصراع أهلي ينذر بتقسيم البلاد إلى نصفين. ومشروع القرار الذي أعدته بريطانيا والأردن أقر بإجماع أعضاء المجلس الـ 15.
ورحب السفير البريطاني مارك ليال غرانت بـ «الرسالة القوية والموحدة» التي أرسلها المجلس بإصداره هذا القرار، في حين أعربت نظيرته الأردنية دينا قعوار عن أملها في أن يلتزم جميع الأطراف اليمنيين بقرار المجلس لمنع البلد من «الانزلاق إلى الهاوية».
ولكن الحوثيين أكدوا قبيل صدور قرار مجلس الأمن أنهم ماضون في فرض سيطرتهم و«لن يركعوا أمام أي تهديد»، وذلك رغم الضغوط التي يمارسها عليهم كل من الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية.
ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً غداً الأربعاء بدعوة من الجامعة العربية للتباحث في الأزمة اليمنية. ويطالب قرار مجلس الأمن الميليشيا الشيعية بالانسحاب فوراً ومن دون شروط من المؤسسات الحكومية التي يسيطرون عليها والإفراج عن الرئيس عبد ربه منصور هادي وأعضاء حكومته الموضوعين تحت الإقامة الجبرية، والعودة «بحسن نية» إلى المفاوضات التي يرعاها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر. وجاء في نص القرار أن مجلس الأمن «يطالب الحوثيين بأن يعمدوا بصورة فورية وغير مشروطة، إلى المشاركة بحسن نية في المفاوضات» الجارية برعاية الأمم المتحدة «وسحب قواتهم من المؤسسات الحكومية ورفع يدهم عن الأجهزة الحكومية والأمنية». كذلك يدعو القرار جميع أطراف الأزمة إلى «تسريع» المفاوضات وتحديد موعد لإجراء استفتاء دستوري وانتخابات.
ويضيف القرار أن مجلس الأمن «يبدي استعداده لأخذ تدابير إضافية» ما يعني بلغة الأمم المتحدة فرض عقوبات. وفي حال تقرر فرض عقوبات فإن تطبيقها يستلزم قراراً جديداً من مجلس الأمن.
ميدانياً، قال مقاتلون موالون للرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي إنهم سيطروا على مبانٍ حكومية في مدينة عدن جنوب البلاد، بعد قتال استمر 5 ساعات في تصعيد لصراع أهلي ينذر بتقسيم البلاد إلى نصفين.
وأضافت مصادر أن المقاتلين الذين يؤيدون هادي انتزعوا السيطرة على عدة مبانٍ بالمدينة من قوات الأمن المتحالفة مع جماعة الحوثي من بينها محطة الكهرباء الرئيسة ومقر المخابرات. في غضون ذلك، أعلنت اليابان أنها أغلقت مؤقتاً سفارتها في اليمن وذلك بعد رحيل العديد من الدبلوماسيين الأجانب تخوفاً من تدهور الوضع الأمني بعد سيطرة ميليشيات الحوثيين على مراكز حكومية. وفي وقت لاحق، أعلنت تركيا أيضاً إغلاق سفارتها في صنعاء بصورة مؤقتة. وأوضحت وزارة الخارجية التركية في بيان أن الدافع إلى هذا القرار هو «تدهور الوضع الأمني» في البلاد. وكانت أنقرة أوصت رعاياها خلال عطلة نهاية الأسبوع بمغادرة اليمن.
970x90
970x90