واشنطن - (أ ف ب): يواجه وزير الدفاع الأمريكي الجديد آشتون كارتر فور تعيينه سلسلة من التحديات تتراوح من قيادة الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» إلى الانسحاب التدريجي من أفغانستان مروراُ بالمعارك حول الميزانية والخيارات التكنولوجية.
وقبل كارتر لم ينجح سلفه تشاك هيغل في فرض نفسه بين البيت الأبيض والبنتاغون وظل صوته ضعيفاً. غير أن كارتر «60 عاماً» التكنوقراطي اللامع الذي سبق أن كان مساعداً لوزير الدفاع «هو إحدى الشخصيات الأكثر كفاءة التي تم تعيينها حتى الآن» وزيراً للدفاع برأي شون بريملي الخبير في مركز الدراسات «نيو امرييكان سيكيوريتي». وقال ستيفن بيدل الأستاذ في جامعة جون واشنطن وزميل كارتر السابق في هارفرد إنه من غير المرجح أن يكون الاختيار وقع عليه لمجرد أن يصادق على قرارات البيت الأبيض.
وأضاف «إنني واثق من أنه سوف يصر على أن يكون مهندساً وليس مجرد بناء». وكارتر الذي يعرف بشخصيته القوية الحادة ومواقفه الشديدة، سبق أن أبدى استقلالية حيال البيت الأبيض وحصد دعماً كبيراً في صفوف الجمهوريين في مجلس الشيوخ. وستكون الحرب الجديدة ضد الجهاديين في الشرق الأوسط وخصوصاً في العراق وسوريا في طليعة التحديات التي سيواجهها وزير الدفاع فور تولي مهامه الجديدة وسيجد نفسه بهذا الصدد في موقع حساس حيث لا يرغب الرئيس في إرسال قوات برية في حين أن العديد من العسكريين الأمريكيين يشككون في قدرة الجيش العراقي على خوض المعركة البرية وحده. وفي أفغانستان يعتبر العديد من الاختصاصيين الجدول الزمني الذي حدده أوباما لاستكمال سحب القوات الأمريكية بحلول نهاية 2016 سريعاً جداً مشددين على أن الحكومة الأفغانية ليست قوية إلى حد يسمح لها بمواجهة تسلح حركة طالبان. ومن المحتمل أن تشكل مسألة معتقل غوانتنامو أيضاً ملفاً شائكاً وقد اعتبر أوباما أن «الوقت حان لإنجاز المهمة» هنا أيضاً مع إفراغ السجن من المعتقلين غير أن أي حل لا يلوح في الأفق ولايزال حتى الآن المعتقلون الأكثر خطورة محتجزين هناك.
ويواجه آشتون كارتر تحديات أيضاً على صعيد الميزانية وسيتحتم عليه الحصول على المدى القريب على موافقة الكونغرس لزيادة النفقات العسكرية بنسبة 4% خلال العام 2016، استجابة لطلب الإدارة.
وعلى مدى أبعد يترتب عليه الاستجابة للمخاوف بشأن تقلص التفوق التكنولوجي الأمريكي لعدم رصد استثمارات كافية في السنوات الأخيرة.