التأثيرات السلبية للغبار تشمل صحة الإنسان والحيوان والممتلكاتضرورة غسل الوجه والأنف والفم لمنع وصول الغبار إلى الرئتينالأطفال والمسنون الأكثر تأثراً بالآثار الصحية لتغير المناخ العالميإغلاق النوافذ يؤدي لنشر الجراثيم مباشرة إلى الشخص السليمالرشح والزكام أهم أمراض الشتاء قد تتضاعف للنزلات الشعبيةقالت رئيس قسم برامج تعزيز الصحة بوزارة الصحة د.كوثر محمد العيد، إن تكاثر الفيروسات أبرز أسباب أمراض الشتاء، مشيرة إلى أن مقاومة التأثير الضار للغبار على الصحة يكون باتباع أنماط الحياة الصحية مثل التغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني، والامتناع عن التدخين، والنوم الكافي، وكلها أمور تزيد من مناعة الجسم ضد العديد من الأمراض، ومن بينها أمراض الجهاز التنفسي.وأضافت، أن تغيّر المناخ يؤثر في المتطلبات الأساسية للعديد من الأمور الحياتية الهامة، ومنها الصحة والهواء النقي ومياه الشرب والغذاء الكافي والمأوى الآمن، وقد تسبب الاحترار العالمي بوفاة العديد من البشر. وذكرت، أن متغيرات النمط المعيشي والحياتي كزيادة عدد السكان وزيادة استخدام السيارات والمركبات وإزالة الغابات تسببت في إطلاق كميات من ثاني أوكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة تكفي لحبس المزيد من الحرارة بالطبقة السفلى من الغلاف الجوي ومن ثم تؤثر بالمناخ العالمي.وتابعت، أنه خلال المائة سنة الماضية ارتفعت درجة حرارة العالم وتسارع معدل الاحترار العالمي بدرجة أكبر وأيضاً أنماط هطول المطر آخذت في التغيّر والظواهر الجوية المتطرفة تزداد شدة وتواتراً.وفي رد على سؤال حول تأثير تغيّر المناخ في الصحة، أفادت د.كوثر، أنه رغم أن الاحترار العالمي يمكن أن تترتب عليه بعض الفوائد محلياً، مثل انخفاض عدد وفيات فصل الشتاء بالمناطق المناخية المعتدلة وزيادة الإنتاج الغذائي في بعض المناطق، إلا أنه تترتب بعض الآثار الصحية فتغيّر المناخ يؤثر في المتطلبات الأساسية كالصحة مثلاً، وسيتأثر السكان كافة بتغيّر المناخ، ولكن بعضهم أسرع تأثراً من غيره مثل الأطفال والمسنين والحوامل والذين لديهم أمراض مزمنة غير معدية، حيث إن مناعتهم تكون ضعيفة ويكونون معرضين للإصابة بأمراض الفصول المختلفة.وقالت، إن كل فصل من فصول السنة يتميز بأنواع معينة من الأمراض التي تكثر الشكوى منها بصفة موسمية، ويرجع ذلك بطبيعة الحال إلى عوامل وتغيرات مناخية أو سلوكية تتعلق بكيفية تعاطي الناس مع مفردات الحياة وتفاصيلها اليومية، أو الاثنين معاً، فنجد أمراضاً معينة تنتشر في فصل الصيف، نتيجة ما يصاحب الجو من ارتفاع في درجة الحرارة والرطوبة، ما يؤدي لزيادة نمو وتكاثر الميكروبات المسببة لهذه الأمراض، بينما نجد في فصل الشتاء كثرة يشكون أمراض الجهاز التنفسي مثل الزكام والسعال وجديري الماء والحصبة الألمانية وغيرها من الأمراض، نتيجة تكاثر الفيروسات المسببة لها في هذه الفترة، كما إن معظم الناس يميلون لإغلاق الأبواب والنوافذ داخل المنزل، والاعتماد على المدافئ أحياناً، وما يصاحب ذلك من تغيير مفاجئ في درجة الحرارة عند الخروج أو الدخول للمنزل.وأوضحت، أن أسباب معظم أمراض الشتاء تعود لنشاط فيروسي يتسبب في حدوث الرشح والزكام ونزلات البرد التي تسبب التهابات متفاوتة في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، مثل البلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية، حيث تنتقل الأمراض مباشرة من الشخص المريض للسليم، من خلال استنشاق الشخص السليم للرذاذ المتطاير والمحمل بالميكروبات والفيروسات من فم المريض عند السعال والعطاس أو الكلام والضحك، أو عند استعمال أدوات المريض الشخصية مثل أدوات الطعام أو الشراب أو الأدوات المدرسية، أو أماكن النوم، والمناشف المنزلية أو حتى عند المصافحة، فتنتقل عندها الفيروسات بسهولة من أدوات المريض إلى الشخص السليم.وتطرقت د.كوثر، إلى أسباب الإصابة بأمراض الشتاء، موضحة أن لكل مرض من الأمراض المعدية فصل من فصول السنة يزداد انتشاره فيه عن غيره من الفصول، نظراً لتوافر الظروف التي تسهل انتشاره وانتقاله في ذلك الفصل، وفي الشتاء يكثر السعال والزكام، فيكثر خروج الميكروبات في الرذاذ، أي في تلك القطرات التي تخرج من الفم والحلق والأنف عند الكلام أو السعال والعطس، كما يميل بعض الناس في الشتاء لالتماس الدفء فيغلقون النوافذ، ويمتلئ الجو بهذا الرذاذ الذي يحمل الجراثيم مباشرة إلى الشخص السليم، أو بطريق غير مباشر إذا استعمل الشخص أدوات يكون المريض قد استخدمها، كالأكواب أو المناديل أو الملاعق أو الفوط أو الأقلام، أو اللعب بين الأطفال.وأشارت إلى، أن أهم الأمراض في فصل الشتاء تشمل الرشح أو الزكام، الذي يسببه فيروس معدٍ يوجد في إفرازات الجهاز التنفسي، وقد يتضاعف المرض فيؤدي للنزلات الشعبية أو الالتهابات الرئوية وتنتقل العدوى بواسطة الرذاذ في الهواء الملوث بقطرات الإفرازات التي تخرج من فم وأنف المريض، أو بواسطة أدوات وأشياء يستعملها المريض، وتظهر الأعراض بارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الشخص، وشعوره بآلام عامة بالجسم ورشح من الأنف.وفي رد على سؤال حول طرق الوقاية من أمراض الشتاء، نصحت د.كوثر، أنه يجب الابتعاد عن الأماكن المزدحمة المغلقة، والأماكن العامة الأخرى قدر الإمكان، كذلك عدم الاختلاط بالمرضى، وألا نستعمل الأدوات بجميع أنواعها التي يستعملها الشخص المريض ولابد من استعمال المناديل عند العطس أو السعال، وأخذ التطعيمات الخاصة بمرض الأنفلونزا والمتوفرة بالمراكز الصحية بالبحرين.وفيما يتعلق بالغبار، قالت د. كوثر، إن الغبار له تأثيرات إيجابية، فقد أوضح علماء النبات أنّ التلقيح عملية أساسية للإخصاب وتكوين البذور، حيث تنتقل حبيبات اللقاح من العناصر الذكرية للزهرة إلى العناصر الأنثوية فيها حيث يتم الإخصاب مع وجود الغبار المحمل مع الرياح، ويضاف إلى ذلك أنّ الغبار المنتقل إلى أسطح البحار والمحيطات يعتبر مصدر الإمداد الأساسي للعناصر المهمة في المحيطات كالحديد والفسفور والسيلكون والمنغنيز والنحاس والزنك، وتلك العناصر تلعب دورًا مهماً في تغذية وتكاثر الكائنات الدقيقة النباتية البحرية، وزيادة ونمو الكائنات يؤدي لتقليل مستوى التركيز الجوي لغاز ثاني أكسيد الكربون أحد أهم غازات الاحتباس الحراري، كما إنّ الزيادة في نشاط الغبار تتسبب في هطول الأمطار، ما يساعد على تجميع حبيبات الأتربة الطينية الدقيقة من المناطق المرتفعة نسبيًا، وترسيبها في المناطق المنخفضة كقيعان تجمع مياه الأمطار وأودية جريانها، وهذه المسطحات المائية ما تلبث أن تتبخر وتجف مخلفة وراءها طبقة سطحية غنية بحبيبات طينية دقيقة تزيد من خصوبة التربة.وأوضحت، أن التأثيرات السلبية للغبار متعددة سواءً على صحة الإنسان أو الحيوان أو النبات أو الممتلكات، فالتأثير في صحة الإنسان يكون على الجهاز التنفسي الذي يعد خط الدفاع الأول له، حيث يعدّ الأنف المدخل الرئيس لهذا النوع من التلوث، وما يسببه كالعطاس المصحوب بانسداد في الأنف، إلى جانب الكحة والتهاب العين والحلق والشعور بالحكة في الجلد، كما يؤثر الغبار في مجال الرؤية وحوادث السير، والتأثير في المسطحات الخضراء والنباتات والأشجار يكون من خلال تغطية سطح الأوراق، وبالتالي إضعاف عملية التمثيل الضوئي، وإغلاق مسامات «ثغور» أوراق النباتات بفعل ترسيب الملوثات عليها، ما يعيق عملية التنفس و»النتح»، وبالتالي اصفرار الأوراق وذبولها وموت النباتات، إضافة إلى أنّ الغبار قد يعيق عملية التلقيح لترسبه على «مياسم» الأزهار، وقد يؤدي إلى انسداد المسام وجذب العناكب والحشرات وخاصة على نباتات «الخيار» و»القرعيات»، وهذه الحشرات تمتص عصارة النبات، وتتغذى على الأوراق؛ ما يؤدي إلى ضعفها واصفرارها، وحركة الرياح المحملة بالغبار قد تتسبب في كشط سطح الأوراق، وبذلك يحدث إجهاداً للنبات ذاته.وفي رد على سؤال، حول مقاومة التأثير الضار للغبار على الصحة، قالت د. كوثر إن ذلك يتم باتباع أنماط الحياة الصحية مثل التغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني، والامتناع عن التدخين، والنوم الكافي، وكلها أمور تزيد من مناعة الجسم ضد العديد من الأمراض، ومن بينها أمراض الجهاز التنفسي، إضافة لضرورة غسل الوجه بشكل متكرر، وغسل الأنف والفم لمنع وصول الغبار إلى الرئتين، والإكثار من شرب الماء، وإغلاق النوافذ والأبواب بشكل محكم، ووضع فوط مبللة على الفتحات الصغيرة في النوافذ، كما ننصح المرضى المصابين بالحساسية خلال العواصف الرملية بتجنب البقاء في الأماكن المفتوحة المعرضة للغبار، والانتظام في تناول علاج الحساسية الموصوف لهم من الطبيب، والتواصل مع الطبيب خلال هذه الفترة لتعديل جرعة العلاج إذا تطلب الأمر».
970x90
970x90