عواصم - (وكالات): أكد مصدر دبلوماسي غربي أن قادة عسكريين بحثوا خلال اجتماع عقد في الرياض في سبل دعم الجيش العراقي للتصدي لجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، فيما اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الإرهابيين لا يتحدثون باسم «مليار مسلم» داعياً القادة الغربيين والمسلمين إلى توحيد صفوفهم للتصدي لـ «وعودهم الزائفة» و»أيديولوجياتهم الحاقدة». في غضون ذلك، سيطرت وحدات كردية وكتائب في المعارضة المسلحة على 19 قرية داخل محافظة الرقة، معقل «داعش»، وذلك في إطار هجومها المضاد المستمر منذ 26 يناير الماضي، بل أن يعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة قد تدرب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة وتوفر لهم معدات لكي يقوموا بعمليات إرشاد من الأرض لمقاتلات التحالف الدولي التي تشن غارات على مواقع التنظيم الإرهابي.
ويشارك الجنرال الأمريكي لويد اوستن الذي يقود التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة، في المباحثات المغلقة التي تستمر يومين وبدأت أمس الأول في الرياض بحضور ضباط آخرين.
وقال المصدر الغربي «إني واثق من أنهم يضعون خطة محكمة ومنسقة لدعم الجيش العراقي» ليتمكن من التصدي للتنظيم المتطرف. وأضاف أنه نظراً إلى أن «أي طرف» لا يريد نشر قوات على الأرض يبقى تعزيز قدرات الجيش العراقي ويقدر عديده بـ 200 ألف جندي لمواجهة 30 ألفاً من مقاتلي «داعش»، الخيار الأفضل. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الجيش العراقي يتلقى التدريب والأسلحة لشن هجوم مضاد كبير في وقت لاحق العام الحالي. في هذه الأثناء يشن التحالف الدولي غارات جوية للضغط على خطوط الإمداد لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت قوة المهام المشتركة إن القوات المتحالفة بقيادة الولايات المتحدة نفذت 15ضربة جوية استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في العراق وسوريا.
وبين الدول الغربية قامت أستراليا وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمرك وفرنسا وهولندا بقصف مواقع للتنظيم الإسلامي في العراق، إلى جانب الولايات المتحدة.
وأعلنت ألمانيا في ديسمبر الماضي، أنها سترسل 100 جندي إلى شمال العراق لتدريب قوات البشمركة الكردية لمحاربة المتطرفين.
ومنذ سبتمبر الماضي تشارك دول خليجية في الضربات الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقال المصدر «أعتقد أنه لم يعد لسوريا الآن الأولوية. الأهم هو تنظيف العراق». وأضاف أنه لا يتوقع تغيرات جذرية في استراتيجية التحالف خلال اجتماع الرياض.
واعتبر القادة الأمريكيون أن الأولوية هي لدحر المتطرفين في العراق في حين حذروا من أن تشكيل قوة معارضة سورية معتدلة للتصدي للجهاديين في سوريا سيستغرق عدة سنوات. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الدول الـ26 المشاركة في محادثات الرياض «تريد التوصل إلى تدابير تضمن الأمن الإقليمي والدولي».
وأضافت الوكالة أن 4 اجتماعات مماثلة عقدت في بلدان أخرى. وذكر المصدر الدبلوماسي أن توسع تنظيم الدولة الإسلامية إلى ليبيا أثار قلقاً في المنطقة وأنه سيطرح على بساط البحث. والاثنين الماضي نفذت مصر أول عملية عسكرية لها ضد التنظيم المتطرف في ليبيا بعد إعدام 21 مصرياً مسيحياً ذبحاً.
من ناحية أخرى، أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة قد تدرب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة وتوفر لهم معدات لكي يقوموا بعمليات إرشاد من الأرض لمقاتلات التحالف الدولي التي تشن غارات على مواقع «داعش». وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية نائب الأميرال جون كيربي خلال مؤتمر صحافي أن المرحلة الأولى من عملية تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة ستركز على أساسيات القتال فقط، لأن مهمة الإرشاد من الأرض صعبة وتتطلب مهارات عالية لأنها تتضمن التواصل مع الطائرات لتحديد أماكن الأهداف. وذكر كيربي أن الولايات المتحدة حددت 1200 من مقاتلي المعارضة السورية. ومن المقرر أن ينتشر في تركيا والسعودية وقطر ما مجموعه ألف جندي أمريكي للمساعدة في تدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة لإرسالهم لاحقاً إلى سوريا لقتال «داعش». ومن المتوقع أن يبدأ تدريب هؤلاء في 10 مارس المقبل وقد وصل إلى المنطقة منذ الآن 100 مدرب أمريكي للقيام بهذه المهمة. وفي الرقة السورية شمال البلاد، سيطرت وحدات كردية وكتائب في المعارضة المسلحة على 19 قرية داخل المحافظة، معقل «داعش»، وذلك في إطار هجومها المضاد المستمر منذ 26 يناير الماضي، تاريخ استعادة السيطرة على عين العرب في شمال البلاد من التنظيم الجهادي.
من جانبه، اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن المتطرفين لا يتحدثون باسم «مليار مسلم» داعياً القادة الغربيين والمسلمين إلى توحيد صفوفهم للتصدي لـ «وعودهم الزائفة» و»أيديولوجياتهم الحاقدة». وقال أوباما متوجهاً إلى مندوبي 60 بلداً خلال قمة في البيت الأبيض حول مكافحة التطرف إن «الإرهابيين لا يتحدثون باسم مليار مسلم»، مضيفاً «إنهم يحاولون أن يصوروا أنفسهم كقادة دينيين ومحاربين مقدسين. هم ليسوا قادة دينيين، إنهم إرهابيون». وفي مواجهة الهجمات الوحشية المتزايدة التي يشنها الجهاديون في أوروبا والشرق الأوسط، أكد أوباما أنه لا بد من بذل المزيد لمنع الجماعات الجهادية مثل «داعش» والقاعدة من تجنيد شبان وتحويلهم إلى متطرفين.
وشدد الرئيس الأمريكي على وجوب التصدي «لأيديولوجيات المتطرفين وبناهم التحتية، والدعاة، والذين يجندون ويمولون وينشرون الفكر المتطرف ويحضون الناس على العنف» مشيراً إلى أهمية شبكات التواصل الاجتماعي، مذكراً بضرورة التصدي للدعاية الأيديولوجية الخطرة. من جانبه، وصف وزير الخارجية جون كيري حملة التصدي لـ «داعش» بأنه «معركة جوهرية لجيلنا». وحرص أوباما على التأكيد «لسنا في حرب ضد الإسلام، نحن في حرب ضد أشخاص شوهوا الإسلام» نافياً أن يكون هناك «صراع حضارات» بين غرب معاد للإسلام وشرق أوسط متطرف.