كوبنهاغن - (وكالات): أثار الهجومان اللذان وقعا في كوبنهاغن واستهدفا كما في باريس الجالية اليهودية وموقعاً يرمز إلى حرية التعبير، صدمة جديدة في أوروبا التي تواجه تحديات الإرهاب خاصة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وحماية اليهود في القارة. وفي وقت تواصل الشرطة الدنماركية التحقيق حول منفذ الهجومين الذي قتلته قوات الأمن أمس الأول وعرفت عنه وسائل الإعلام باسم عمر الحسين، استخدم رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس لأول مرة تعبير «الفاشية» لوصف المخاطر المحدقة بأوروبا.
وقال فالس متحدثاً لإذاعة ار تي ال إنه «لمحاربة الفاشية المتشددة، لأنه هكذا ينبغي تسميتها، يتوجب أن تكون قوتنا في اتحادنا، يجب عدم الرضوخ للخوف ولا للانقسام».
وبعد اكثر من شهر على اعتداءات باريس التي أوقعت 17 قتيلاً، كان لاعتداءي كوبنهاغن اللذين أسفرا عن قتيلين وقعا خاصاً في فرنسا حيث عنونت صحيفة «لو فيغارو» «أوروبا في مواجهة العدوى الإسلامية».
وما زاد من وقع الحدث تعرض مئات المقابر للتدنيس في مدفن يهودي في سار اونيون شرق فرنسا ما أثار تنديداً شديد اللهجة من الرئيس فرنسوا هولاند ومن رئيس وزرائه الذي ندد بـ «عمل شنيع».
وفي كوبنهاغن، وجهت السلطات القضائية إلى شخصين تهمة التواطؤ مع مرتكب الاعتداءات، بحسب المتحدث باسمها ستين هنسن. وقتل الشاب البالغ من العمر 22 عاماً والذي يشبه بأنه منفذ الاعتداءين برصاص الشرطيين بعدما فتح النار عليهم في حي نوريبرو الشعبي. ووقع الهجوم الأول بالبندقية الرشاشة في مركز ثقافي كان يستضيف جلسة نقاش حول التيارات الإسلامية وحرية التعبير وكان يحضرها رسام الكاريكاتير السويدي لارس فيلكس الذي سبق أن تلقى تهديدات عدة وتعرض لهجمات منذ 2006.
وقتل المخرج فين نورغارد الذي كان بين الحضور أثر إصابته برصاصة في صدره، فيما تمكن المهاجم من الفرار بعدما أطلق عشرات الرصاصات.
وأصيب 3 شرطيين بجروح حين حاولوا التدخل.
ووقع الهجوم الثاني خارج الكنيس الكبير وأدى إلى مقتل دان اوزان وهو يهودي كان يقوم بالحراسة لحماية عشرات المدعويين إلى حفل ديني يهودي، كما أصيب شرطيان. وأعلنت الشرطة في بيان «تم التعرف على هوية المنفذ المفترض للهجومين، إنه شاب في الثانية والعشرين من العمر من مواليد الدنمارك ومعروف لدى الشرطة لتورطه بجنح تتضمن حمل سلاح وأعمال عنف». وذكرت صحيفة «اكسترا بلاديت» الدنماركية ان الرجل الذي خرج من السجن قبل اسبوعين بعد قضاء عقوبة بعدها هاجم بالسكين شاباً في التاسعة عشرة من عمره في محطة كوبنهاغن للقطارات بدون سبب واضح.
كما كان معروفاً لدى أجهزة الاستخبارات التي أفادت أنها تحقق في «فرضية مفادها أن الشخص المعني قد يكون استلهم الاحداث التي جرت في مقر صحيفة شارلي ايبدو في باريس».
ومثلما سبق أن فعل بعد اعتداءات باريس، دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يهود اوروبا للانتقال إلى إسرائيل. ورد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مؤكداً أن اليهود «لهم مكانتهم في أوروبا وعلى الأخص في فرنسا» فيما أعرب فالس عن «أسفه» لتصريحات نتنياهو.
كما دان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «بأشد العبارات» هجومي كوبنهاغن مؤكداً تضامن الفلسطينيين مع الشعب الدنماركي.