كتب – عبدالرحمن محمد أمين: عبدالرحيم روزبه. أحد أبناء المحرق. وواحد ممن ساهم بتخريج كثيرين من أبنائها. برز كاتباً للمقال الأدبي والنقدي في الأربعينات حين أصدر عبدالله الزايد جريدة “البحرين”. وكان قد استفزته مقالات الأديب الكويتي عبدالرزاق البصير، وكتاباته عن أحمد أمين ود. زكي مبارك وطه حسين والعقاد. فرد عليه بمقالات خمسة، دافع فيها عن د. زكي مبارك تحت عنوان “ بين زكي مبارك وأحمد أمين”. كرمت الدولة المرحوم عبدالرحيم روزبه، نظراً لإسهامه في الحياة الثقافية بمنحه جائزة العمل الوطني. كما كرمه نادي المحرق كواحد من الرعيل الأول الذي دفع بعجلة التعليم. وكرمه النادي الأهلي بوصفه رائداً من رواد الأدب والصحافة، ممن شاركوا في منتدى عبدالله الزايد. حول حياة هذا العلم من أبناء البحرين. كان للوطن هذا اللقاء مع ولده عبدالله... سكن فريق المحميد يقول عبدالله: كان أبي يسكن في فريج “الخارو” أو فريق المحميد. بالقرب من منزل المحامي المرحوم راشد بن عيسى فليفل، في بيت زوجة والده مريم. ثم انتقل لبيت آخر مجاور لبيت الإداري بنادي المحرق المرحوم إبراهيم عبداللطيف في الفريق نفسه. وخلال أربعينات القرن الماضي قام الوالد رحمه الله بشراء قطعة، وبناء البيت الذي عاش فيه بقية حياته، ولانزال فيه. كانت قيمة الأرض 150 روبية فقط. وبعده بسنوات اشترى والدي قطعة أرض ملاصقة للأرض السابقة بثمانية آلاف دينار، استخدمها لمشروع استثماري. وقبل وفاته وزع جميع ما يملك بما فيه بيت السكن على أبنائه الذكور والإناث حسب الشريعة الإسلامية. شغف كبير بالقراءة ويضيف عبدالله: كان بيتنا يسمى “بيت الملا”، لأن جدي كان من علماء الدين. وكان محط زيارة عديد من أصدقاء الوالد منهم؛ المرحومون عيسى قاسم الجودر ومحمد حسن بوهان، صالح عبدالغفار والشيخ عدنان بن عبدالله القطان. بخلاف الشباب الذين كانوا يحضرون لوالدي طلباً للاستزادة من العلم في شتى المجالات الثقافية والأدبية والسياسية. وكان رحمه الله يجتمع في كل ليلة بابنتيه. وكنا نرافقه وهو في عزّ شبابه إلى سينما بن هجرس. وكان يمكث معي ثلاثة أشهر عندما كنت أعمل في قطر. وكان رحمه الله يؤم المصلين في مسجد العمامرة في فروض الظهر والعصر والمغرب والعشاء. \وكان يهوى أثناء فراغه قراءة الكتب الأدبية والعلمية. ذكريات لا تنسى وحول ذكرياته مع أبيه يقول عبدالله: : من الذكريات التي لا تنسى، أتذكّر أن جدي المرحوم محمد عبدالملك الساعي، كان صاحب محل لبيع المأكولات. وكان والدي يسجل حسابات المحل. وكان جدي يسقينا كل شهر تقريباً الحلول أو “العشرج”، خصوصاً مع مقدم شهر رمضان. فكنت أهرب وأخي. ومن الذكريات الطريفة أن جدي كان يشتري لي في كل عيد غترة “شال”. وكما ذكر لنا الوالد فإن جدي هو من علمه القرآن الكريم واللغة العربية، وأن خالته هي من ربته بعد وفاة والدته وكان عمره آنذاك أربع سنوات. وقد توفيت زوجته والدتي رحمها الله العام 1988. أما هو فأصيب بالتهاب رئوي. وظل طوال ثمانية أعوام لا يخرج من البيت إلا لماماً. وكانت خادمته الباكستانية تطوف به على الكرسي حول نادي البحرين ومدرسة الهداية الخليفية التي قضى فيها أجمل أيام حياته. وعندما توفي غادرت الخادمة إلى بلدها حزناً عليه. مدافع عن التراث ويضيف: لقد تأثر والدي كثيراً بمن علمه الفقه واللغة والنحو والخط، ومنهم الشيخ محمد علي الحجازي، ومحمد صالح خنجي. وكان متشدداً بشأن الحفاظ على التراث الأدبي والثقافة العربية. وقد دافع عن الشعر عندما اقتبس الشاعر عبدالرحمن المعاودة عن رباعيات الخيام، فأثارت قصائده جدلاً في الوسط الثقافي في البحرين. إذ كان المعاودة رمز من رموز التقاليد العربية في الشعر المحافظ.