أنشأ عبدالرحمن أبوطير مزرعة صغيرة قرب مبنى سكني، في قرية دار صلاح الفلسطينية الصغيرة، في مشهد مألوف في الضفة الغربية المحتلة، إلا أن الجديد في الأمر هو أنه يربي فيها.. طيور نعام. وتلتهم نعامات كبيرة ذات ريش أسود ورمادي الأعشاب الخضراء في المزرعة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها العشرين دونماً، بينما وضعت النعامات الأصغر في قفص بعيد. وتضم المزرعة حالياً حوالي 200 طائر.
وقد عاد أبوطير وهو مهندس مدني، من بريطانيا العام 1997 وقرر الاستثمار في مزرعة النعام. ويقول لوكالة فرانس برس «قبل عدة سنوات، بدأت بشراء طيور النعام من المزارع الإسرائيلية التي أغلقت أبوابها بعد رفض وزارة الزراعة الإسرائيلية منحها التراخيص».
ويحلم أبوطير بتغيير النظرة الفلسطينية إلى لحم النعام الذي يعتبر غريباً قائلاً «السوق المحلية بحاجة لوقت لاستيعاب فكرة لحم النعام، لأنه لحم غريب وغالي الثمن» مشدداً على أن «الفلسطينيين مولعون باللحوم الدسمة، حتى الإقبال على طيور الحبش كان قليلاً في البداية».
ويؤكد «لحم النعام أفضل من ناحية صحية وضرره قليل جداً للبيئة مقارنة بالأبقار».
ومشروع النعام ليس الوحيد الذي يحاول إدخال منتجات جديدة إلى السوق الفلسطينية التي تعاني من الركود. ففي مدينة أريحا قرر أربعة شبان البدء بزراعة الفطر في مسعى لكسر الاحتكار الإسرائيلي للسوق. وفطر «امورو» الفلسطيني الموجود حالياً في أسواق الضفة الغربية المحتلة، أتى بعدما قرر الشبان البدء بإنتاج فطر فلسطيني 100%، حيث ترك الأصدقاء الأربعة أعمالهم في مجالي هندسة الكمبيوتر والأعمال للتفرغ لزراعة الفطر دون أي خلفية زراعية. وفي البداية، سوقوا فطر «امورو» مجاناً في المحلات الفلسطينية، في حين بات المشروع ينتج 4 إلى 5 أطنان من الفطر شهرياً. ويقول محمود كحيل أحد مؤسسي المشروع لوكالة فرانس برس إن «رام الله لوحدها تحتاج إلى 2,5 إلى 3 أطنان من الفطر الطازج عدا المعلب»، وهم يرغبون في توسيع مجالهم والبيع أيضاً إلى قطاع غزة والتصدير إلى الدول المجاورة موضحاً أن «الهدف هو إنتاج 15 طناً شهرياً».