الصدر يجمد مجموعاته المسلحة وينتقد نفوذ «الميليشيات الوقحة»
عواصم - (وكالات): نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن مسؤول بالشرطة العراقية قوله إن «تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أحرق 45 شخصاً في ناحية البغدادي، غرب العراق»، فيما أعلن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر تجميد مجموعات مسلحة تابعة له، منتقداً تنامي نفوذ «الميليشيات» التي لجأت إليها السلطات لمساندة قواتها في المعارك ضد «داعش»، قبل أن يؤكد الأمين العام لـ»حزب الله» الشيعي اللبناني حسن نصرالله أن حزبه الذي يقاتل في سوريا إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد يملك أيضاً «حضوراً متواضعاً» في العراق. وقال المسؤول بالشرطة العراقية العميد قاسم العبيدي لـ «بي بي سي» إنه لم يتبين على وجه التحديد هوية القتلى ولا سبب إقدام التنظيم على حرقهم أحياء. واستولى مسلحو التنظيم الأسبوع الماضي على مساحات كبيرة من ناحية البغدادي، وهي قريبة من قاعدة عين الأسد العسكرية. وأضاف العبيدي أن مبنى تقيم به عائلات أفراد بالأمن العراقي ومسؤولين محليين تعرض لهجوم. وناشد الحكومة المركزية العراقية والمجتمع الدولي مساعدتهم.
وحاصر مسحلو «داعش» ناحية البغدادي لأشهر قبل أن تسقط في يديه الخميس الماضي. وكانت هذه الناحية ضمن عدد قليل من المدن في محافظة الأنبار التي تسيطر عليها القوات الحكومية. وشددت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» على ضرورة وضع هذا التطور في عين الاعتبار.
وأوضحت أن هذه هي المرة الأولى خلال شهرين التي يسيطر فيها التنظيم على أراض جديدة. وفي النجف، أعلن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر تجميد مجموعات مسلحة تابعة له، منتقداً تنامي نفوذ «الميليشيات» التي لجأت إليها السلطات لمساندة قواتها في المعارك ضد «داعش».
ودعا الصدر الذي انسحب من الحياة السياسية في فبراير 2014، القوى السياسية إلى «ضبط النفس»، بعد تعليق نواب سنة مشاركتهم في أعمال البرلمان على خلفية اغتيال زعيم عشائري سني على يد مسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى فصائل شيعية. ونقل بيان لمكتب الصدر قوله «كإثبات لحسن النية لتآسي الآخرين بها، أعلن تجميد كل من «لواء اليوم المعهود» و»سرايا السلام»، مع بقاء تجميد الجهات الأخرى إلى أجل غير مسمى»، في إشارة إلى «جيش المهدي». وانتقد الصدر في بيانه تزايد نفوذ «الميليشيات الوقحة» في العراق، خاصة في الأشهر الأخيرة. وتابع «ألم أقل لكم بأن الحقبة السابقة أفاءت على العراق تسببت بازدياد نفوذ الميليشيات وشذاذ الآفاق وتسلطهم على رقاب الشعب المظلوم». وأضاف «ألم أقل لكم بأن هناك من يريد المساس بأمن العراق واستقراره ويسعى لإضعاف الحكومة الجديدة برئاسة حيدر العبادي التي أنهت «الولاية الثالثة»؟»، في إشارة ضمنية إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي كان يعتزم أن يستمر على رأس الحكومة لولاية ثالثة، بعد ولايتين مدة كل منهما 4 سنوات بين العامين 2006 و2014. وفي وقت سابق، أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن حزبه الذي يقاتل في سوريا إلى جانب جيش الأسد يملك أيضاً «حضوراً متواضعاً» في العراق، داعياً إلى مقاتلة التيارات التكفيرية دون تمييز.
وأضاف نصرالله خلال احتفال للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت «من الممكن ألا نكون قد تحدثنا عن العراق سابقاً، لدينا حضور متواضع» بسبب «المرحلة الحساسة في العراق».