قال العلماء في تفسير قول الله تعالى في سورة المدثر: «كل نفس بما كسبت رهينةٌ * إلا أصحاب اليمين * في جنات يتساءلون * عن المجرمين * ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين»، كل نفس بما كسبت من أعمال الشر والسوء محبوسة مرهونة بكسبها، لا تفك حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات، إلا المسلمين المخلصين أصحاب اليمين الذين فكوا رقابهم بالطاعة، هم في جنات لا يدرك وصفها، يسأل بعضهم بعضاً عن الكافرين الذين أجرموا في حق أنفسهم، ما الذي أدخلكم جهنم، وجعلكم تذوقون سعيرها؟ قال المجرمون: لم نكن من المصلين في الدنيا، ولم نكن نتصدق ونحسن للفقراء والمساكين، وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغواية والضلالة، وكنا نكذب بيوم الحساب والجزاء، حتى جاءنا الموت، ونحن في تلك الضلالات والمنكرات.