الشارقة ـ وليد القاسمي:
قالت رئيسة جمهورية ليبيريا ألين جونسون سيرليف إن عدم القدرة على التحرك السريع وإبلاغ الناس بطبيعة مرض «إيبولا» كان سبباً في فقدان الثقة من قبل الشعب بالمؤسسات الحكومية.
وأوضحت ألين جونسون سيرليف، في كلمة رئيسة خلال ثاني أيام منتدى الاتصال الحكومي 2015 في الشارقة أمس، «خلال فترة الانتشار السريع للمرض واجهنا تحدياً هائلاً تمثل في التعامل مع الانتشار السريع للأخبار والشائعات خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث أخفقنا في البداية في تجهيز الإجراءات المناسبة لإيصال المعلومات الصحيحة للمواطنين ولم تنجح المحاولات في فرض الحظر والحجر الطبي بل وتحولت إلى صراع مع الناس الذين كانوا خائفين وفاقدين للثقة. لقد كان إشراك الناس والمجتمعات درساً في غاية الأهمية وأصبح بالنسبة لنا هو أساس النجاح، وكانت مبادئ الشراكة وتأسيس العلاقات عبر التواصل مع الناس هي وصفة النجاح التي مكنتنا من تجاوز محنتنا».
وشهد نائب حاكم الشارقة سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي فعاليات اليوم الثاني والأخير للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2015 الذي يقام تحت شعار «خطوات محددة.. نتائج أفضل» وينظمه مركز الشارقة الإعلامي في مركز اكسبو الشارقة، بحضور الرئيس اللبناني السابق العماد ميشال سليمان إلى جانب خبراء الاتصال والإعلام والسياسة من مختلف دول العالم، وعدد من الشخصيات السياسية والقيادية ورؤساء ومديري الدوائر الحكومية في الإمارات وحشد من الإعلاميين والأكاديميين والخبراء وطلبة الاتصال من مختلف جامعات الإمارات.
وقدمت رئيسة جمهورية ليبيريا تجربة بلادها في التعامل مع تفشي وباء إيبولا ودور الاتصال الحكومي في الأزمة التي عصفت بليبيريا وشعبها وحكومتها، وحول تجربتها في إدارة الأزمة استعرضت، صاحبة لقب «المرأة الحديدية» في إفريقيا، وأول رئيسة منتخبة ديمقراطياً في القارة السمراء، تجربتها في التعامل مع أزمة وباء «أيبولا» التي هددت أمن ليبيريا والعديد من دول إفريقيا وكانت لها تداعيات محلية وعالمية، قائلةً: «واجه الليبيريون تحدياً هائلاً تمثل في إنقاذ بلدهم، فقد عصف المرض بالناس والنظام الصحي والاقتصاد مخلفاً عواقب هائلة على كافة نواحي الحياة. ولهذا الغرض تم إنشاء هيئة تنسيق تشمل كافة أصحاب المصلحة وتضم قادة السلطات الثلاث وممثلين عن المجتمع الدولي والمجتمع المدني في ليبيريا والقادة المحليين التقليديين والروحيين وكان الهدف تعزيز روح المسؤولية لدى الجميع لحل المشكلة».
وحول أهمية الاتصال الحكومي ودوره قالت ألين جونسون سيرليف: «نظراً لأهمية حشد المجتمع وتحفيزه كي نحقق التغيير المطلوب وخاصة في أساليب التفكير فقد عملنا على تحويل العملية من عملية مركزية تقودها الحكومة إلى عملية لا مركزية تتحمل فيها المجتمعات المحلية مسؤولية نشر المعرفة والاستجابة للاحتياجات، حيث عملت سلسلة منظمة وفاعلة من المتطوعين لإنشاء حركة تواصل شعبية تدعمها الهيئات الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات والقيادات التقليدية والدينية وقام المتطوعون بزيارات توعية لنقل المعلومات وتثقيف الناس من بيت إلى بيت».
وأضافت الرئيسة الليبيرية: «بفضل تضافر الجهود بين الحكومة ووسائل الإعلام والناس، تحولت النظرة الداخلية والخارجية تجاه الأزمة الليبيرية من الخوف والهلع لتميل نحو الطمأنينة والأمل، وكنا نعمل يداً بيد مع وسائل الإعلام لتوفير المعلومات المحدثة والفورية والصادقة عبر نظام خاص بالإبلاغ عن الإصابات وانتشار المرض. ورغم أننا كنا نصارع تضخيم وسائل الإعلام الأجنبية للأزمة إلا أننا حرصنا على تزويد وسائل الإعلام الأجنبية بالإحاطات الإعلامية المنتظمة وتأمين وصولهم إلى كافة الأماكن التي يحتاجون لزيارتها».
وناقشت الدورة الرابعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2015 الإجراءات الفورية والمطلوبة لضمان أفضل النتائج على صعيد العلاقة بين الحكومة والجمهور من خلال آليات الاتصال الحكومي الفعال والواضح المعالم، وتناولت موضوعات المنتدى استشراف مستقبل الاتصال الحكومي على الصعيدين المحلي والدولي، وتحديد الإجراءات والخطوات المطلوبة لتفعيل دور الاتصال الحكومي للوصول إلى رؤية حكومات أكثر تواصلاً واستجابةً مع الجمهور.