عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان «مقتل نحو 6 آلاف مدني وإصابة 25 ألفاً في قصف جوي لقوات الرئيس بشار الأسد بالبراميل المتفجرة على مناطق مختلفة في سوريا منذ 22 فبراير الماضي، تاريخ صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف القصف بالبراميل المتفجرة العشوائية التي تحصد العديد من الأبرياء»، قبل أن يوثق «مقتل 48 شخصاً على أيدي قوات الأسد والميليشيات التابعة له لدى دخولها قبل أيام بلدة رتيان شمال مدينة حلب، مشيراً إلى أن «بينهم 10 أطفال، وقد تم إعدامهم بالرصاص». وقتل أمس 15 شخصاً في قصف بالبراميل المتفجرة نفذته قوات النظام على حلب وريف دمشق. وذكر المرصد «وثق استشهاد 5812 مدنياً، هم 1733 طفلاً دون سن الـ18، و969 مواطنة، و3110 رجلاً، جراء القصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي والقصف من الطائرات الحربية، على مناطق عدة في محافظات دمشق وريف دمشق وحلب والرقة وحمص وحماة وإدلب واللاذقية والحسكة ودير الزور والقنيطرة ودرعا. كما أسفر القصف الجوي عن إصابة أكثر من 25 ألف مواطن.
وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى أن غالبية القتلى سقطوا نتيجة البراميل المتفجرة، وهي عبارة عن براميل محشوة بقطع معدنية ومتفجرات، لا يمكن أن تحدد هدفها بدقة.
وينص القرار 2139 على وقف استخدام البراميل المتفجرة وفك الحصار عن المناطق والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إليها. وتحاصر فصائل في المعارضة المسلحة بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في محافظة حلب. ويعمل النظام بين الحين والآخر على إنزال مساعدات للمنطقة بواسطة الطائرات. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى اتخاذ تدابير عاجلة لرفع الحصار الذي يعاني منه المدنيون في مدن عدة في سوريا ووضع حد لاستخدام البراميل المتفجرة، مندداً بعدم اكتراث المجتمع الدولي بالنزاع المستمر في سوريا منذ 4 سنوات. وعد تقريراً عرضه بان على أعضاء مجلس الأمن تدابير يفترض إعطاؤها الأولوية في سوريا، وبينها فك الحصار عن 212 ألف مدني وضمان وصول مساعدات طبية إلى كل المناطق ومعالجة مسألة القصف بالبراميل المتفجرة الذي يستهدف المدنيين، ووقف استخدام الحصار ومنع الخدمات عن السكان كسلاح حرب.
وهو التقرير الثاني عشر حول سوريا الذي يرفع إلى مجلس الأمن المنقسم بشدة حول هذه الحرب التي أسفرت عن أكثر من 210 آلاف قتيل و12 مليون نازح ولاجئ. وسيبحث مجلس الأمن في الوضع الإنساني في سوريا خلال اجتماع يعقد الأسبوع الجاري. وقتل أمس 8 أشخاص، هم طفلان وامرأتان و4 رجال، في براميل متفجرة أسقطتها طائرات مروحية فوق حي الصاخور شرق حلب. وفي ريف دمشق، قتل 7 أشخاص بينهم طفل، في قصف من طائرات حربية على دوما وعربين في الغوطة الشرقية. في الوقت ذاته، أفاد التلفزيون الرسمي السوري أن الانفجار الذي وقع أمس وسط مدينة القرداحة في ريف اللاذقية، مسقط رأس عائلة الأسد، وأسفر عن مقتل 4 أشخاص ناجم عن سيارة مفخخة. في غضون ذلك، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 48 شخصاً على أيدي قوات الأسد لدى دخولها قبل أيام بلدة رتيان شمال مدينة حلب، مشيراً إلى أن بينهم 10 أطفال، وقد تم إعدامهم بالرصاص. ووصف مدير المرصد رامي عبدالرحمن ما حصل بـ «المجزرة» و«جريمة حرب». وقال «تم إعدام 48 مواطناً سورياً، هم 13 عنصرأ من فصائل مقاتلة وإسلامية، بينهم ممرض وطباخ، مع أفراد عائلاتهم في بلدة رتيان لدى اقتحامها الثلاثاء الماضي». وأوضح أن بين المدنيين الذين أعدموا بإطلاق الرصاص 10 أطفال و5 نساء، وأن الضحايا ينتمون إلى 6 عائلات. وأدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان «المجزرة» مطالباً المجتمع الدولي «بالتدخل الفوري لإنقاذ السوريين».
وذكر البيان «أكمل النظام سلسلة المجازر من جديد في ريف حلب الشمالي مدعوماً بعناصر من حزب الله الإرهابي ومليشيات إيرانية، استباحت دماء السوريين ودعمت النظام في جرائمه بحق المدنيين». وقتل في المعارك شمال حلب منذ الثلاثاء الماضي 129 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم 5 عناصر من «حزب الله»، بحسب المرصد. كما قتل 116 مقاتلاً من الفصائل المعارضة بينهم 86 سورياً.
ولم يحقق الهجوم أهدافه، وبينها قطع طريق الإمدادات على المعارضة المسلحة في مدينة حلب وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين واللتين يحيط بهما مقاتلو المعارضة منذ نحو سنة.