عواصم - (وكالات): أظهر فيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» لحظة استسلام عناصر من «حزب الله» الشيعي اللبناني والميليشيات الإيرانية التي تقاتل إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد في معارك حلب، للثوار في بلدة رتيان بريف المدينة. وظهر هؤلاء العناصر وهم يملؤون مبنى شبه مدمر، ويطلون منه للتفاوض مع مقاتلي المعارضة. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن قوات المعارضة استعادت السيطرة على بلدة ريتان الاستراتيجية، التي كانت القوات النظامية وحلفاؤها من «حزب الله» والميليشيات الشيعية الأخرى قد سيطرت عليها الثلاثاء الماضي، في بداية هجومها الواسع على المنطقة، حيث ارتكبت مجزرة بحق المدنيين، أودت بحياة أكثر من 30 شخصاً قضوا ذبحاً على أيدي هذه القوات، بحسب المرصد السوري. ويتجه الهجوم الذي شنته قوات الأسد على مناطق عدة شمال مدينة حلب إلى الفشل، بحسب المرصد السوري، مشيراً إلى تكبد الطرفين خسائر بشرية فادحة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن «تمكنت الفصائل المقاتلة والإسلامية من استعادة السيطرة على قرية حردتنين بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي لاتزال مجموعة منها محاصرة في القرية». وأشار لى أن «الاشتباكات مستمرة بعنف في محيط قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي بين الطرفين، مترافقاً مع قصف جوي لقوات النظام». وباشكوي هي القرية الأخيرة بين المناطق التي تقدمت إليها قوات النظام منذ الثلاثاء الماضي في محاولة لقطع طريق الإمداد الرئيس على مقاتلي المعارضة المتواجدين في أحياء مدينة حلب الشرقية ومحاولة فك الحصار عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي. ورجح رامي عبدالرحمن «فشل الهجوم، بسبب عدم قدرة قوات النظام على استقدام تعزيزات إلى المنطقة بسبب تردي حالة الطقس والمعارك». وتسببت العملية العسكرية المستمرة منذ فجر الثلاثاء الماضي بمقتل 90 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وهم، بحسب المرصد، من جنسيات سورية وعربية وآسيوية. كما قتل في المعارك أكثر من 80 مقاتلاً معارضاً بينهم 25 من جنسيات غير سورية. وتزامنت هذه المعركة مع إعلان المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن نظام الأسد مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على مدينة حلب لمدة 6 أسابيع لإتاحة تنفيذ هدنة مؤقتة في المدينة. إنسانياً، طلب المفوض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد بن الحسين بإلحاح من السلطات السورية الإفراج عن المعتقلين الناشطين في مجال حقوق الإنسان والمحتجزين منذ سنوات.